اهتمت الصحف العالمية، الصادرة الجمعة، بالاشتباكات التي وقعت بمحيط وزارة الداخلية، الخميس، بين قوات الأمن والمتظاهرين على خلفية أحداث العنف التي وقعت باستاد بورسعيد، الأربعاء، وراح ضحيتها 71 قتيلاً.
قالت صحيفة «نيويورك تاميز» الأمريكية، إن المصريين «يطلقون العنان للتعبير عن غضبهم»، مضيفة أن قوات الشرطة «تعاركت مع مشجعي الكرة الغاضبين من فشل الحكم العسكري في حماية أرواح المواطنين».
وأوضحت الصحيفة أن مشجعي الأهلي والزمالك تظاهروا معاً ضد أحداث بورسعيد في «لحظة تضامن نادرة» بين الفريقين، مشيرة إلى أن النشطاء السياسيين خرجوا معهم للاعتراض على سياسة البلاد.
وذكرت مجلة «تايم» الأمريكية أن أسوأ أعمال عنف في تاريخ كرة القدم المصرية واجهها المصريون بموجة جديدة من الغضب الشعبي، موضحة أن البلاد «لاتزال تعاني من الفراغ الأمني والأزمة الاقتصادية».
وأشارت المجلة إلى أنه في ظل سحابة الغضب، لا يوجد بين مختلف الانتماءات السياسية والاقتصادية حول حيثيات وقوع المذبحة، لافتة إلى أن البعض بدأ في لعبة «إلقاء اللوم على من؟».
وقالت إن هناك اتهامات للمجلس العسكري وواتهامات أخرى للفلول ومؤيدي مبارك أو إنها محاولة للدعوة إلى رجوع قانون «الطوارئ» من جديد، وأخيرا جماعة «الإخوان» التي اتهمت «الأيادي الخارجية» بالوقوف وراء الحادث. ووصفت المجلة جلسة البرلمان الأخيرة التي طالبت بفتح تحقيق بأنها «نمط مألوف».
وذكرت «واشنطن بوست» أن حشود الشباب، التي خرجت غاضبة من«الشجار المميت في مباراة لكرة القدم» اشتبكت مع الأمن في القاهرة والسويس، معتبرة تلك الأحداث بأنها «حلقة عنف تهدد بإغراق البلاد في دوامة جديدة من تبادل الاتهامات».
وقالت «لوس أنجلوس تايمز» إن مصر «لم تعرف الراحة منذ أكثر من عام في رحلة الذهاب إلى القبور ودفن الموتى»، تعليقاً على تطور الأحداث بعد مذبحة بورسعيد. واستعرضت الصحيفة مشاهد الحزن، التي أصابت أهالي الشهداء وهم ينتظرون جثامين أبنائهم القادمة من بورسعيد.
وقالت الصحيفة إن مصر «تنتقل من معضلة إلى أخرى في الطريق نحو الاستقرار»، مشيرة إلى أن الأحداث أجبرت محافظ بورسعيد على الاستقالة، وذكرت أن مسؤولية الأحداث تقع «على عاتق الشرطة والمجلس العسكري لعدم كفاءتهما ما لم يكن لتواطؤهما».
وتناولت الصحيفة الاتهامات التي يوجهها الناس في مصر للنظام السابق، ونقلت عن البعض قولهم إن «كلاب مبارك هم من فعلوها».
وترى الصحيفة أنه «لا أحد يعرف أبداً ما إذا كانت هذه الاتهامات صحيحة أم لا، إلا أنها أصبحت جزءاً من نظرية المؤامرة في بلد يزداد انعدام القانون فيه بشكل كبير».
وفي الصحف البريطانية، أكدت «إندبندنت» أن مصر «تندفع نحو أزمة جديدة بعد إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين عادوا إلى الشوارع بعد مقتل 77 شخصاً في مباراة الأهلي والمصري»، حسب الصحيفة.
وأضافت أن الآلاف تجمعوا في ميدان التحرير في يوم مشحون بالعواطف بعد وقوع «أسوأ كارثة رياضية في البلاد»، قائلة «إن مشاعر الاستياء خيمت على الجميع بعد خسارة أرواح في مباراة كرة قدم».
وقالت «فاينانشيال تايمز» إن أحداث العنف الأخيرة ترجع إلى «الفشل السياسي» لقادة «العسكري» الذين «سمحوا بوقوع تلك الاشتباكات»، مضيفة أن الأحداث أسوأ مما كانت عليه أثناء الثورة مما أطلق دعوات بأنها «مؤامرة».
وتابعت:«الشرطة لاتزال تفتقد إلى الروح المعنوية، كما أنها تشتكي بأن لا أحد يستمع إليها، وأن البعض يهاجمها أيضا».
وأكدت أن مصر تعاني من «انعدام القانون»، ما أدى إلى الإضرار بدعم الثورة وتقويض الانتعاش الاقتصادي وارتفاع الهجوم على المصانع والممتلكات العامة.
وقالت «جارديان» إن مصر تشهد «أيام غضب» بعد وقوع أسوأ أحداث عنف كروي في تاريخها، مضيفة أن المشجعين المتشددين «حاولوا اقتحام الداخلية ثأراً لأرواح أصدقائهم الذي فقدوا في أحداث بورسعيد». ورأت الصحيفة أن «المجلس العسكري تسرع في وصف الأحداث بأنها مجرد أحداث شغب كروي».
وأوضحت «ديلي تليجراف» أن الشعب المصري «يلوم المجلس العسكري على أسوأ كارثة رياضية في تاريخ مصر»، مشيرة إلى اندلاع عدد من المظاهرات في القاهرة وبورسعيد والسويس بسبب فقدان ضحايا في مباراة كرة، وقالت إن الشرطة «ردت على تلك الاحتجاجات بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع».
ونقلت الصحيفة عن عدد من الشهود أن أحداث المبارة ترجع إلى «تدخل مؤيدي مبارك»، وقولهم بأن الواقعة تعتبر «ثأر عصابة مبارك بعد تصدي الألتراس لهم في موقعة الجمل العام الماضي».
وقالت إن تاريخ الكرة المصرية مليء بالمشاكل ولكن الحادثة الأخيرة تكشف عن تدهور في الوضع الأمني، مضيفة أن القيادة العسكرية «فشلت في إحكام سيطرتها على الشعب الآن، كما أن قوات الشرطة لم تستطع العودة لقوتها من جديد».
وأوضحت مجلة «دير شبيجل» الألمانية أن المباراة كان يتخللها بعض الأحداث الاستفزازية حتى وصلت إلى أحداث عنف حقيقية بعد ثوان من إطلاق صافرة الحكم، مضيفة أنه رغم إعلان المجلس العسكري فتح تحقيق في الأحداث، ولكن العديد من المصريين يعتقدون أن الحادث «مدبر وله دافع سياسي».
ورأت المجلة أن الصراع السياسي «بدأ يحتدم بين القوى السياسية، التي أطاحت بمبارك وبين أعضاء المجلس العسكري الذي حلوا مكانه في فبراير الماضي»، قائلة إن الأيام المقبلة «ستشهد اتهامات عديدة ضد القيادة العسكرية بأنها تقف وراء مذبحة بورسعيد»، حسب تعبيرها.
واعتبرت شبكة «بي.بي.سي» البريطاينة أن أحداث بورسعيد كشفت عن «الجانب الأسود» للكرة المصرية رغم أنها كانت عاملاً إيجابياً في حياة أغلب المصريين، مضيفة أن مشجعي الكرة المصرية من أكثر «المتحمسين» في العالم، و«يتميزون بالإخلاص الديني كنوع من التعبير لإخلاصهم للفريق».
وأكدت الشبكة البريطانية أن الخسارة الفادحة في الأرواح خلال مباراة المصري والأهلي أدت إلى «تشويه صورة البلد التي أنتجت الأساطير الأفريقية مثل محمود الخطيب، ومحمود الجوهري وحسام حسن»