x

أهالي المفقودين بين المستشفى و«المشرحة» والسجن.. «ولسه جوه القلب أمل» (ملف خاص)

السبت 28-07-2012 16:44 | كتب: آيات الحبال, محمد طارق |

كان من الممكن أن يكونوا مثلهم مثل الكثير، الذين اختفوا لأسباب مجهولة، تمر السنون، وتدرج أسماؤهم فى كشوفات الموتى «المفقودين»، بسبب مرور سنوات - خمس سنوات بحسب القانون - على غيابهم، لكن حكاياتهم التى شهدت أغلبها بالبطولة لهم، والدوافع التى حركتهم، كانت عائقاً أمام من غيبهم، خاصة أن اختفاءهم ارتبط بالثورة، بعد أن قرروا النزول للتضحية بأنفسهم فى سبيل حياة كريمة، لم يعاينوها لكنهم تمنوا أن تراها الأجيال القادمة، كان بينهم الطفل، والشاب، والأب، والأخ، لم يكن لدى أغلبهم أى انتماءات سياسية، لكنهم - كأغلب المصريين - يعانون من سوء الأحوال الاقتصادية، بالإضافة إلى مشاهد الظلم التى وقعت عليهم أو شاهدوها على أجساد معارفهم، تحديداً يوم 25 يناير عام 2011، وهو ما كان الدافع الأساسى وراء نزولهم يوم جمعة الغضب، ولم يعودوا من وقتها، فاستحقت حكاياتهم لقب «حكايات الغريب».

زوجة إبراهيم وولداه

إبراهيم السعيد.. رآه ضابط أمن دولة بسجن وادى النطرون.. وأعطى لأخيه أمارة «الاسم»

إبراهيم السعيد أحمد، أربعين عاما، عامل رخام، بدأت قصته عقب مشهد رش المياه على متظاهرى كوبرى قصر النيل أثناء تأديتهم صلاة العصر، كان هذا دافعاً أساسياً وراء نزوله هذا اليوم سريعا من منزله ليلحق بالمتظاهرين، يحكى شقيقه أحمد: «كنا متفقين إننا ننزل يوم جمعة الغضب كلنا، بعد ما شفت المتظاهرين فى ميدان التحرير يوم 25 يناير وأنا بجيب شغل من العتبة، ولما رحت حكيت لإبراهيم قررنا إننا ننزل، لكن ربك والحق أنا يوم الجمعة كنت راجع من السفر وكسلت أنزل المزيد».

أسرة الشاب محمد صديق تروي حكايتة

محمد صديق .. 5 رسائل «كلمنى شكراً» من هاتفه.. ومكالمة مدتها ثوانٍ فى 11 فبراير تحفظ أمل «العودة» فى قلب أمه

تشير السيدة صباح عبدالفتاح إلى الدافع وراء مشاركة ابنها فى الثورة، منذ أن كان عضواً فى حزب «الكرامة» يتردد على الحزب دوماً، والعمل على جمع توكيلات للحزب، حتى إصراره على المشاركة يوم جمعة الغضب، فمثله مثل كثير من الشباب المزيد.

والدة الشاب سامي بكري

تليفون «سامى بكرى» لا يزال يرن.. والأم: «لفيت السجون العسكرية والمدنية دون جدوى»

لم يكن له أى نشاط سياسى، فقط حياته كانت تتلخص بين الذهاب صباحا من منزله فى حلوان بجوار سجن طرة إلى عمله بإحدى المطابع بمدينة 6 أكتوبر ثم العودة إلى حلوان مرة أخرى، أجبرته الظروف على أن يكون العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده، لاسيما أنه كان يرعى أخاه المريض بالفشل الكلوى وأمه وأخواته المزيد.

والد محمد اسامة سليمان

الطفل محمد سليمان.. سار مع والده فى مسيرة «الاستقامة».. ورآه لآخر مرة بمعركة كوبرى قصر النيل

«هما بيعملوا كده فى اللى بيقول لأ ليه! أنا هكمل للتحرير عشان أقولهم لأ»، كانت هذه آخر الكلمات التى سمعها أسامة سليمان من ابنه محمد يوم 28 يناير 2011، أو جمعة الغضب، أثناء المسيرة من مسجد الاستقامة بالجيزة مرورا بكوبرى قصر النيل حتى التحرير.

يتذكر أسامة سليمان تلك الكلمات جيداً، ولحظة

اختفاء محمد ابنه، فمنذ سنة وخمسة أشهر لم يعرف عنه شيئاً ولم يسمع عنه أى خبر المزيد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية