x

المسؤول الأول عن شاشة ماسبيرو عصام الأمير: انتهى زمن تليفزيون الحكومة

الجمعة 27-01-2012 16:17 | كتب: اخبار |
تصوير : طارق وجيه

أكد عصام الأمير، الرئيس الجديد للتليفزيون المصرى أن شاشة ماسبيرو تحتاج إلى نهضة شاملة لكى يعود إليها المشاهد، موضحا أن زمن تليفزيون الحكومة انتهى إلى غير رجعة، وأصبح الشعب هو المالك الحقيقى للشاشة الصغيرة. وقال الأمير لـ«المصرى اليوم»: ليس هناك أسماء ممنوعة من الظهور على الشاشة، مشدداً على أنه لن يتم وضع محظورات بالنسبة للأفلام والمسلسلات فى ظل سيطرة الإخوان والسلفيين على أغلب مقاعد البرلمان.

ما خطتك لتطوير شكل الشاشة الصغيرة بعد ابتعاد المشاهدين عن التليفزيون المصرى فى السنوات الماضية؟

- الكلام حول ابتعاد المشاهدين عن الشاشة صحيح إلى حد كبير، وأعتقد أن التليفزيون يحتاج إلى نهضة شاملة، فمن يتابع البرامج سيجد أن معظمها يدور حول موضوع واحد، فالموضة حاليا هى الكلام فى السياسة، وأعتقد أنه يجب أن تعود كل القنوات للهوية الخاصة بها، فالقناة الأولى قناة عامة للجمهور بفئاته المختلفة، وتضم بعض البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والقناة الثانية فيها جرعة ثقافية، وإلى حد ما تخاطب النخبة، والقناة الفضائية أنشئت من أجل المصريين فى الخارج، ولا يصح أن أطرح من خلالها موضوعات تهم الداخل، كما أنه ليس مقبولا وجود برنامج واحد يناقش مشاكل المغتربين اسمه «وصال» بالكاد يسافر مرة أو مرتين إلى الخارج ليتواصل مع الجاليات المصرية، وليس مقبولاً أيضاً أن تكون الفضائية المصرية دون برنامج يناقش الشأن السياسى فى الدول العربية، فهى إلى حد كبير منغمسة فى الشأن المصرى، ولا أستطيع التفريق بينها وبين القناة الأولى، ولو نجحت فى تعديل مسارها فإننى أعتبر ذلك إنجازاً، حيث أريد أن يكون لكل قناة هويتها التى تتميز بها عند المشاهد من الوهلة الأولى، ولا أعرف لماذا لا يكون عندنا برنامج ثقافى كبير مثلما كان الحال قديماً عندما كان لدينا برنامج لعبد الرحمن على ولفاروق شوشة وحتى برنامجا «عالم البحار» و«العلم والإيمان» لمصطفى محمود أعتبرهما برنامجين للتثقيف، فمثل هذه البرامج ليس لها مثيل حاليا على الشاشة سواء فى القناتين الأولى والثانية أو حتى الفضائية ، كما أنه لا يوجد لدينا برنامج رياضى كبير ينافس البرامج الرياضية الموجودة على الفضائيات الخاصة.

كيف ستستعيد ثقة المشاهدين؟

- تنوع البرامج سيجذب المشاهد، لكن الثقة دائما مرتبطة عندى بأن تكون موضوعياً وصادقاً ولا تخفى شيئاً، وأعتقد أننا بعد الثورة نحاول أن ننفض الغبار عن أنفسنا بشكل جيد، والعيب الرئيسى عندنا فى بعض الأحيان أن بعض العاملين تربى لديهم رقيب داخلى، وليس من السهل أن ينتزعه فى يوم وليلة، وأصبحوا متحفظين بطبيعتهم، ولدينا أيضا نوع آخر على العكس تماما وهو الذى فهم موضوع الحرية خطأ، فيجب أن تكون حراً لكن لابد أن تعرف حدودك.

هل ترى أن برنامج «استديو 27» الذى يعرض على القناة الأولى قادر على منافسة برامج التوك شو الموجودة بالفضائيات؟

- البرنامج يحاول الدخول فى المنافسة، خاصة أن عمره حوالى ثلاثة شهور، وإلى حد ما أصبح له اسم على الساحة، خاصة أنه يتناول كل القضايا المثارة، ويستضيف شخصيات متنوعة، ومكان تصوير البرنامج المطل على النيل يعتبر اكتشافاً جميلاً، وأعتقد أنه بمرور الأيام ربما يكون بداية لبرنامج توك شو كبير من الممكن أن يتفوق على البرامج الموجودة على الساحة.

لماذا لم يعد التليفزيون المصرى يقدم نجوما من المذيعين والمذيعات؟

- قلة قليلة من المذيعين كانت من خارج المبنى، لكن حتى هذه القلة اكتسبت الشهرة والنجومية من خلال التليفزيون المصرى، بالإضافة إلى أن بعض أبناء ماسبيرو أصبحوا نجوما فى بعض القنوات الخاصة، وهذا شرف كبير لنا، لأن التليفزيون المصرى دائما قادر على صنع النجوم لو أتيحت له الفرصة الحقيقية.

هل مازالت هناك قائمة بالممنوعين من الظهور على الشاشة؟

- ليس لدينا أسماء ممنوعة من الظهور على الشاشة، فنحن نستضيف كل التيارات سواء الإخوان أو السلفيين أو الليبراليين أو اليسار، وهناك مثلاً الدكتور علاء الأسوانى وجهنا له الدعوة للظهور فى أحد البرامج لكنه رفض.

وهل ستكون هناك محظورات فى الأفلام والمسلسلات التى يعرضها التليفزيون فى ظل صعود التيار الدينى؟

- إطلاقا، ولن يحدث ذلك حتى فى ظل وجود التيار الدينى، وأعتقد أن هذا يتوقف على العاملين فى التليفزيون، وهل سيفرطون فى مساحة الحرية التى أتيحت لهم فى الفترة الأخيرة، ويتوقف فى الوقت نفسه على القيادات التى تقبل بذلك.

ما الموروث الفكرى والمهنى الذى تتمسك به، وما الموروث الذى تريد التخلص منه؟

- بمناسبة العيد الأول للثورة الرائعة نحن أمام فرصة لإعادة البناء على المستوى الفكرى، وأعتقد أننا إذا كنا حققنا بعض النجاح فى الماضى وكانت لنا الريادة فإنه آن الأوان فى عصر الفضائيات أن نثبت أن التليفزيون ملك للشعب كله، وأن يكون للناس كلها، وكانت هناك عبارة ليست مقبولة وهى «إن ده تليفزيون الحكومة»، فليس مقبولا بعد اليوم أن يكون هناك تليفزيون الحكومة، فطالما أنت فرد من الشعب المصرى فمن حقك أن تكون لك مساحة فى التليفزيون المصرى مهما كانت توجهاتك السياسية، ونحن مقبلون على حياة سياسية سيكون فيها تداول للسلطة حتى لو كان لدينا بعض التحفظات على البدايات، وأعتقد أن الناس ستجرب فيما بعد تيارات أخرى، فمثلا لو كان التيار الدينى حقق الأغلبية فى مجلس الشعب، فما الذى يمنع الناس بعد 4 سنوات من أن تجرب تيارات أخرى، وهذا يؤكد معنى ما أقوله، حيث انتهت موضة زمان، فلن يظل تيار سياسى متواجداً على الساحة 30 سنة، وفى الفترة المقبلة يجب ترسيخ مفهوم الاعتماد على المهنية الحقيقية، ففى السابق كانت هناك تعيينات بمناسبة الانتخابات وفى المستقبل التعيين فى التليفزيون سيكون للكفاءات بعد انتقائهم بعناية واجتيازهم الاختبارات، وهذا الأسلوب على المدى الطويل سيزيد من حجم المهنية ويحسن من مستوى الشاشة.

معنى هذا أنك سترسخ لفكرة أن ولاء التليفزيون للشعب وليس للنظام؟!

- أيا كان النظام، وفى الفترة التى سأتولى فيها المسئولية طالت أم قصرت التليفزيون المصرى سيكون تليفزيون الشعب، ولن أسمح بتلقى أوامر من أحد.

من مطالب الثورة تطهير الإعلام، فما مفهومك عن هذا التطهير؟

- التطهيرمن وجهة نظر الثوار أن يختفى القديم تماما ويحل محله الجديد أصحاب الثورة، ولا أستطيع أن أنكر عليهم هذا لأنه حدث فى ثورات عديدة على مر العصور، ربما كان للثورة المصرية ظروف خاصة لأنها شبابية وليس لها قيادة أو زعماء، وهذا ربما جعلهم يشعرون بأنه لم يحدث تطهير، لكن من وجهة نظرى أن التطهير يعنى أنه لو كان هناك عنصر فاسد وتولى منصباً نتيجة لانتماء حزبى معين أو وساطة فأعتقد أن هذا يجب أن يبتعد كما يجب استبعاد من يفتقد المهنية.

وما الذى ستفعله لكى تعيد المهنية للشاشة الصغيرة؟

- المهنية ستعود من خلال الدورات التدريبية وحسن توظيف الناس فى الأماكن المناسبة لهم، فمثلا الموضة حاليا البرامج السياسية، وكل المذيعين يريدون العمل ببرامج التوك شو، ويجب أن نقول «يا فلان» أنت لا تصلح لهذه النوعية لكنك تصلح لشىء آخر، ويجب أن تخضع لدورات تدريبية سواء فى الداخل أو بالخارج لرفع مستواك، وعلى المدى الطويل لابد أن يرتبط حجم التواجد ومساحة الظهور على الشاشة بالكفاءة، لأن المساواة فى العمل الإعلامى قد تؤدى إلى تدميره.

نحن مقبلون على مرحلة جديدة، فهل التليفزيون المصرى مستعد لهذه المرحلة بخطة برامجية تعبر عنها؟

- مع بداية شهر مارس سنحاول أن تكون لدينا نوعية برامج تناسب طبيعة المرحلة، وأنا فى الأساس مخرج، والمخرج كرب للعمل تكون لديه رؤية شاملة، ويعرف ما البرامج التى تحتاج لديكور أو لتصوير خارجى أو إمكانيات، وعينى ستكون على كل هذه الأشياء، بحيث يكون هناك شكل جديد للتليفزيون، لكن لو كنت تقصد مفاهيم عامة فأعتقد أن الأساس هو أن يكون التليفزيون ملكا للشعب ويعبر عن جميع تياراته، ولا تكون هناك ردة بعد فترة وأن يتبنى قضايا جادة يستطيع أن يحاسب فيها المسؤولين ويكون دليلا لمتخذ القرار، بالإضافة إلى وجود أشكال برامجية مختلفة تحتاجها الشاشة.

هل هناك نية لإطلاق قنوات جديدة؟

- اتحاد الإذاعة والتليفزيون أطلق مؤخرا قناة صوت الشعب وأعتبرها مهمة جداً، لأنها ستنقل جلسات البرلمان على الهواء دون التدخل بأى شكل من أشكال المونتاج، وهذه الخدمة موجودة فى إنجلترا من خلال الـ«بى. بى. سى»، وأعتقد أنها نقلة مهمة، وعدم وجود برامج فى السنة الأولى بهذه القناة كان مقصودا حتى لا تتحيز هذه البرامج لآراء معينة، وسيتم نقل الجلسات كما هى ليعبر نواب الشعب عن قضاياهم دون التدخل من أى شخص بالتليفزيون، ونحن كنا نحتاج لمثل هذه القناة، لكن بصفة عامة يجب على اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يقلص عدد قنواته، فالاتحاد يضم 23 قناة، ولا أعتقد أننا نحتاج لهذا العدد الكبير.

هل ستترك منصبك لو تعرضت لضغوط من أى نوع؟

- طبعاً وبمنتهى السهولة، وليس لدىّ أى مانع حتى من الناحية الأدبية أن أعود لعملى السابق مخرجاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية