x

سوريا تشتعل بعدوان تركى.. و«الناتو» يدعو لوقف هجوم إدلب

السبت 29-02-2020 03:51 | كتب: محمد البحيري, وكالات |
مئات المهاجرين الذين سمحت لهم السلطات التركية بالزحف إلى حدود اليونان مئات المهاجرين الذين سمحت لهم السلطات التركية بالزحف إلى حدود اليونان تصوير : رويترز

اشتعلت سوريا، الجمعة، بعدوان تركى كثيف على قوات الجيش السورى لوقف تقدمه نحو إدلب السورية، وسط مخاوف من صدام عسكرى بين روسيا وتركيا، التى أعلنت الولايات المتحدة ودول حلف الناتو دعمها لها فى الصراع الجارى على الأرض السورية. واستهدفت القوات التركية مواقع للجيش السوري فى إدلب، بعد مقتل 33 عسكريا تركيا فى قصف جوى نفذه الجيش السورى، فيما أعلنت روسيا، الجمعة، إنها أرسلت سفينتين حربيتين مزودتين بصواريخ كروز (موجهة) إلى المياه قبالة الساحل السورى.

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، ينس ستولتنبرج، روسيا وسوريا، الجمعة، إلى وقف الهجوم الذى يستهدف تطهير إدلب من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا، مضيفا أن الحلف يعبر عن تضامنه مع تركيا، العضو بالحلف.

وأعلنت تركيا مقتل 33 جنديا لها فى ضربة جوية نفذها الجيش السورى، الخميس.

وأطلق الجيش السورى هجوما لاستعادة منطقة إدلب فى شمال غرب البلاد، آخر معاقل المعارضة السورية التى تدعمها تركيا ضد الرئيس بشار الأسد.

وقال ستولتنبرج للصحفيين بعد اجتماع طارئ لسفراء الحلف فى بروكسل عقد بطلب من تركيا «يندد الحلفاء بالضربات الجوية العشوائية التى ينفذها النظام السورى وروسيا فى إدلب».

وأضاف: «أناشدهما لوقف الهجوم واحترام القانون الدولى ودعم جهود الأمم المتحدة من أجل التوصل لحل سلمى»، ودعا للعودة إلى وقف إطلاق النار المبرم فى 2018 وتوفير مساعدات إنسانية لإدلب.

وأعلن الناطق باسم الكرملين دميترى بيسكوف أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسى الوضع فى إدلب، وأعربوا عن قلقهم بشأن التصعيد الأخير هناك.

وأضاف بيسكوف عقب اجتماع الرئيس الروسى مع أعضاء المجلس أن «الجانب التركى لم يبلغنا بوجود العسكريين الأتراك فى أماكن تجمع الإرهابيين فى إدلب»، لافتا إلى أن «العسكريين الأتراك قتلوا فى مناطق العمليات الهجومية التى قامت بها العصابات الإرهابية».

وأشار إلى أن الجنود الأتراك قتلوا خارج نطاق نقاط المراقبة، مؤكدا أن القوات التركية فشلت فى السيطرة على أعداد كبيرة من المسلحين ومنع أعمالهم العدائية تجاه المواقع الروسية.

وأوضح بيسكوف أن روسيا «اتخذت جميع التدابير اللازمة لضمان أمن جمهورية تركيا على طول الحدود السورية التركية».

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن القصف السورى فى إدلب كان موجها ضد المسلحين الإرهابيين، وتبين لاحقا أن صفوفهم ضمت عسكريين أتراك.

وأشارت الوزارة، فى بيان لها، إلى أن الجانب التركى لم يقدم لموسكو معلومات عن تواجد عسكرييه فى إدلب، مضيفة أنه وفقا للمعلومات التى تلقاها مركز المصالحة الروسى فى سوريا، لم تتواجد هناك وحدات، ولم يكن مفترضا أن تتواجد أى وحدات تركية فى منطقة القصف.

بعد ذلك، أعلنت أنقرة أنها تعتبر جميع الوحدات التابعة للجيش السورى أهدافا معادية حسبما صرح السكرتير الصحفى لحزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك.

وقال مدير الاتصالات فى رئاسة الجمهورية التركية، فخر الدين ألتون، إن رجب طيب أردوغان سيتحدث مع زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وإن أردوغان والرئيس الروسى فلاديمير بوتين اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الاجتماع وجها لوجه فى أقرب وقت ممكن.

فى المقابل، قال وزير خارجية لوكسمبورج، جان أسيلبورن، إن تركيا لا تملك الحق فى طلب تفعيل المادة الخامسة فى معاهدة شمال الأطلسى (الناتو) ودعمها فى عمليتها العسكرية فى إدلب السورية.

وأعرب أسيلبورن فى مؤتمر صحفى، عقده فى موسكو مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، عن أمله فى ألا توافق دول الناتو على طلب تفعيل المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعى، موضحا أن أنقرة لم تطلب موافقة الحلف على عمليتها فى إدلب.

وأقر بحق أنقرة فى الاستفادة من المادة الرابعة فى معاهدة شمال الأطلسى، والتى تسمح لأى دولة فى الحلف طلب عقد اجتماع له فى حال تعرض أمنها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسى للخطر.

وقال أسيلبورن: «تملك تركيا الآن الحق الكامل فى طلب المساعدة بناء على المادة الرابعة لكن ليس المادة الخامسة لأن ذلك كان سيعنى تدخل قوات الناتو فى سوريا ضد الحكومة السورية وأنتم تدركون ماهية العواقب التى سيجلبها ذلك. لا ننطلق من هذا المنطق، حسب اعتقادى، وآمل أننا لن نتخذ هذا القرار».

وشدد الوزير على أنه ليس الناتو من يتعين عليه حل هذه المشكلة، مشيرا إلى أن سوريا تمر حاليا بمرحلة مفصلية ويجب على الأمم المتحدة وليس أوروبا التعامل مع هذه المسألة.

وطلبت تركيا اجتماع الناتو، الجمعة، إثر مقتل 33 من عسكرييها بغارات جوية نفذها الجيش السورى فى إدلب.

وتوعد مسعود حقى، مستشار الرئيس التركى، روسيا بانتقام رهيب وباحتمال نشوب صدام قاس بينها وبين تركيا فى سوريا، وذكّرها بالحروب الماضية بينهما وبأن بلاده مستعدة لمواجهة عسكرية جديدة معها.

وأعلن حقى فى بث مباشر على أثير تليفزيون «إيه هابر»: «أن تركيا قاتلت روسيا 16 مرة فى التاريخ، وكانت مستعدة لدخول الحرب مرة أخرى. وذلك تعليقا على الغارة الجوية للقوات السورية على مواقع المتشددين فى محافظة إدلب فى سوريا، والتى قتل فيها 33 عنصرا من القوات التركية وجرح 32 آخرين. وأكد حقى أن انتقام تركيا لهؤلاء سيكون «رهيبا».

وفى إطار الضغط على أوروبا، لجأت تركيا إلى التلويح بورقة اللاجئين، فأعلنت أنها لن تمنع من الآن فصاعدا اللاجئين الفارين من النزاع من بلوغ أوروبا.

ويعتمد الاتحاد الأوروبى على تركيا للسيطرة على الهجرة منذ 2016 بعدما باغت التكتل بتدفق أكثر من مليون شخص فروا من النزاعات فى الشرق الأوسط ما ضغط على الخدمات الاجتماعية والأمنية ورفع شعبية اليمين والجماعات المناهضة للاتحاد الأوروبى والهجرة فى أنحاء القارة.

وسرعان ما تواردت الأنباء عن تحرك مجموعات من المهاجرين عبر شمال غرب تركيا نحو الحدود مع اليونان وبلغاريا، الجمعة، وقال مسؤول تركى كبير إن أوامر صدرت للشرطة التركية وخفر السواحل ومسؤولى أمن الحدود بعدم منع عبور اللاجئين عبر البر والبحر صوب أوروبا.

وتستضيف تركيا بالفعل حوالى 3.7 مليون لاجئ سورى وقالت مرارا إنها لا تستطيع تحمل المزيد. وبموجب اتفاق عام 2016، قدم الاتحاد الأوروبى مساعدات بمليارات اليورو مقابل موافقة أنقرة على وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

وذكرت وكالة دمير أوران للأنباء أن نحو 300 من المهاجرين، بينهم نساء وأطفال كانوا ضمن المجموعة التى توجهت نحو الحدود فى إقليم أدرنة فى منتصف الليل تقريبا. وأضافت أن هناك سوريين وإيرانيين وعراقيين وباكستانيين ومغاربة ضمن المجموعة.

وهدد أردوغان مرارا بفتح الأبواب للمهاجرين للسفر إلى أوروبا.

وعرض تليفزيون (إن. تى. فى) التركى لقطات تظهر عشرات الأشخاص وهم يسيرون عبر حقول وعلى ظهورهم حقائب، وقال إن اللاجئين حاولوا عبور معبر كابيكولى الحدودى إلى بلغاريا، لكن لم يسمح لهم بالمرور.

وأضاف أن المجموعة ذاتها من المهاجرين ساروا بعد ذلك عبر الحقول ليصلوا إلى معبر بازاركولى الحدودى إلى اليونان، لكن لم يتضح ماذا حدث لهم بعد ذلك.

من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية، الجمعة، إن تركيا لم تعلن رسميا عن تغيير فى سياستها الخاصة باللاجئين فى بلادها، مضيفة أنها تتوقع أن تلتزم أنقرة بالتعهدات التى قطعتها على نفسها فى مراقبة تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبى.

وقال متحدث باسم المفوضية فى مؤتمر صحفى «أود التأكيد على أنه لم يصدر أى إعلان رسمى من الجانب التركى بشأن أى تغييرات فى سياسة طلب اللجوء أو السياسة المتعلقة بالمهاجرين واللاجئين». وأضاف «لذلك من وجهة نظرنا، لا يزال الاتفاق الأوروبى- التركى قائما ونتوقع أن تتمسك تركيا بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق. وأكدت السلطات التركية رسميا أنه لا يوجد تغيير فى السياسة الرسمية.. نتوقع أن يستمر الوضع كذلك».

من ناحية أخرى، قتل مواطن سورى ينشط فى إطار مجموعة موالية لحزب الله اللبنانى باستهداف طائرة إسرائيلية مسيّرة لسيارته فى جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامى عبدالرحمن إن «طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدفت سيارة عند المدخل الجنوبى لبلدة حضر» فى محافظة القنيطرة، ما تسبب بمقتل سائقها عماد الطويل، وهو عنصر فى «المقاومة السورية لتحرير الجولان».

وأسّس حزب الله هذه المجموعة قبل أكثر من 6 سنوات لشنّ عمليات ضد إسرائيل فى مرتفعات الجولان، وترأسها القيادى فى الحزب سمير القنطار الذى قتل بقصف إسرائيلى قرب دمشق نهاية العام 2015. وقتل 6 مقاتلين موالين لإيران ليل الأحد، الاثنين، بينهم عنصران من حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية بضربات شنّتها إسرائيل قرب دمشق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية