قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي منع جنوده، الذين يتولون مهمة تأمين مفاعل «ديمونة» النووي، من إدخال هواتفهم المحمولة لمنطقة المفاعل «لاعتبارات أمن المعلومات».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن قائد القوة المسؤولة عن تأمين المفاعل أعلن لجنوده أنه «من هذه اللحظة عليهم إيداع هواتفهم المحمولة على بوابة المفاعل، في كل مرة يحضرون فيها، بناء على توجيهات جديدة من قيادة الجيش».
ويقضي جنود الجيش المشاركين في تأمين المفاعل 16 يومًا في مهمتهم، قبل الحصول على إجازة لمدة 5 أيام، وهو ما يعني عدم قدرتهم على استخدام هواتفهم المحمولة طوال هذه الفترة.
وقررت قيادة الجيش الإسرائيلي توفير خطي تليفون أرضي في المفاعل لخدمة الجنود الذين لن يتمكنوا من استخدام هواتفهم المحمولة.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن والد أحد الجنود المشاركين في تأمين المفاعل النووي قوله: «هم يقضون 16 يومًا متواصلًا، كيف يمكن أن يبقى منفصلًا عن العالم لمدة تزيد على الأسبوعين، وأن ينتظر في طابور التليفون الأرضي كي يتحدث مع العائلة؟ هذا سخف»، وأضاف: «إذا أردت الاتصال بابني في حالة الطوارئ، سيتوجب عليّ الانتظار حتى يتصل بي هو، وهذا سيؤدي إلى مخاوف لا داعي لها».
وفيما سيسري القرار على الجنود الذين يخدمون بشكل دائم في المكان أيضًا، تم استثناء الضباط، والسماح لهم باستخدام هواتفهم المحمولة.
وقال والد أحد جنود تأمين مفاعل ديمونة لـ«يديعوت أحرونوت»: «إذا كانوا خائفين من قيامهم بتصوير أي شيء بهواتفهم، فكان من الممكن على الأقل أن يطلبوا منهم الذهاب بهواتف لا تتضمن كاميرات، ولكن من المهم أن يبقوا على اتصال بالعالم».
ويتم السماح في عدد من المنشآت الأمنية الحساسة في إسرائيل، التي يتم تأمينها بواسطة الجيش الإسرائيلي وقوات حرس الحدود، وتشغيلها بواسطة مدنيين، بإدخال الهواتف المحمولة، شرط ألا يكون مدمجًا بها كاميرا.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: «كجزء من جهود الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على أمن المعلومات، صدر هذا التوجيه من نائب رئيس الأركان».
ونشرت مجندة إسرائيلية في أغسطس الماضي صورًا من داخل المفاعل على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، بعد أن التقطتها بكاميرا هاتفها المحمول، الأمر الذي اعتبرته وسائل الإعلام الإسرائيلية «اختراق كبير» للمفاعل.
وفي عام 1986 كشفت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية بعض أسرار مفاعل ديمونة، ونشرت صورًا من داخل المفاعل تم التقاطها بواسطة الخبير الإسرائيلي، موردخاي فانونو، الذي كان يعمل في المفاعل، كما رسمت الصحيفة وصفًا للمفاعل بحسب وصف فانونو، وكشفت الصور مدى القدرات النووية التي تتمتع بها إسرائيل.
وأدى هذا الاختراق الأمني، الأخطر من نوعه في تاريخ المفاعل النووي، إلى صدور حكم على فانونو، باعتباره «خائنًا»، بالسجن 18 عامًا، بعد أن اختطفه رجال الموساد الإسرائيلي من روما ونقلوه إلى إسرائيل سرًا.
وحتى بعد الإفراج عنه عام 2004، فرضت عليه قيود عديدة، حيث لا يمكنه السفر خارج إسرائيل، ولا دخول أي قنصلية أو سفارة أجنبية، ولا الحديث مع أي شخص غير إسرائيلي، ولا يمكنه الانتقال من مدينة إلى مدينة أو حتى تغيير المكان الذي سيقضي فيه ليلته إلا بإخطار جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك».