x

حمص تواجه حرباً شاملة وقوات الأسد تقتل 160.. وانفجارات فى حلب

الجمعة 10-02-2012 17:06 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

لليوم السادس على التوالى شنت قوات الرئيس السورى بشار الأسد هجوما مدمرا على حمص ودكتها بالصواريخ والدبابات، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات جراء الدمار الشامل الذى تعرضت له منازل المدنيين فى حى بابا عمرو وأحياء أخرى وسط حصار خانق وأزمة إنسانية غير مسبوقة فى المدينة، بينما اقتحمت الدبابات حى الإنشاءات بالمدينة وسط قصف عشوائى، ووقعت 3 انفجارات استهدفت مقرين أمنيين فى حلب، مما أسفر عن سقوط 25 وعشرات الجرحى.

وتعيش حمص منذ أسابيع أوضاعا مأساوية وسط حالة من الدمار الشامل فى أحياء بابا عمرو والخالدية والإنشاءات وأحياء أخرى نتيجة القصف المتواصل براجمات الصواريخ والقذائف والذى استهدف حتى الآن مئات المنازل ودمرها فوق رؤوس سكانها وأسفر عن سقوط نحو 160 قتيلا خلال اليومين الماضيين، وخيمت رائحة الموت على المدينة بعد سقوط أكثر من 600 قتيل فيها وحدها خلال الأسبوع الماضى ويسابق سكانها الزمن بحثا عن أحياء تحت ركام المنازل، غالبيتهم من الأطفال والنساء أو انتشال جثث القتلى، فيما أطلق الجنود نيران الرشاشات على السكان من طائرات هليكوبتر واقتحمت الدبابات حى الإنشاءات.

وتغص مستشفيات المدينة المحاصرة بالقتلى والمصابين جراء قصف القوات الحكومية ونيران القناصة الذين يسيطرون على المبانى بينما تواجه أزمة حادة فى نقص المعدات الطبية ونقلت لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» عن شهود عيان قولهم «كنا نسمع أصوات النساء والأطفال يصرخون وهم يركضون فى الشوارع محاولين الهرب من القصف».

وبينما أفادت وثيقة مسربة من الرئاسة السورية بأن الأسد أعطى أوامره لوزير الدفاع السورى بأن يقمع الانتفاضة حتى لو بلغ عدد الضحايا 70 ألف قتيل، استهدف تفجيران فرع الأمن العسكرى ومقر كتيبة قوات حفظ النظام فى مدينة حلب، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وأعقب التفجيرين إطلاق رصاص. وحملت السلطات السورية ما سمته عناصر إرهابية المسؤولية عن الهجمات واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام السورى بتدبير التفجيرين لصرف النظر عن المجازر فى حمص. وعزز الجيش اللبنانى انتشاره على الحدود مع سوريا.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أن إيران أرسلت 15 ألف مقاتل من فيلق القدس التابع للحرس الثورى للمساعدة فى قمع الثورة السورية، وأوضحت الهيئة أن دمشق طلبت فى وقت سابق من إيران إرسال مقاتلين من الحرس الثورى، مشيرة إلى أن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليمانى انتقل مؤخرا إلى دمشق لقيادة قواته.

عربيا، قال مسؤول كبير فى الجامعة العربية، إن الجامعة بصدد دراسة الاعتراف بالمجلس الوطنى السورى ممثلاً شرعياً للشعب السورى، ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن المسؤول قوله إن «الجامعة العربية ستبحث فى اجتماع الأحد المقبل ما إذا كانت ستعترف بالمجلس الوطنى السورى المعارض، باعتباره الممثل الشرعى للشعب السورى، والسماح له بفتح مكاتب فى العواصم العربية وسحب السفراء العرب من سوريا».

وندد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بـما سماه «حمام الدم الرهيب» المستمر فى سوريا، وجدد مطالبته الرئيس السورى بالتنحى بينما قال وزير الخارجية التركى أحمد داود أوجلو إن المجتمع الدولى لا يجوز أن يقف متفرجاً أمام «المذبحة» الجارية فى سوريا، ودعا رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون المجتمع الدولى إلى الرد على نظام الأسد «بأقسى طريقة ممكنة»، لوقف أساليبه الدموية وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إن الجامعة العربية تعتزم استئناف مهمة بعثة المراقبين، مطالبا بأن تكون المهمة مشتركة بين الجامعة والامم المتحدة، وأمهلت طرابلس القائم بالأعمال السورى وفريقه 72 ساعة لمغادرة البلاد وطردت السلطات الألمانية 4 من العاملين فى السفارة السورية ببرلين، بعد اعتقال رجلين اتهما بالتجسس على معارضين سوريين فى ألمانيا.

وتساءلت مجلة «تايم» الأمريكية حول طول فترة الحرب الأهلية التى قد تنزلق سوريا إليها، وقالت إن السنة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة يدافعون عن كرامتهم، وأما الأسد - الذى وصفته بالحاكم المسبتد- فيقاتل من أجل الوجود مستفيدا بدعم الأقلية العلوية وأوضحت «تايم» أن آلافا من السوريين سيلقون مصيرهم فى الحرب الأهلية التى انزلقت البلاد إلى مستنقعها.

فبينما تواصل قوات الأسد قصف حمص بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، مستهدفة السنة، تنسب «تايم» مزاعم للطائفة العلوية فى حمص بأن الثوار يردون على الهجمات باستهداف الأحياء العلوية يقذائف الهاون، وأضافت المجلة «أن التدخل العسكرى الخارجى قد يتمثل فى تسليح المعارضة من أجل القتال، وإنه قد تسبق ذلك خطوة تتمثل فى تنظيم صفوف المعارضة. وأضافت «تايم» بالقول إنه فى حين ستأخذ دول الخليج العربى زمام المبادرة فى تسليح الثوار السوريين، فإن إيران فى المقابل ستفعل ما بوسعها لدعم النظام.

وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية «بات الوقت متأخرا على الحديث عن تسوية سلمية للوضع فى سوريا، فقد أريق الكثير من الدماء»، وأكدت أن المطلوب أن يتنحى الأسد لكنه لن يستجيب، بل سيستخدم كل ما لديه من أسلحة ثقيلة لهزيمة معارضيه بالسلاح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية