قال الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك إن الهدف الحقيقي للغرب ليس التغلب على نظام الرئيس السوري بشار الأسد «الوحشي»، وإنما التغلب على حليفه إيران وأسلحته النووية إذا وجدت، وليس من أجل حقوق الإنسان أو حق الشعب السوري في الحياة. ووصف مشهد الحرب السورية بأنه مليء بالأكاذيب والنفاق والجبن، مشيرًا إلى أن الشرق والغرب يمارسان الكذب والنفاق فيما يتعلق بالذبح الذي يرتكبه النظام السوري في ضحاياه.
وأوضح في مقاله المنشور بصحيفة «إندبندنت» الأحد، أنه بينما تمول قطر والسعودية الثوار في سوريا للإطاحة بديكتاتورية الأسد العلوية الشيعية - البعثية، فإن واشنطن تمتنع حتى عن انتقاده ولو بالكلام، مشيرًا إلى أن واشنطن تقول إنها تريد الديمقراطية في سوريا، لكن السعودية وقطر ملكيتين ديكتاتوريتين قائمتان على التوريث، والسعودية أيضا حليفة للثوار السلفيين الوهابيين في سوريا، كما كانت أحد الداعمين الرئيسيين لمقاتلي طالبان خلال العصور المظلمة لأفغانستان.
وقال إن السعودية تريد تدمير الأقلية العلوية الشيعية في سوريا كما تقمع الأقلية الشيعية الموجودة على أراضيها، «فكيف يمكن أن نصدق أن السعودية تريد إقامة الديمقراطية في سوريا؟»، وحزب الله الشيعي في لبنان، «الذراع اليمنى لإيران» يدعم نظام بشار الأسد، وواشنطن، بوزير دفاعها ليون بانيتا، صاحب كذبة تورط صدام حسين في أحداث سبتمبر، مستمرة في ترديد أن الأوضاع «خرجت عن السيطرة في سوريا» منذ 6 أشهر.
وأضاف أن أوباما اكتفى بأن قال للأسد إنه فيما يتعلق بالأسلحة النووية فإن العالم «يراقب»، مشيرًا إلى أنه لا أحد يعرف هل يتحدث أوباما عن سوريا أم عن روسيا والصين. وقال إن الإدارة الأمريكية لا تريد أن ترى سجلات تعذيب بشار مفتوحة على الملأ، لأن إدارة بوش كانت منذ سنوات قليلة ترسل المسلمين لدمشق ليقوم نظام الأسد بتعذيبهم وقطع أطرافهم مقابل الحصول على اعترافات واعتقالهم في أماكن فجرها الثوار السوريون منذ أسابيع، واصفًا بشار بأنه «طفل الغرب».
وأشار فيسك إلى أن العراق عانت من 29 تفجيرا الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل 111 مدنيا وإصابة أكثر من 235 آخرين، وفي نفس اليوم استهلك حمام الدم في سوريا تقريبا نفس العدد من الضحايا الأبرياء، «لكن العراق لم تكن في صدارة المشهد، لأن الغرب قال إنه منحها الحرية والديمقراطية، أما سوريا فكان مشهد الذبح فيها في الصدارة».
وانتقد أيضا تغطية الإعلام البريطاني لأحداث الأوليمبياد على حساب ما يحدث في سوريا، وقال إن شبكة الإذاعة البريطانية رأت أن تغطية انتقال الشعلة الأوليمبية كانت أهم من تغطية أخبار الأطفال السوريين المقتولين، رغم أن لديها مراسلا شجاعا في حلب.
وقال فيسك إن جرائم إسرائيل لم تصل إلى جرائم الأسد منذ عام 1984، حتى هجماتها على غزة 2008 – 2009 كانت أقل بمقدار 14 مرة من أقل عدد مقدر لضحايا الأسد، «وهو ما يبعث رسالة مفادها أننا نطالب بالعدالة وحق الحياة إذا قام الغرب والإسرائيليون بذبح العرب، لكن ليس عندما يقوم بذلك أحد الحكام العرب في شعبه».