أكد شباب الثورة وقيادات الحركات السياسية وائتلافات الحركات الثورية أن الإضراب العام نجح بنسبة كبيرة فى اليوم الأول له، السبت، وأن انتشاره بين صفوف الطلاب فى المدارس والجامعات دليل على أن الجيل الذى يقود الثورة لايزال قادراً على استكمال ثورته، وأضافوا أن الحرب الإعلامية التى شنتها وسائل الإعلام ضد الإضراب وتصريحات القيادات الدينية بأنه حرام كانت عاملاً كبيراً فى إحجام الناس عن المشاركة فيه، مؤكدين أن الدعوة للإضراب العام كانت بداية الطريق للعصيان المدنى ولن تظهر نتائجه إلا بمرور الوقت.
قال أحمد طه النقر، المتحدث الرسمى باسم الجمعية الوطنية للتغيير، إن الإضراب قيمته فى معناه ورمزيته وليس فى مدى الاستجابة له، وأضاف فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن 11 فبراير يوم تاريخى لمصر أسقطت فيه آخر فرعون لها، مشيراً إلى أن أحد أهم أسباب عدم الاستجابة بشكل واسع للإضراب هو الخلط بينه وبين العصيان المدنى، لكن نجاح الإضراب بين قطاعات الطلاب والعمال لم يكن متوقعاً بهذه الدرجة، وهذا نجاح فى حد ذاته.
وأضاف «النقر» أن الاستجابة حتى لو كانت بنسبة ضئيلة وبين جيل معين تعنى أن الثورة مستمرة، وأن القوى الثورية مصرة على استكمال مطالبها ونقل السلطة للمدنيين بأسلوب نضالى قانونى، وأن يكون الملجأ الأخير هو العصيان المدنى.
فيما قال طارق الخولى، المتحدث الرسمى لحركة شباب 6 أبريل، الجبهة الديمقراطية، إن الإضراب نجح بين الطلاب فى المدارس والجامعات بنسبة عالية ليكون اليوم طلابياً بامتياز، وأضاف أنه ليس من المفترض أن تشارك كل مؤسسات الدولة فى اليوم الأول للإضراب لأن الضغط سيظهر بشكل تدريجى خلال الأيام المقبلة، ولفت «الخولى» إلى أن القيود التى تمت ممارستها على العاملين بالقطاع العام لإجبارهم على الذهاب لأعمالهم حتى فى يوم الإجازة، وتوجيه أئمة المساجد إلى الحديث عن أهمية العمل ورفض الإضراب عن العمل، ورغم كل هذا تشهد الجامعات والمدارس هذا الكم من الإضراب - فهذا يعنى النجاح الكبير، وأن الشباب هم كلمة السر فى هذه الدولة.
وأضاف عمرو حامد، المتحدث الإعلامى لاتحاد شباب الثورة، أنه وسط الحملة الشرسة الإعلامية والدينية وإجبار الناس على الذهاب لعملهم وتهديدات العمال ووسط كل هذا نجد الإضراب ينجح فى الجامعات والمدارس - فهى رسالة قوية للمجلس العسكرى بضرورة تسليمه السلطة للمدنيين، بالإضافة للمسيرة الناجحة التى نظمها الشباب إلى وزارة الدفاع لاستكمال الرسالة.
وقال عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن الإضراب فى بعض القطاعات نجح وسط الهجوم الإعلامى والتحريض ضد الطلبة والعمال وتحريك كل أجهزة الدولة فى متابعة عملها، وقال: «نواجه بحرب إعلامية من الصحف الحكومية التى تحارب تحركاتنا، وهذه الحرب فى حد ذاتها نجاح لنا، لكن الميزة فى تحرك جميع مؤسسات الدولة، خصوصاً فى السكة الحديد والمترو التى عملت بكفاءة كبيرة لم تشهدها مصر لسنوات، وظهور المسؤولين فى وسائل الإعلام للتأكيد على عملهم وتواجدهم فى أماكنهم يعنى نجاح الإضراب»، ولفت إلى أن الإضراب نجح بنسبة 60٪ وغلب على جيل الشباب، لكن الجيل الذى تربى فى عهد مبارك وعانى خلاله لايزال غير قادر على تخطى حاجز خوفه.
ولفت محمد عبدالعزيز، القيادى بحركة كفاية، إلى أن الدعوة كانت للإضراب العام فى ذكرى تنحى مبارك، لأننا لم نشعر بسقوط مبارك، ونجاح الإضراب من عدمه مرهون بالاستجابة الطلابية له والمسيرة التى نظمت إلى وزارة الدفاع واستكمالها بمظاهرات الطلاب فى المدارس والجامعات - تعتبر استكمالاً لثورة شباب على طريق العصيان المدنى، ولفت إلى أن بيان المجلس العسكرى المتخبط وترديده لنفس عباراته عن وجود مؤامرات ضد مصر دون تحديد المسؤولين عنها، يعنى أن المظاهرات والمسيرات واليوم الأول للإضراب تسير على الطريق السليم.
وقال مصطفى شوقى، عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، إنه لا يصح قياس نجاح الإضراب من عدمه بمشاركة الناس فيه لأن اليوم الأول فى كل الأحوال إجازة رسمية إلى جانب أن تناول الإعلام السلبى كان نتاجاً لقوة الدعوة، وأضاف: «دعوتنا بداية الطريق للعصيان المدنى ونحن مدركون أننا على بداية الطريق ولن نلجأ للعنف ولا التخريب والنتيجة ستظهر بعد شهور، لأن دعوة الإضراب ممتدة 40 يوماً وليس لدينا مشكلة فى أن يقال إن الإضراب فشل فى اليوم الأول له، لأن النجاح لن يكون إلا بانتهاء التجربة كاملة».