■ صدر حديثًا عن دار كنوز للنشر والتوزيع كتاب «عمر المختار وإدريس السنوسى.. سنوات اللجوء والمقاومة» للصحفية إيناس مرشد. الكتاب يكشف أسرار المقاومة الليبية ضد الاستعمار الإيطالى الذى احتل ليبيا فى سبتمبر 1911، من خلال الرسائل الخاصة بكل من شيخ الشهداء عمر المختار والملك إدريس السنوسى، ويكشف أيضا المذكرات الشخصية للملك إدريس السنوسى، ويتناول الكتاب فترة مهمة فى تاريخ ليبيا من بداية الاستعمار الإيطالى وخيانة الدولة العثمانية لليبيا وتسليمها للإيطاليين بموجب معاهدة لوزان عام 1912، وتركها الليبيين يواجهون وحدهم مصيرهم مع الاستعمار، كما يتضمن الكتاب تفاصيل السنوات التى قضاها الملك إدريس السنوسى فى مصر خلال فترة لجوئه إليها قبل أن يصبح ملكًا ثم الإطاحة به فى سبتمبر 1969 وحتى وفاته. تأتى أهمية هذا الكتاب ليس فقط لما يحتويه من رسائل ووثائق مهمة ونادرة يُنشر معظمها لأول مرة، لكنه يعد دليلًا ضروريًّا ينبغى على كل ليبى أن يهتدى به خاصة فى تلك الفترة التى يحاول فيها الأتراك استعادة امبراطوريتهم العثمانية فى ليبيا.
■ صدرت حديثًا رواية «حياة مؤقتة» للكاتب حمدان عطية، وهى العمل الثانى للكاتب، حيث أصدر فى العام 2016 مجموعة قصصية بعنوان «تاجر سحب».. وتدور أحداث الرواية حول حياة المهمشين ما بين سراديب القرية وقاع المدينة، فنطالع غربة الشخصيات عن نفسها بفعل قسوة الواقع وتشابكاته، غير أن بطل الرواية يكشف لنا قوة الروح على التجاوز ومواصلة السعى والاكتشاف: «لكن محبتى العميقة للحياة تمنحنى قوة غير مرئية، أستعين بها على مخالب الوحش الذى يسكننى.. ينمو وعى الإنسان عندما يغوص عميقا فى ذاته؛ كاشفا عن مكونات هذا الوعى ومصادره؛ كيف بدا اكتشافه للعالم؟ وما طبيعة المحيط الاجتماعى الذى تشكّل فيه؟ نستطيع أن نقرأ رواية حياة مؤقتة للكاتب حمدان عطية، الصادرة حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، سيُطلعنا راويًا عليمًا عن عالم طفولته وبيئته: «نما بيتنا وحيدا وسط الغيطان الممتدة، وأمامه ثلاثة طرق متفرعة تؤدى إلى محطة القطار»، وفى الرواية أيضا نقف على جانب مهم من حياة المهمشين، ما بين سراديب القرية وقاع المدينة، فنطالع غربة الشخصيات عن نفسها بفعل قسوة الواقع وتشابكاته، غير أن بطل الرواية الذى تشاكسه هواجس دائمة عن إصابته بالمرض وهو فى مرحلة الصبا؛ يكشف لنا قوة الروح الإنسانية - التى لا تهزمها الظروف بسهولة.
■ صدرت مؤخرًا عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر «الأثر يقود إلى رمال شبه الجزيرة العربية- رحلة نيبور والبعثة الدنماركية» للروسية ت. أ. بوتينتسيفا وترجمة محمد على البحر. الرحلة نفسها كانت موضوعًا لكتاب «من كوبنهاجن إلى صنعاء» لتوركيل هانسن، ترجمة: محمد أحمد الرعدى. ويعيد الكتاب سردًا بلغة أدبية مع تفاصيل أكثر تشويقًا، لواحدة من أكثر الرحلات مأساوية فى التاريخ.. رحلة علمية بدأت فى 4 يناير 1761م وانتهت فى 20 نوفمبر 1767م. بدأت بخمسة علماء وخادم، لكن فى نهايتها لم ينجُ منهم سوى كراستين نيبور الذى أعاد سرد تلك الرحلة.. مات اثنان من أهم علماء الرحلة وقُبرا فى اليمن وهما فى ريعان شبابهما: عالم اللغة فون هافن توفى فى مدينة المخا فى اليمن، ولحقه بعد فترة وجيزة عالم الطبيعة المشهور بيتر فورسكال. أما الطبيب كارل كرامير والرسام باورنفيند، فقد توفى أحدهما على السفينة وابتلع المحيط جسده، والثانى توفى فى الهند. أما نيبور فلم ييأس واستكمل الرحلة ليخلد ذكر أصحابه ومغامرتهم التى تجمع بين العلم والفن والأدب والتاريخ. لن تقارن بين عالمين قديمين: هم ونحن، ولكنك ستطرح السؤال: هل ما زلنا بدوًا قساةً أم لبسنا قشرة الحضارة؟!.. ولعل صورة الغلاف تعكس جانبًا من الفرق بين هذين العالمين. إنها أكثر من مجرد لوحة رسمها أحد أعضاء البعثة النحات والفنان جورج باورنفيند. يظهر فيها نيبور مرتديًا الملابس العربية، وفى الخلفية عربيان يمسكان بخنجرين! هل يرقصان أم يتقاتلان؟!.
■ صدر حديثا كتاب (ذئاب البحر: تاريخ الفايكينج) للكاتب الأمريكى لاس براونورث عن دار اكتب للنشر والتوزيع، ترجمة محمد عامر.. ويتناول الكتاب تاريخ شعوب الفايكينج منذ النشأة حتى الزوال، مرورًا بمراحل النمو والتطور والازدهار التى وصلت إلى أوجها، مع وصول نفوذ الفايكينج ومعاركهم إلى مدينة القسطنطينية، عاصمة الدولة البيزنطية.. كما يتناول الكتاب تاريخ أهم ملوك الفايكينج وغزواتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
يُعد الكتاب محاولة من المؤلف لاستعراض تاريخ مجموعة من القبائل سكنت المناطق الإسكندنافية ووُصمت بالسرقة والنهب والقتل، حيث يتعرض الكاتب لأسلوب حياة الفايكينج وانتقالهم من الوثنية إلى المسيحية فى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. كما يتميز الكتاب باستعراضه لميثولوجيا الفايكينج الغنية بالأساطير والقصص والحكايات، والتى صوّرها مسلسل (الفايكينج) الكندى الأيرلندى الذى تابعه ملايين المشاهدين حول العالم. ويسلّط الكتاب الضوء على هجمات الفايكينج على إنجلترا وفرنسا وإسبانيا التى صنعت جزءًا كبيرًا من تاريخ تلك المناطق، وأسّست لشخصيات شهيرة مثل راجنار لوثبروك ورولو الأول وإيفار الكسيح التى خصّص لها الكاتب الأمريكى جزءا كبيرا من الكتاب. وأخيرًا يناقش الكتاب اقتصاد الفايكينج الذى كان يقوم فى البداية على الرعى والزراعة قبل انخراطهم مع الحضارات الأخرى المحيطة بهم.