عندما تسمع صوته الذى يرج ميدان التحرير وهو يهتف «يسقط يسقط حكم العسكر» وخلفه آلاف المتظاهرين، تعتقد أنك سترى أحد ثوار 25 يناير، لكنك ستفاجأ بطفل صغير لم يتجاوز العاشرة، يجلس على كتفى شاب ويهتف بأعلى صوته «حرية».
منذ اندلاع الثورة العام الماضى والطفل عبدالوهاب إيهاب يتردد باستمرار على ميدان التحرير، حيث يذهب مع شقيقه للمشاركة فى المليونيات التى كانت تخرج للمطالبة باستكمال مطالب الثورة: «السنة اللى فاتت أنا شاركت فى مليونيات فى ميدان التحرير..
بس مش كلها لأنى مش بقدر أنزل كل الأيام». «عبدالوهاب» الذى يسكن فى مدينة نصر ينتمى إلى مستوى اجتماعى مرتفع، ويدرس فى إحدى المدارس الخاصة، لكنه كان أكثر إحساساً بالفقراء الذين خرجوا يهتفون «عيش حرية عدالة اجتماعية»، ولذلك كان حريصاً على أن يشاركهم هتافاتهم.
فى ذكرى الثورة قرر «عبدالوهاب» أن يلعب دوراً وأن يعبر عن رأيه فيما وصل إليه حال الثورة، لم يفكر فى الاحتفال لأن الثورة فى رأيه لم تنته بل خرج مع والدته وشقيقه فى المسيرة التى خرجت من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر حتى التحرير.
وعن أكثر مشهد استفزه قال «عبدالوهاب»: «أنا اتضايقت أوى لما شفت العساكر وهما بيضربوا البنات وبيشدوهم من شعرهم».