x

السفارات تقف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء فى حفلات ساهرة


أثناء إحياء المصريين الأمريكيين الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، اختلف تماما المشهد داخل السفارة المصرية فى واشنطن عنه خارجها. داخل السفارة ضجت القاعة بممثلين عن إدارة الرئيس باراك أوباما وكبار المسؤولين، وبعض أبناء الجالية. أما خارج مبنى السفارة، فضج بهتافات المصريين المتظاهرين ضد حكم المجلس العسكرى وممارساته، كما سلط المحتجون صورا من الثورة المصرية على واجهة مبنى السفارة الخارجية. ورفعوا لافتات ضد المجلس العسكرى. كما رددوا الأغانى الوطنية، وعلى لحن النشيد الوطنى «بلادى بلادى»، غنوا «كفاية كفاية كل ظالم له نهاية». وانتقد المتظاهرون إقامة احتفالات داخل السفارة، قائلين «إعمل حفلة، وهات رقاصة، لسه فى قلبى مكان لرصاصة». أما داخل السفارة، فقد وقف المشاركون فى الاحتفال دقيقة حداداً على شهداء الثورة، أعقبتها أغان وطنية لأم كلثوم ومحمد منير وشادية. وألقى السفير سامح شكرى كلمة أشار فيها إلى هذه التظاهرات، قائلا: «رأينا المصريين الشرفاء يتظاهرون خارج السفارة. نحن نحترمهم ونعتز بهم ونؤمن بأن كل مصرى له إسهاماته وهو حريص على مصلحة مصر وتحقيق أهداف الثورة، الجميع يعمل فى إطار واحد لنرى مصر وأبناءها فى ازدهار وتقدم».

من جانبه، أكد اللواء محمد الكشكى، الملحق العسكرى بالولايات المتحدة، أنه شرف لكل المصريين الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة المصرية، وأكد أن «القوات المسلحة التزمت بما وعدت»، على حد قوله. أما مقر السفارة المصرية فى موسكو، فقد شهد احتفالا تقليديا افتتحه السفير علاء الحديدى بكلمة حرص فيها على التأكيد على أن «الثورة مستمرة». وحرص منظمو الحفل على الوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء، تلاها عرض فيديو وثائقى لأحداث الثورة. وفى ألمانيا، نظم المصريون عدة وقفات احتجاجية، فى درجات حرارة تراوحت بين 3 مئوية إلى تحت الصفر، أمام بوابة براند برج فى برلين.

وفى هامبورج، شمالا، اقتحم بعض المتظاهرين المصريين الاحتفال الذى أقامته القنصلية المصرية، التى كان يحضرها سفراء أمريكا ودول أوروبية أخرى، وهم يرددون هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر». وفى اليونان، وقف مئات المصريين فى ميدان «سينديغما» دقيقة حداداً، تحت الأمطار الغزيرة، أثناء تأبين أرواح شهداء 25 يناير، قبل أن يبدأوا ترديد الهتافات ضد «انتهاكات» المجلس العسكرى. ودعا منسق «الاتحاد الحر للمصريين بالخارج» المشاركين أثناء الوقفة إلى التجمع يوم السبت 28 يناير أمام مقر السفارة المصرية، فى ذكرى يوم «جمعة الغضب».

وأثناء الوقفة، أبدى البعض رغبته فى نقل الوقفة الاحتجاجية من ميدان «سينديغما» إلى مقر السفارة المصرية، للإعراب عن اعتراضهم على «الاحتفالية». وأكد محمود أبوحامد، أحد النشطاء المصريين فى أثينا، أنه وكثيرين غيره يرفضون المشاركة فى حفل السفارة لأسباب عدة، منها أن «السفارة المصرية كانت من أشد المعارضين لنا أثناء وقوفنا مع شباب التحرير العام الماضى».

وفى إيطاليا، أحيا المصريون يوم 25 يناير، فى أشهر ميادينها من ميلانو، التى تجمع فيها نحو 1000 متظاهر، إلى ساحة «جاريبالدى» فى مدينة نابولى، التى تجمع فيها نحو 200 متظاهر، إلى مدينة «تورينو»، التى تجمع فيها نحو 300 شخص. وفى روما، تظاهر المصريون فى ساحة الهرم الإيطالى تضامنا مع الثوار فى ميدان التحرير، وقام المشاركون برفع علم مصر، واستمرت الوقفة التضامنية لمدة ساعة. وفى سويسرا، تجمع عدد من المصريين وأشعلوا الشموع على أرواح الشهداء أمام مقر الأمم المتحدة فى مدينة جنيف. وفى كندا، نظمت السفارة المصرية حفل عشاء خاصاً فى العاصمة أوتاوا، حضره السفير السيد أبوالمجد، بينما نظمت القنصلية فى مونتريال حفلا آخر محدودا، ولم يتم تسجيل أى مطالب للجالية المصرية بالتظاهر أو إقامة أى فعاليات احتجاج. وفى صوفيا، نظم المصريون ومعهم عرب وقفة تضامنية تحت الثلوج أمام السفارة، رافعين شعارات باللغة البلغارية تطالب بتنحية المجلس العسكرى من السلطة.

وفى قطر، شهد احتفال الجالية خلافات حادة بين منظمى الحفل وعدد من المواطنين، الذين أصروا على دخول مقر الحفل فى الصالة المغطاة والوقوف صمتاً بالملابس السوداء، حدادا على الشهداء، حاملين لافتات تندد بالمجلس العسكرى. واضطر المنظمون للسماح لهم بالوقوف 10 دقائق قبل بدء الحفل، إلا أن الأمر تصاعد إلى هتافات «علّى وعلّى وعلّى الصوت، اللى هايهتف مش هايموت»، و«يسقط يسقط حكم العسكر، إحنا الشعب الخط الأحمر»، وهو ما رد عليه آخرون بهتاف «الجيش والشعب إيد واحدة». واستمرت الهتافات والشعارات المضادة بضع دقائق، قبل أن يتدخل عدد من الحضور لتهدئة الطرفين.

وفى الرياض، أحيت السفارة ذكرى الثورة، فى احتفالية رسمية دعى إليها بعض أبناء الجالية، بينما اكتفى آخرون، فى المقابل، بمتابعة ما يجرى فى ميدان التحرير من احتجاجات، مؤكدين أن ما حدث فى الميدان، الأربعاء الماضى، على بعد خطوات من مجلس الشعب، ورغم «احتفالات العسكرى»، يبرهن على أن «الشرعية الحقيقية مازالت فى الميدان»، وليست فى البرلمان ولا عند «العسكرى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية