x

محمد حلمى السلاب يكتب: صديقى.. كائن من زجاج (قصيدة)

الأحد 01-03-2020 21:53 | كتب: اخبار |
رسم شعر «صديقى كائن من زجاج» رسم شعر «صديقى كائن من زجاج» تصوير : آخرون

لست وحدك

هناك غيرك

أنجبتنا أمنا الأرض

تلك التى

لم نقبّل يدها يوما

أو نحسن إليها

وما زلنا نردد

الجنة تحت أقدام

الأمهات

وهى التى أنجبتهم كلهن

أنجبتنا أمنا الأرض

أنا وأنت وسائر الكائنات

نعيش ما نعيش

نحلم كيفما نشاء

ونخرب بلا استحياء

ونبخل عليها بكل شىء

لنعود إليها من جديد

فتحتضننا من جديد

بكل حب وحنان الأم

أنجبتنا أمنا الأرض

كما الأشجار والزهور

والمعادن والفلزات

لست وحدك

هناك غيرك

وجهت حديثى لـ

(كوبى) المسكين

فقد أذنه بعد أن هوى

كنت أمسكه منها

وأداعبه وأنا أرتشف

شاى أو نعناع الصباح

صار وحيدًا مهملًا

لا يستخدمه أحد

وهو الذى كان

ملء السمع والبصر

شاركنى أمسياتى

وأنا أكتب قصيدة

أو ألقى قصيدة

على أسماع من حضروا

أو فى سلة المهملات

لتدور الدوائر

أنجبتنا أمنا الأرض

رقّ قلبى لحالة

وتداعت أفكارى

وتلاطمت مشاعرى

أبدا والله لا أتركك

ستكون من اللحظة

ملء سمعى وبصرى

لا عطف أو شفقة

بل حب وتقدير

أنجبتنا أمنا الأرض

يا صديقى لست وحدك

تعانى

فى (حديقة الإنسان)

كم من إنسان فقد وعيه

فقد بصره.. سمعه

ساقه أو يده

كم من إنسان فقد مشاعره

ولا يعبأ أحد لأحد

ولا يبكى أحد لخاطر أحد

أنجبتنا أمنا الأرض

وعلمتنا وما تعلمنا

أن نحب بلا حدود

نعطى ونجود

اليوم أو غدا إليها

سنعود

أنجبتنا أمنا الأرض

بقلب ينبض

عين تدمع

يد تحنو وتربت

على قلب مجروح

يا (كوبى) يا صديقى

ولست بإنسان

بل كائن من زجاج

لا تحزن

ففى (حديقة الإنسان)

تلك الغابة البرية

من يكذب

يقهر.. بل يقتل (إنسان)

هناك من إن استضعف غيره

داسه بالأقدام

فلا تحزن.. بل استبشر

أنك لا تفعل ما يؤلم

وإن جرحت يوما

فالذنب ليس ذنبك

بل ذنب ذلك الكائن

الذى له لسان

ويدعى (إنسان)

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية