شهدت جلسة «دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية فى تجديد الفكر الإسلامى»، ضمن فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى، أمس، سجالًا بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، فى إطار الحديث عن تجديد علوم الدين لتواكب العصر الحديث.
وقال «الخشت»، فى كلمته: «من الضرورى تجديد علم أصول الدين بالعودة إلى المنابع الصافية من القرآن وما صح من السنة النبوية، والواقع الحالى للعلوم الدينية ثابت مُقام على النقل والاستنساخ (مفيش تحليل نقدى أو علمى)، ويجب تطوير علوم الدين وليس إحياء علوم الدين، لو عاد الشافعى لجاء بفقه جديد، وكذلك ابن حنبل لو عاد لجاء بفقه جديد، وهناك اتهام بالتشدد لابن حنبل، وأنا هنا بتكلم قدام المشايخ، سنجد أن لابن حنبل 3 آراء فى المسألة الواحدة».
وأضاف: «مازلنا أسرى أفكار الأشاعرة والمعتزلة، والعقيدة الأشعرية تقوم فى جزء كبير منها على أحاديث الآحاد، ولا نزال نعيش فترة فتنة سيدنا عثمان حتى الآن، والخطاب الدينى أُنشئ لعصر غير عصرنا وتحديات مختلفة».
من جانبه رد «الطيب»: «رئيس الجامعة نادى بترك مذهب الأشاعرة، وتحدث عن أحاديث الآحاد، وأقول: الأشاعرة لا يقيمون عقيدتهم على أحاديث الآحاد، وإنما الحديث المتواتر».
وقال: «التراث الذى نهوّن من شأنه اليوم ونهوّل فى تهوينه خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، قل لى حضرتك: كيف كان يسير العالم الإسلامى قبل الحملة الفرنسية؟ كان يسير على قوانين التراث، ونحن نحفظ من الإمام أحمد بن حنبل ما يؤكد أن التجديد مقولة تراثية وليست مقولة حداثية، والفتنة الكبرى من عهد عثمان هى فتنة سياسية وليست تراثية».
وأضاف «الطيب»: «درست العلوم الحديثة فى المرحلة الثانوية، ودرسنا فى أصول الدين البحث العلمى وعلم الاجتماع، أما تصويرنا على أننا ليس معنا سوى المصحف والتفسير فهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة».
من جانبه، عقّب «الخشت» على رد «الطيب»، مؤكدًا أنه ليس من دعاة هدم التراث أو حذفه، ولكن مَن يعتقد بعصمة التراث فعليه أن يراجع نفسه جيدًا، وأضاف: «أنا مسلم، ولست أشعريًا أو أتبع أى تيار آخر، وأحترم الأزهر بشدة، وأتفق معه فى بعض الأمور وأختلف فى أخرى».