أظهرت استطلاعات الرأي أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تقدم في الانتخابات الإسرائيلية، الثلاثاء، لكنه لا يزال أقل من الأغلبية الحاكمة في ثالث انتخابات عامة في أقل من عام.
وعلى أساس التوقعات الأولية للقنوات التليفزيونية الرئيسية الثلاث في إسرائيل، أعلن نتنياهو، رئيس حزب ليكود اليميني النصر، في انتخابات الاثنين، على منافسه الرئيسي، قائد الجيش السابق بيني جانتز، زعيم حزب أزرق أبيض الوسطي.
لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن نتنياهو يحتاج إلى مقعدين لتحقيق الأغلبية في البرلمان الإسرائيلي مما يشير إلى طريق مسدود محتمل.
وبعد انتخابات غير حاسمة في إبريل وسبتمبر، سيمثل فوز نتنياهو، 70 عاما، شهادة على القدرات السياسية للزعيم الإسرائيلي الأكثر بقاء في السلطة والذي خاض الحملة الانتخابية الأخيرة قبل محاكمة فساد وشيكة.
كما أن الفوز سيمهد الطريق لنتنياهو للوفاء بتعهده بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن بعد الانتخابات بموجب خطة سلام قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورفض الفلسطينيون الاقتراح قائلين إنه يقضي على حلمهم في إقامة دولة تتوفر لها مقومات البقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وفي البداية، توقعت القنوات التليفزيونية الثلاث الرئيسية أن ليكود والأحزاب التي تسير على نهجه ستحصل على 60 مقعدا من مقاعد البرلمان، البالغ عددها 120 مقعدا، أي أقل بمقعد واحد عن الأغلبية.
وفي تحديث لاستطلاعات الرأي، خفضت القنوات الثلاث الرقم إلى 59 مقعدا، مما يجعل مهمة نتنياهو لبناء تحالف أكثر صعوبة. وستصدر النتائج الفعلية في وقت لاحق الثلاثاء.
وخلال حملة لاذعة ركزت على الشخصية أكثر من السياسة، تعهدت الأحزاب اليمينية والدينية بالانضمام إلى حكومة يقودها حزب ليكود.
وقال نتنياهو لحشد مبتهج في كلمة بالمقر الانتخابي لحزب ليكود في تل أبيب: «يا لها من ليلة مبهجة.. هذا الانتصار حلو بشكل خاص لأنه انتصار رغم كل الصعوبات».
ولم يصل جانتز في خطاب ألقاه في مقر الانتخابات في حزبه إلى حد الاعتراف بالهزيمة، إذ قال إن الانتخابات قد تؤدي إلى طريق مسدود آخر.
وقال جانتز: «أقول لكم بأمانة وأتفهم وأشاطركم الشعور بخيبة الأمل والألم لأنها ليست النتيجة التي أردناها».
اتهامات جنائية
كانت معركة نتنياهو للفوز معقدة بعدما وُجهت إليه اتهامات بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال تتعلق بمزاعم عن تقديمه مزايا قيمتها مئات الملايين من الدولارات لأقطاب إعلام إسرائيليين في مقابل هدايا وتغطية إيجابية له.
ومن المقرر بدء محاكمة نتنياهو في 17 من مارس، حيث من المرجح أن تكون المداولات على أشدها حول تشكيل ائتلاف بعد الانتخابات. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
وخلال الحملة الانتخابية وصف جانتس نتنياهو «بالمتهم» واتهمه بأنه يسعى للبقاء في السلطة من أجل الترويج لتشريع يمنع السلطات من محاكمة رئيس وزراء في السلطة.
ويقول نتنياهو إن جانتز، 60 عاما، سيحتاج لدعم ساسة عرب في البرلمان لتشكيل حكومة وهؤلاء سيكبلون يديه فيما يتعلق بأي عمل عسكري في المنطقة.
ووصف جانتز بأنه «جبان» وغير قادر على مواجهة أي مخاطر تواجهها إسرائيل في منطقة يسودها التوتر.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن ليكود حصل على ما بين 36 و37 مقعدا مقابل 32 إلى 34 لحزب أزرق أبيض وهذا الفارق يجعل من الصعب على جانتز إيجاد سبيل لتشكيل ائتلاف حاكم.
وفي الانتخابات السابقة في سبتمبر، تفوق أزرق أبيض على ليكود، حيث حصل على 33 مقعدا مقابل 32 لمنافسه، لكن جانتز، مثل نتنياهو، لم يتمكن من تشكيل ائتلاف حاكم.