فى الوقت الذى تحتدم فيه المناقشات فى مجلس الأمن لإثناء روسيا عن معارضتها مشروع قرار «عربى - أوروبى» لمطالبة الرئيس بشار الأسد بالتنحى، أكد مصدر بالمعارضة السورية بدء العد التنازلى لمعركة «تحرير دمشق» رغم الانسحاب التكتيكى للجيش الحر الذراع العسكرية للمعارضة من ضواحى دمشق بعد معارك ضارية امتدت حتى المطار.
وقال فهد الأرغا، المستشار الإعلامى للعميد الركن المنشق مصطفى الشيخ فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» إن الجيش الحر انسحب بشكل تكتيكى من ضواحى العاصمة، فى انتظار دعم لوجيستى من دول عربية وأوروبية وفى انتظار ما ستسفر عنه مناقشات مجلس الأمن ليبدأ العد التنازلى لمعركة «تحرير دمشق»، التى تعتبر بداية النهاية لنظام بشار الأسد.
ولفت المعارض السورى إلى أن الجيش الحر يعتمد على استراتيجية «الكر والفر» مع القوات النظامية لعدم تكافؤ القوى بين الجانبين، مشيرا لاتساع رقعة الانشقاقات فى صفوف القوات النظامية بدليل لجوء النظام السورى لاستخدام قوات الحرس الجمهورى فى المعارك الأخيرة التى تركزت حول ضواحى دمشق، متوقعا مزيدا من الانشقاقات خلال الفترة المقبلة.
وحول السيناريوهات المتوقعة فى حال فشل مجلس الأمن فى تبنى مشروع القرار العربى - الأوروبى بسبب «الفيتو» الروسى، لفت الأرغا إلى أن الدول الغربية ستتحرك خارج مظلة مجلس الأمن لتشكيل ائتلاف دولى للتدخل العسكرى فى سوريا، ليس عن طريق نشر القوات البرية مثلما حدث فى ليبيا ولكن عبر فرض مناطق حظر جوى لتأسيس مناطق آمنة لحماية المدنيين فى سوريا.
وأكد فهد الأرغا، المنسق الإعلامى أيضا للتجمع الوطنى للجالية السورية فى الخارج أن هناك منطقة حظر جوى بهدف حماية المدنيين قائمة بالفعل فى منطقة «أدلب» و«جسر الشعور» بالقرب من الحدود السورية - التركية ويجرى العمل لتوسيع تلك المناطق الآمنة بفرض حظر جوى، ومن أبرز تلك المناطق تلك الواقعة قرب الحدود مع السورية - الأردنية وكذلك هناك مخطط لفرض منطقة آمنة على حدود العاصمة السورية وتحديدا فى منطقة «الزبدانى» التى تقع فى وادى برده على بعد نحو 30 كيلو متراً من دمشق.
وأكد الأرغا أن الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا وكذلك السعودية وقطر مستعدة لتقديم جميع المساعدات والدعم اللوجيستى إذا ما تشكل الائتلاف الدولى للتدخل فى سوريا، خاصة أن الموقف الروسى متصلب، فضلا عن أن تحركات النظام السورى تؤكد أن بشار الأسد لن يتنحى عن السلطة بأى شكل وأنه يسير فى الاتجاه نحو مصير الزعيم الليبى معمر القذافى.
ولفت المستشار الإعلامى إلى أنه إذا تأكدت الأنباء بأن بشار الأسد قام بتهريب والدته أنيسة مخلوف وزوجته أسماء الأسد وأولادها وابن خاله رامى مخلوف إلى موسكو يكون العد التنازلى لسقوط الأسد قد بدأ بالفعل.
وفيما يتعلق بالمعركة الدبلوماسية أكدت روسيا مجددا معارضتها لمشروع القرار الجديد فى الأمم المتحدة حول سوريا مستبعدة إى تفاوض حول هذا النص «غير المقبول»، فيما قال مصدر دبلوماسى عربى إن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى يحاول إقناع روسيا والصين العضوتين الدائمتين فى مجلس الأمن والحليفتين لدمشق بتأييد خطة عربية غربية تدعو الرئيس السورى بشار الأسد إلى التنحى وتسليم السلطة إلى نائبه.
جاء ذلك فيما واصلت واشنطن ضغوطها فى مجلس الأمن لدعم الخطة العربية الأوروبية رغم الموقف الروسى، وقال رئيس الاتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبوى «نحن مستاءون من الفظائع والقمع الذى يرتكبه النظام السورى ونحض أعضاء مجلس الأمن الدولى على اتخاذ التدابير الضرورية لإنهاء القمع».
ومن جانبه، أعلن المجلس الوطنى السورى «يوم حداد وغضب عام» الثلاثاء بعد سقوط حوالى 100 قتيل الاثنين بينهم عدد كبير من المدنيين فى المعارك حول ضواحى دمشق والتى أعلن جيش بشار الأسد استعادة السيطرة عليها تماما.
ميدانيا، دعا «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى إنشاء «لجان شعبية محلية» لحماية المناطق السكنية، وإلى «استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن النفس من الإبادة» التى يقوم بها النظام السورى فى ظل «تخاذل» المجتمعين العربى والعالمى.