x

من ديوان: عند حافة الكراهية (شعر) سامى الغباشى

الأربعاء 19-02-2020 01:09 | كتب: اخبار |
رسم محمود أنور رسم محمود أنور تصوير : اخبار

قبل المحبة وبعدها

عندما

یصادف القلب محبة

علینا أن ننظر فى المرایا جیدًا

ونقارن بدقة

بین ملامحنا الشاحبة قبل المحبة وبعدها

بین ضحكتنا التى تفتح الفم على اتساعه

وبین ابتسامتنا

التى كانت تشبه نعى الجرائد المتكرر برتابة

بین خطوتنا (اللهفانة)

ونحن باتجاه لقاء وشیك

وبین خطواتنا المتباطئة بعدها..

هى المحبة..

إن لم تجد رائحة حبیبتك قبل وصولها

فأنت مجرد مراهق أعجبتك الحكایة فخُضتها،

وهى حبیبتك فى تجلیها

إن لم یكن صدرك معرّجًا لرأسها

إن لم تجد فى خشونة یدیك ملاذا

یجعلها على وشك ارتعاشة

حینها..

لابد أن تتأكد

أنها مجرد عابرة كانت تستند علیك بحذرٍ

لتلتقط صورة سعیدة

تُكمل بها ألبوم العائلة..

صورة سیلفى مع الحیاة

أن تقف بمحازاة الجرح

وتتهم المحبة

التى كانت كسنبلة تزداد مباركة

فهذا حقك..

لكن لا تستسلم للصرخة داخلك

وسد الجرح بحفنة من حنائها النوبى

الذى أعدته للیلة البعث

لا تجلد نفسك

لا تجلد قلب حبیبتك

لا تجلد الآخرین

فالمشهد أعده مخرج مبتدئ

اختلط علیه الأمر

فجهّز مصباحًا خافتًا فى سقف المحبة

لكى یوهم الآخرین بعمق الحكایة

لكن الحقیقة

أنكما على جزیرتین بلا هویة

أنت.. تفرش القلب على طاولة

لتدرك ما تبقى..

وهى.. تتجهز فى عجالة

لتلتقط «سیلفى» مع الحیاة.

عندما تأسرك قبلة على ظهر یدك

بالتأكید

قد یتحرك القلب من مكانه

عندما تجد شفتى حبیبتك

على ظهر یدك بمحبة

فتنسى كل ما قیل عن الكراهیة

وما كتبته عن المتمردات

والمتربصات بناصیة الكرامة

والمدافعات عن الرعونة

والناقرات كدجاجة على رؤوس أزواجهن

قبلة مخطوفة

ترسم للقلب حدیقة

وتضع حبیبتك على رأسك كملكة متوجة

تمتلك القلب بدهشة دائمة

حبیبتك التى لیست أطول منك

ولكن صدرها یتنزل علیك من شاهق

لیست بیضاء كبنات الإعلانات

ولكن قلبك یتشرب بشرتها بلهفة

حبیبتك التى لا تدخن كبنات وسط البلد المثیرات

ولكن لرشفتها من كوب الماء غوایة..

حبیبتك التى..لا تجید الغناء

ولكن ضحكتها تفتح أمامك النهار

فتحسس قلبك جیدًا

عندما تتفاجأ بقبلتها على ظهر یدك

فقد یتحرك من مكانه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية