تشير الأبحاث الطبية الحديثة في مجال زرع الخلايا والنماذج الحيوانية إلى أن العلماء قد يكونوا قادرين على استخدام فيروس شلل الأطفال المعدل لتكوين استجابة مناعية ضد خلايا أورام الدماغ .
ويعرف العلماء أن فيروس شلل الأطفال هو العامل الممرض الذي يسبب التهاب سنجابية النخاع، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويحتمل أن يتسبب في حدوث إعاقة وفي معظم حالات الوفاة، لكن، وعلى نحو متزايد، وجد الباحثون أنه يمكنهم تعديل الفيروسات الموجودة لجعلها آمنة، والأهم من ذلك، تسخير إمكاناتها في تحدى ومكافحة الظروف الصحية الأخرى .
وفى الآونة الأخيرة، اكتشف فريق من الباحثين في معهد ديوك للسرطان في نورث كارولينا بالولايات المتحدة أنهم قد يكونوا قادرين على استخدام فيروس شلل الأطفال في علاج شكل من أشكال سرطان الدماغ.
وفى ورقة بحثية، نشرت في عدد فبراير من مجلة (ناتشر للاتصالات)، أوضح الباحثون أنهم قاموا بتعديل الفيروس وراثيا، وخلق نسخة مستقرة وآمنة، تمسى (الوهم)، وقالوا إن هذه النسخة المعدلة يمكن أن تعزز الاستجابة المناعية ضد الورم الدبقي المنتشر، وهو نوع من أورام الدماغ شديدة العدوانية، وهو أكثر شيوعا عند الأطفال أكثر من البالغين .
ومن أجل دراستهم، قام الباحثون بتعديل الوريثة المضادة لفيرس شلل الأطفال للحصول عليها للتعبير عن مستضد ورم متحور عادة في ورم المنتصف المنتشر، و«المستضدات»، هي هياكل تحفز استجابة الجهاز المناعي.
وقال الدكتور ماتياس جرومير أستاذ الأورام السرطانية في جامعة (نورث كاولينا) «يلاحظ أن الفيروس قادر على تنشيط الخلايا الجذعية وتحفيز استجابة مناعية ضد السرطان، دون تهديد جوانب الصحة الأخرى».