x

ترامب يبحث مع نتنياهو وجانتس «صفقة القرن» اليوم

الأحد 26-01-2020 23:59 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
محاكمة ترامب - صورة أرشيفية محاكمة ترامب - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

يبحث الرئيس الأمريكى وإدارته، خلال اليومين المقبلين، الشق السياسى من خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، المعروفة باسم «صفقة القرن»، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة الإسرائيلية بينى جانتس، ويتوقع أن ينشر البيت الأبيض الشق السياسى لـ«صفقة القرن» قبيل اجتماعات ترامب مع نتنياهو وجانتس، قبل الإعلان عنها رسميا غدًا، بحسب تأكيدات ترامب.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) العبرية تسريبات، قالت إنها ضمن بنود «صفقة القرن» المقترحة، وأضافت أن تلك التسريبات تشمل ضم 30% من أراضى الضفة الغربية لإسرائيل، وضم المستوطنات الكبرى بالضفة للسيادة الإسرائيلية، وإخلاء 60% من المستوطنات «غير القانونية» بالضفة، وتبادل الأراضى بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن عرضها لاستفتاء شعبى بدلا من تلك التي ضمها الاحتلال بالضفة.

وأضافت القناة أن الصفقة تشمل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على 70% من مساحة الضفة، وأشارت القناة إلى أنه يجب على الفلسطينيين قبول عدم وجود سيطرة للسلطة الفلسطينية على الحدود، وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة بما فيها المنطقة «ج»، والموافقة على كل المتطلبات الأمنية الإسرائيلية، وتشمل حرية العمل العسكرى الإسرائيلى في مناطق الدولة الفلسطينية المرتقبة، وإبقاء المناطق المقدسة بالقدس تحت السيادة الإسرائيلية. وأشارت إلى أن «صفقة القرن» لا تشمل اعتبار القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وأن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، في حين يمكن للطرف الفلسطينى الإعلان عن مدينة القدس الشرقية عاصمة لدولتهم، وأضافت القناة أن الخطة تشمل نقل بعض الأحياء الفلسطينية بالقدس للسيادة الفلسطينية.

وأكدت أن المستوطنين في الضفة الغربية يرفضون تلك البنود، وأن مسؤولا أمريكيا، لم تذكر اسمه، نصح المستوطنين بضرورة الموافقة المبدئية على «صفقة ترامب»، وبعد ذلك يمكن إجراء تغييرات معينة تناسبهم بمرور الوقت، فيما يمكن إجراء تعديلات لاحقة على الصفقة. وأضافت القناة أنه على الفلسطينيين أن يقبلوا بـ4 شروط لإقامة دولتهم، هي: (الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، نزع السلاح في قطاع غزة، نزع سلاح حركة حماس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل).

وقال مسؤول إسرائيلى، لم يذكر اسمه، إن اجتماعًا أوليا بين ترامب ونتنياهو سيعقد اليوم، يليه اجتماع آخر غدا، وقال نتنياهو إن «صفقة القرن» ستكون «تاريخية»، وأضاف أن «فرصة من هذا النوع لا تحدث إلا مرة واحدة في التاريخ ولا يمكننا تفويتها، آمل أن نكون على أعتاب لحظة تاريخية بالنسبة لدولتنا»، وأكد: أن «هناك اليوم في البيت الأبيض أكبر صديق لإسرائيل، وبالتالى الفرصة الأعظم التي حظينا بها على الإطلاق».

ويتضمن الشق الاقتصادى للخطة، الذي أعلن في يونيو الماضى، نحو 50 مليار دولار استثمارات في الأراضى الفلسطينية والدول العربية المجاورة على 10 سنوات، لكن التفاصيل الملموسة للخطة وشقها السياسى لايزال موضوع تكهنات.

وأعلن زعيم تحالف «أبيض- أزرق»، بينى جانتس، منافس نتنياهو في انتخابات مارس المقبل، أنه سيبحث الصفقة اليوم مع ترامب، وقال مساء السبت: «لقد عقدت العديد من الاجتماعات والنقاشات حول خطة السلام مع مستشارى الرئيس ومسؤولى البيت الأبيض وصديقى السفير الأمريكى في القدس، ديفيد فريدمان، لكن فحواها سيبقى سريا في الوقت الحالى»، وأضاف: «يمكننى القول إن (خطة السلام)، ستكون في التاريخ علامة فارقة مهمة تتيح لمختلف الأطراف في الشرق الأوسط المضى قدما في النهاية مع اتفاق إقليمى تاريخى وإقليمى».

من جانبه، ذكر وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، أن بلاده لم تطلع على الصفقة، لافتا إلى أن معظم أو جميع وزراء الخارجية الأوروبيين والعرب قالوا إنهم لم يطلعوا عليها، مشددا على أن عمّان ستتعامل مع «صفقة القرن» وقت صدورها «وفق الثوابت الأردنية وبما يحمى مصالحها» وهى: «مسائل اللاجئين والقدس والحدود»، مشيرا إلى أن الأردن لن تكون جزءا في تنفيذ صفقات مضرة بمصالحه، وقال: «لن نرسم حدودا ولن نقبل التجنيس»، وحذر من أن «القادم لن يكون سهلا، سواء على الأردن أو على المنطقة».

وكان محللون إسرائيليون يرون أن الدعوة الأمريكية لنتنياهو وجانتس لبحث الخطة، تمثل دعمًا لنتنياهو حليف ترامب قبل الانتخابات، ويتزعم نتنياهو حزب الليكود اليمينى، وهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في الحكم، وقال مصدر مطلع على فريق خطة السلام إن إطلاع نتنياهو وجانتس على التفاصيل يهدف لدحض فكرة أن ترامب يفضل أحد المرشحين على الآخر، وبعد إعلان جانتس قبول دعوة ترامب، قال واصل أبويوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن «حزب أزرق- أبيض، وحزب الليكود وجهان لعملة واحدة، هناك تحالف بين الإدارة الأمريكية والأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الانتخابات»، وأضاف: «لن نقبل صفقة القرن ولا يوجد على الأرض قوة تستطيع إجبار الشعب الفلسطينى على التنازل عن حقوقه الثابتة المتمثلة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».

واتخذ ترامب سلسلة قرارات مؤيدة بقوة لإسرائيل أغضبت الفلسطينيين الذين قطعوا علاقاتهم مع إدارته، بعد إعلان اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر 2017، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وأوقفت مساعدات بمئات ملايين الدولارات كانت تُقدّم للفلسطينيين، وقطع تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ويرى ترامب أن إنهاء الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى يمر عبر الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات، بينما كان الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أعلن أن واشنطن لم تعد وسيطا أمينا واتهمها بالانحياز لإسرائيل.

أمنيا، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن مقاتلات هاجمت، مساء السبت، عددا من المواقع التابعة لـ«حماس» جنوب غزة، منها موقع لإنتاج وسائل قتالية ومجمع عسكرى يحتوى على منشآت تستخدم لتجميع استخبارى، ردا على إطلاق بالونات من القطاع باتجاه إسرائيل.

وأمنيا، فرضت إسرائيل طوقا أمنيا ورفعت حالة التأهب العسكرى في أنحاء الضفة الغربية تخوفا من اندلاع مواجهات واحتجاجات أو حتى هجمات مسلحة على خلفية عزم واشنطن نشر تفاصيل صفقة القرن، وألغى رئيس الأركان الإسرائيلى، أفيف كوخافى، ندوة مخصصة لضباط الجيش برتبة عميد بسبب التوتر، واكتفى بجولة ميدانية للاطلاع على الأنشطة التي تقوم بها قوات الأمن، وقررت قيادة الجيش تعزيز انتشارها في الضفة وخاصة في المستوطنات لتكون مستعدة في حالة حدوث مواجهات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية