احتفى رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو بـ«انتصاره الكبير» فى الانتخابات العامة التى جرت، أمس الأول، والتى أظهرت نتائجها الأولية، بعد فرز 91% من أصوات الناخبين، فوز تحالف الليكود والأحزاب اليمينية المتطرفة، بحوالى 59 مقعدًا من مقاعد الكنيست الـ120، على حساب حزب «أزرق- أبيض» بزعامة رئيس الأركان السابق، الجنرال بينى جانتس، الذى حصد 32 مقعدًا، مما يعزز فرص نتنياهو لتشكيل ائتلاف يمينى أكثر تطرفا، إذ يحتاج إلى مقعدين فقط لتشكيل الحكومة الجديدة، بما يقود إلى تطبيق سياسة قومية متطرفة وضم المستوطنات وغور الأردن لسيادة إسرائيل تنفيذا لبنود «صفقة القرن»، وأظهرت النتائج الأولية بعد فرز 90% من الأصوات أمس، تصاعد فرص نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية، إلا أن المعضلة التى تواجهها كتلة اليمين برئاسته، تكمن فى كيفية تحقيق أغلبية 61 عضوا بالكنيست، لتشكيل
ائتلاف ضيق.
ويحتاج نتنياهو إلى مقعدين لتحقيق الأغلبية فى الكنيست، مما قد يشير إلى دخول تشكيل الحكومة فى طريق مسدود محتمل، وربما الذهاب لانتخابات رابعة، وقد يسعى نتنياهو للتفاوض مع زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيجدور ليبرمان، الذى يوصف بأنه «صانع الملوك»، لتشكيل حكومة أغلبية مقابل مناصب مهمة، ويعوّل نتنياهو على دعم الأحزاب اليهودية المتدينة (شاس والتوراة) وحزب «يمينا» اليمينى الراديكالى برئاسة وزير الدفاع نفتالى بينيت.
كما قد يسعى نتنياهو للتفاوض مع نواب بحزب منافسه جانتس، للانشقاق عنه، فى حين لا يسمح القانون بانضمام أحد النواب إلى حزب آخر عقب الانتخابات بشكل منفرد، لأنه فى هذه الحالة سيواجه عقوبات، وفى تلك الحالة أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن نجاح نتنياهو يتطلب أن ينشق ثلث كتلة تحالف «أزرق أبيض» البرلمانى وعددهم لن يقل عن 10 نواب، وهو أمر غير ممكن من الناحية العملية، كما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تصريحات النائبة أورلى ليفى أبيكسيس، ابنة وزير الخارجية الأسبق، دافيد ليفى، زعيمة حزب «جيشر- جسر» التى تحالفت مع حزبى العمل وميرتيس، بأنها قد تنضم لتحالف نتنياهو، ومن ثم فهى النائبة الوحيدة التى يمكن أن تنشق عن اليسار والوسط وتنضم إلى نتنياهو، وبعد انشقاقها عن حزب ليبرمان فى 2016، أصبحت نائبة مستقلة ولم تنضم لكتلة أخرى، وإن تم ذلك ستصبح النائبة رقم 61 التى ترجح كفة نتنياهو فى تشكيل ائتلاف ضيق إن لم تحدث مفاجآت.
واحتفل نتنياهو بالفوز، وقال لأنصاره: «هذا النصر الذى فاق كل التوقعات أكبر من نصر 1996، لقد واجهنا كل القوى التى قالت عهد نتنياهو ولى»، وغنى أنصاره أثناء خطابه مرددين هتافات: «بيبى ملك إسرائيل يبقى حيا»، وأضاف بحسب ما نقلت عنه صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية، إنه سيعلن السيادة الإسرائيلية على غور الأردن قريبًا، وقال: «سنجد حلا للتهديد الإيرانى ضد إسرائيل وهذه بعض وعودنا، وسأعمل على تنفيذها»، واعتبر نتنياهو أن فوزه أفضل عقد فى تاريخ إسرائيل فى الاقتصاد والأمن والعلاقات الخارجية والنقل والسياحة والطاقة، وأوضح أنه سيشكل حكومة قومية وقوية وسيحرص على أن يكون رئيسًا لكل الإسرائيليين.
وحصد حزب الليكود بزعامة نتنياهو على ما بين 36-37 مقعدا فى الكنيست، مقابل 32-33 لتحالف «أزرق-أبيض»، وحصد اليمين الإسرائيلى 59 مقعدا ويحتاج مقعدين لتشكيل ائتلاف حكومى ضيق، وحصل تيار اليسار والوسط إجمالا على 54 مقعدا، كما حصل حزب «إسرائيل بيتنا» اليمينى بزعامة ليبرمان، على 7 مقاعد، وحصلت القائمة العربية المكونة من 4 أحزاب والتى تمثل فلسطينيى الداخل فى أراضى الـ1948 على 15 مقعدا».
فى المقابل، اعترف جانتس بـ«خيبة الأمل» لتراجع فرصه فى إمكانية تشكيل الحكومة المقبلة، وقال لأنصاره: «أشارككم مشاعر خيبة الأمل والألم». وتوالت ردود الفعل الفلسطينية على النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية، وقال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية شأن داخلى، وما يهمنا هو الحفاظ على حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة وفى مقدمتها القدس ومقدساتها، ولن نسمح لأى أحد بتصفية قضيتنا. وأضاف: «مستعدون للتعامل مع أى حكومة إسرائيلية تلتزم بالوصول للسلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967».
فيما أكد صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن الناخب الإسرائيلى صوت بـ«نعم» للاستيطان وضم الأراضى الفلسطينية ورفض السلام.