أظهرت النتائج الأولية لفرز 95% من الأصوات في جنيف، حول الإستفتاء الخاص بإقتراح حظر بناء مآذن المساجد في سويسرا، أن59% يعارضون إقتراح الحظر، وقد أغلقت صناديق الإقتراع في الإستفتاء الذي صوت عليه السويسريون بعد ظهر اليوم الأحد، على اقتراح حزب «الوحدة الديمقراطية» اليميني السويسري لمنع بناء المآذن في بلادهم.
وتعتبر الحكومة السويسرية وأوساط رجال الأعمال وكل الطبقة السياسية من اليسار واليمين الوسط أن حظر بناء المآذن "لن يكون مفهوما في الخارج وسيسيء إلى سمعة سويسرا".
يأتي ذلك بعد حملة إعلانات أثارها اليمين القومي تدعو إلى إبعاد ما أسماهم بـ «النعاج السوداء» إلى خارج سويسرا في إشارة إلى الأجانب، وتصور امرأة "منتقبه" أمام علم سويسري مغطى بمآذن على شكل صواريخ.
ونددت اللجنة الفيدرالية لمكافحة العنصرية، وهي هيئة عامة استشارية، بهذه الصورة التي "تزكي الكراهية" فيما عبرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها من حملة "إعلانات مشئومة".
وأدانت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية وكذلك ممثلو الطائفة اليهودية والإسلامية بالإجماع المشروع، كما طالبت منظمة العفو الدولية من المصوتين السويسريين رفض قرار الحظر حيث اعتبرته انتهاكاً لكل المواثيق الدولية الخاصة بحرية الاعتقاد والتعبير.
لكن أنصار الحظر لم يتراجعوا وأكدوا أن الأمر لا يعني حرمان المسلمين من أماكن العبادة بل رفض "رمز ظاهر لمطالبة سياسية دينية بالسلطة تنقض الحقوق الأساسية".
ويعيش في سويسرا بحسب الإحصاءات الحكومية الأخيرة نحو 400 ألف مسلم، بينهم 50 ألف ملتزم بالشعائر الدينية، من أصل تعداد سكاني يبلغ 5.7 مليون نسمة، مما يجعل الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية في البلاد، وقد بنيت أربع مآذن حتى الآن في سويسرا.
وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه التلفزيون السويسري، عند خروج المشاركين في الاستفتاء من مكاتب الاقتراع أن السويسريين أبدوا تأييدهم لحظر بناء المآذن، على الرغم من أن استطلاعات الرأي قبل عملية التصويت قد أظهرت أن السويسريين يرفضون هذا الاقتراح بنسبة 53%.
