ناشدت الدكتورة «فوزية العشماوي» رئيس الجالية المصرية في سويسرا، ورئيسة منتدى المرأة الأوروبية المسلمة، الدول والحكومات والهيئات الدينية في مصر وفي العالم العربي والإسلامي بعدم التدخل أو تضخيم قضية حظر بناء المآذن في سويسرا، مؤكدة أن المسلمين في هذا البلد أدرى بشئونهم، ويحصلون على كافة حقوقهم، ويدركون أن القرار ضريبة الديمقراطية الحقيقية التي جرى في ظلها الاستفتاء على حظر المآذن.
وقالت «العشماوي» في تصريحات خاصة لـ« المصري اليوم» أن المآذن ليست من الثوابت الإسلامية، ولا يوجد لها نص قطعي الدلالة ولا حديث صحيح، أنه لم يكن هناك مآذن في مسجد الرسول (صلى الله علية وسلم) في المدينة ، مشيرة إلى أن المآذن لم تظهر إلا في عهد الأمويين.
وأشارت إلى أن رفع الآذان من مآذن المساجد ممنوع في سويسرا وفي جميع الدول الأوروبية وبذلك فلا جدوى من وجودها، كما أن كثير من المساجد في مصر ليس لها مآذن، كتلك المبنية في الأدوار الأرضية بالعمارات الشاهقة.
وطالبت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمسلمين في سويسرا قائله " أتركونا نحل هذه المسألة في هدوء بلا تشنج ولا مظاهرات ولا مقاطعة ولا ردود فعل مبالغ فيها ولا بيانات رنانة لا جدوى منه" خاصة وأننا الأعلم بشئوننا الداخلية في سويسرا.
وأكدت على أن مخاطبات الحكومة السويسرية "بشأن حظر المآذن" لا جدوى منه، خاصة وأن الحكومة لا دخل لها بما يحدث ولا تستطيع أن تفعل شيء ، في ظل الديمقراطية المباشرة التي يعيش في ظلها الشعب السويسري الذي قال "لا للمآذن"، وأتخذ قرار من الصعب الرجعة فيه.
وأشارت إلى أن المسلمون في سويسرا يفهمون جيدا أن هذه هي الديمقراطية الحقيقية المباشرة، لأن الشعب هو الذي قال كلمته وعارض الحكومة والبرلمان ورئيس الجمهورية ، موضحة أن نتيجة التصويت جاءت مفاجأة للجميع وحتى الآن غير مفهوم التحليل الصحيح ، خاصة وأنه لا يوجد أي مظهر من مظاهر التعصب أو الانحياز أو الظلم أو الاضطهاد ضد المسلمين في سويسرا، بل المسلمون يعيشون في سلام وينعمون بحرياتهم ولم يحدث أبدا أي أجراء ضدهم - قائله - أننا نحصل على كامل حقوقنا ، وبناتنا المحجبات يذهبن إلى المدارس بالحجاب و يسمح لنا بإقامة شعائرنا ومناسكنا الدينية دون أي اعتراض.
وقالت أن المسلمون في سويسرا عليهم قبول نتيجة التصويت وعدم اللجوء إلى العنف والاستناد إلى القانون للوصول للقرار المناسب عن طريق القضاء، خاصة في ظل العيش في سلام مع السويسريين.
وأكدت أن المسلمون في مقاطعات جنيف و بازل ونيوشاتل السويسرية قاموا بنشاط مكثف لإقناع الأهالي بالتصويت ضد المبادرة ورفضها ، و تم عرض تاريخ الوجود الإسلامي في سويسرا التي يوجد بها نحو 400 ألف مسلم يمثلون 4 % من عدد السكان .
ولفتت إلى ان نحو 10% فقط من المسلمون يمارسون الشعائر ويذهبون إلى المساجد البالغ عددها في سويسرا 3 مساجد بمآذن بما فيها "مسجد جنيف الكبير" التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة .
وأشارت إلى أن الكنائس الكاثوليكية والبروتستنتية في سويسرا أبدت استيائها الشديد من نتيجة التصويت ضد بناء المآذن، وأن عدد كبير من الشباب المسلمين وغير المسلمين قاموا بعمل مظاهرات سلمية في أكبر الميادين السويسرية ، وتم تصميم "مآذن خشبية رمزية" عليها علم أبيض ومكتوب عليها " لا أله الا الله " وقد سمحت لهم الحكومة السويسرية بالتظاهر ، طوال الليل واضعين شموع على الأرض حزنا على فقدان روح التسامح عن الشعب السويسري.
ويذكر أن هذا الاستفتاء ضد بناء المآذن في سويسرا والذي أطلقه حزب اليمين المتطرف و الذي قام بإعداد ملصقات للإعلان عن الاستفتاء ، وهو الإجراء المتبع في سويسرا لعمل دعاية انتخابية لكل استفتاء ، ولكن لحساسية هذا الاستفتاء ضد المآذن فقد رفضت بعض المقاطعات نشر هذا الإعلان المتضمن صورة لفتاتين بالنقاب وورائهم 7 مآذن وكأنها صواريخ تخترق علم سويسرا وترتفع نحو السماء ومكتوب بالخط الأحمر العريض"Stop" والمقصود بالطبع هو وقف انتشار الإسلام في سويسرا أو ما يطلقون عليه " أسلمه سويسرا وأوروبا ".