x

«الأمن» والأهالي: أحداث «دهشور» مشاجرة وليست فتنة طائفية

السبت 28-07-2012 14:25 | كتب: أحمد عبد اللطيف |
تصوير : محمد كمال

سادت حالة من القلق والترقب، في قرية دهشور، الواقعة بأطراف محافظة الجيزة، التي شهدت شتباكات عنيفة على مدار اليومين الماضيين بين مسلمين ومسيحيين بسبب «حرق قميص» في مغسلة مكوجي قبطي، وأسفرت عن إصابة 6 أشخاص من الطرفين واحتراق منزلين.

ووسط تواجد أمني مكثف، رصدت «المصري اليوم» تفاصيل أحداث تلك الفتنة الطائفية، وتحدثت مع الطرفين، وحصلت على تحريات رجال المباحث حول الواقعة.

فقال «أبومينا»، 39 عامًا، موظف: «إحنا هنا إخوات، ومفيش بينا وبين المسلمين أي مشاكل أو خلافات، ودي أول مشكلة تحصل في البلد، أنا من 17 سنة اللي عملي الفرح بتاعي أصحابي المسلمين، والمشاجرة اللي حصلت بين عائلة المكوجي، من الأقباط، وعائلة الكهربائي،من المسلمين، هي خناقة عادية، وأن الأخير توجه للأول قبل صلاة المغرب وأعطاه القميص ليكويه، والقميص إتحرق منه فحدثت مشادة كلامية بينهما، وتبادل الإثنان الشتائم واللكمات، فتدخل الجيران وفضوا الخناقة، لكن بعد نصف ساعة حضر الكهربائي ومعه أشقائه وتوجهوا لمنزل المكوجي، وبدأت الاشتباكات بين أفراد الأسرتين، وصعد أفراد أسرة المكوجي فوق سطح منزلهم وبدأوا في إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف، فرد عليهم الطرف الثاني، وأصيب الشاب (معاذ) المصاب بحروق شديدة نتيجة سقوط زجاجة مولوتوف فوقه مباشرة».

وأضاف: «تحولت المشاجرة بين الطرفين إلى فتنة طائفية وتم نقل الشاب إلى المستشفى، ومر قرابة ساعة إلا ربع ليتجمع بعدها عدد كبير من أهالي المصاب أمام منزل عائلة المكوجي وأشعلوا النيران فيه انتقاما لإصابة إبنهم،  وسقط 4 من أفراد عائلة المكوجي مصابين بجروح وكدمات نتيجة تلك الاشتباكات».

واستكمل الشيخ محمد أحمد، من أهالي القرية: «ما حدث هو حالة من الغضب نتابت أفراد أسرة الشاب (معاذ) بعد إصابته خاصة وأن تلك الإصابات كانت شديدة، والاشتباكات تجددت في اليوم الثاني عندما حضر شقيق المصاب الأصغر وبصحبته مجموعة من الصبية وتوجهوا إلى منزل أحد أهالي القرية من الأقباط، والذي يسكن بجوار الشقيق الأكبر للمصاب، وحاولوا إحراق منزله، وهنا تدخل أهل القرية من المسلمين ومنعوا هذا الاعتداء، فتوجه الشاب ومن معه إلى الشارع المجاور والذي يسكنه عدد كبير من الأقباط وألقوا بزجاجات المولوتوف المشتعلة على منازلهم، والتي أسفرت عن احتراق واجهة منزل، وتمكن أهالي القرية من إخماد تلك النيران دون خسائر في الأرواح».

وأضاف: « في هذه الأثناء تمكنت قوات الأمن من أفراد العمليات الخاصة من نشر قواتها وتكثيف الحراسة على كنيسة مارجرجس بالقرية، ومنعت وصول مجموعة من الشباب إليها كانوا يريدوا الاعتداء عليها، وذلك بمعاونة مجموعة من أهالي القرية».

وكشفت مصادر أمنية لــ «المصري اليوم» أن خطة أمنية محكمة تم وضعها للسيطرة على الموقف داخل القرية ومنع أي من الطرفين من محاولة تجديد أي اشتباك أو اعتداء على الطرف الآخر، حيث تم الدفع بــ 16 سيارة أمن مركزي وسيارات شرطة لتطويق القرية وتأمين المساجد والكنيسة الوحيدة بها، وكذلك جميع المنازل التي يسكنها أشخاص تجمعهم صلة بأطراف المشاجرة.

وأكدت تحريات المباحث بإشراف العميد جمال نفادي، مأمور قسم شرطة البدرشين، والمقدم سعيد عابد رئيس المباحث، والنقيبان هاني إسماعيل ومحمد يوسف معاونا المباحث أن الواقعة ليست إلا مشاجرة عادية بين شابين وليست طائفية، وأن عدد المتهمين الذين توصلت التحريات إلى اشتراكهم في الواقعة يصل إلى 15 شابًا من أفراد عائلتي «المكوجي» و«الكهربائي»، وأنه تم إلقاء القبض على 4 من عائلة «الأول»، وجار البحث عن 5 أخرين من عائلة «الثاني»، كما كشفت التحريات أن 4 أشخاص آخرين اشتركوا في واقعة إحراق المنزلين، جار تحديد هويتهم وضبطهم.

ورصدت «المصري اليوم» حالة من القلق بين أهالي القرية، حيث تم إغلاق المحال والمنازل المجاورة للكنيسة، وتم إخلاء منزل عائلة «المكوجي»، وكثفت قوات الأمن من تواجدها حول هذا المنزل لحين نتهاء التحقيقات وعودة الأمور إلى طبيعتها.

على صعيد متصل، أحيل المتهمون المقبوض عليهم للنيابة، فأمرت بضبط وإحضار باقي المتهمين الهاربين، كما أمرت بحجز «المكوجي»، وأقاربه على ذمة التحقيقات بتهمة الشروع فى قتل وحيازة مفرقعات.

واستمعت النيابة الى اقوال الشاب «معاذ» الذي أصيب  بحروق متفرقة من الجسم، كما تسلمت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، والتي أكدت قيام «المكوجي»، وأفراد أسرته  بإلقاء زجاجات المولوتوف على المصابين، والشروع فى قتل «معاذ»، كما أثبتت التحريات أن ما يقرب من 1000 شخص من المسلمين تجمعوا وأحرقوا منزل  «المكوجي».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية