x

بالصور: المصريون في الخارج ينقسمون بين «التحرير» و«العباسية» في ذكرى الثورة

الأحد 22-01-2012 14:01 | كتب: هبة القدسي, نادية سمير, فتحي سمير |

يستقبل المصريون في الخارج الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، كل على طريقته، فمن ناحية، تقيم السفارات في مختلف عواصم أوروبا وأمريكا ودول الخليج والعالم العربي احتفالات تدعو إليها أبناء الجالية، ومن ناحية أخرى، قرر الكثيرون مقاطعة هذه الاحتفالات، تضامنا مع الاحتجاجات الداخلية على ممارسات المجلس العسكري في مصر.

ففي واشنطن، تقيم السفارة المصرية احتفالا رسميا الأربعاء، دعت له عددا من مسؤولي الإدارة الأمريكية، وأفراد الجالية المصرية وعددا من الشيوخ والقساوسة. وفي المقابل، أعلن تحالف المصريين- الأمريكيين بدء حملة لليوم العالمي لدعم الثورة، بدأت السبت الماضي بوقفة سلمية أمام مكتب وزارة الدفاع (البنتاجون).

احتجاجات المصريين الأمريكيين مستمرة

وقال التحالف إن هدف الوقفة السلمية هو التضامن مع شباب الثورة، وأوضح محمد حسين، أحد منظمي المظاهرة، أنه دعا الجالية المصرية للوقوف أمام السفارة المصرية يوم 25 يناير، مؤكدا: «سنجتمع أمام السفارة لإيصال صرخات أشقائنا أمام ضيوف الحفل الرسمي، وسنرفع لافتات تطالب بتحقيق مطالب الثورة».

جانب من وقفة المصريين في اليونان احتجاجا على احتفالات 25 يناير

وأشار حسين إلى أن فعاليات الاحتجاج ستستمر، إذ ينظم التحالف حفل عشاء السبت، لعرض فيلم «18 يوم»، تليه ندوة لمناقشة الأحداث الجارية في مصر، وتستمر تلك الفعاليات، إذ تقيم الجمعية الثقافية الأمريكية حفلا غنائيا في 18 فبراير للاحتفال بالذكرى الأولى لتنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم، يحييه الفنان إيمان البحر درويش.

وفي أثينا، بدأت الجالية المصرية احتجاجاتها مبكرا، في إطار الدعوة العالمية لتنظيم مظاهرات التضامن مع الثورة، في مواجهة حكم العسكر، ونظيم عدد من أبناء الجالية في العاصمة اليونانية السبت، وقفة سلمية، بدعوة من «الاتحاد الحر للمصريين بالخارج»، رفعوا خلالها الأعلام المصرية، وشاركهم عدد من أبناء الجاليتين السورية والليبية.

ودعا المتظاهرون بعد الوقفة كل المشاركين إلى ضرورة الاحتشاد يوم 25 يناير، «لاستكمال الثورة المصرية»، على أن يكون التجمع الساعه 12 ظهرا  بميدان «سيندعما» (الدستور). ويعتزم المصريون خلال المظاهرة تنظيم حفل تأبين لأرواح الشهداء وعرض تسجيلات فيديو لـ «انتهاكات المجلس العسكري منذ بداية توليه السلطة»، على حد قول محمود أبو حامد، أحد النشطاء المصريين في أثينا.

مصريو اليونان بين مقر السفارة وميدان الدستور

وقال أبو حامد في كلمته أثناء الوقفة التضامنية إن «ميدان الدستور سيكون بمثابة ميدان التحرير بالنسبة لنا والسفارة المصرية ستكون مقر عبيد العباسية»، على حد تعبيره. وأضاف أن «ما ستقوم به السفارة في هذا اليوم (25 يناير) من احتفال سيكون مثل ما يفعله أنصار المخلوع في ميدان العباسية. لن نترك ما ستفعله السفارة يمر مرور الكرام، ولن نوافق على الاستهزاء بدم شهدائنا، وسيوضع كل هؤلاء ضمن قائمة العار باليونان».

جانب من وقفة المصريين في اليونان احتجاجا على احتفالات 25 يناير

وفي الرياض، وبينما تحتفل السفارة أيضا بذكرى الثورة الأربعاء، في منزل السفير المصري محمود عوف، تختلف رؤى المصريين حول ضرورة انطلاق الثورة من جديد في هذا اليوم، بدلا من الاكتفاء بالاحتفال، لاسيما في ظل اتهامات البعض للمجلس العسكري بـ «القفز على السلطة».

«المصري اليوم» استطلعت آراء عدد من أفراد الجالية المصرية في السعودية، فقال أسامة الزيني، شاعر وروائي مقيم بالرياض، إن «الدخول في نفق الجدل الذي مله المصريون حول حكم العسكر، وتأييده من عدمه، يوم 25 يناير المقبل، سيفاقم الوضع الاقتصادي والأمني والاجتماعي المتردي أصلاً، في الوقت الذي يسير فيه كل شيء فعلاً في طريق انتهاء حكم العسكر».

الأمر نفسه أكده محمد تاج الدين، إعلامي مقيم في الرياض، مشيرا إلى «ضرورة ألا يتحول هذا اليوم إلى تصفية حسابات، بل ليجتمع الجميع بالحب الذي جمعنا أيام الثورة». وأضاف «يوم 25 يناير سيكون احتفالية مميزة لاستعادة ذكريات الخوف على الثورة في أيامها الأولى».

ويرى تاج الدين أن المصريين في الخليج يجب أن يكون لهم دور فاعل في الخلاص من الأزمة الاقتصادية التي تهدد الاقتصاد المحلي، لافتا إلى أن لديه مقترحا جاهزاً سيقدمه لوزير الخارجية المصري، يقوم على أساس منح المصريين في الخارج بعض الحقوق والامتيازات مقابل اشتراك شهري لمدة 5 سنوات، يغني الدولة عن إصدار سندات خزانة والاستدانة من الخارج.

الديب: أليس من الأفضل أن نعمل بدلاً من أن نحتفل

أما المعارضون لاحتفالات الثورة، فكان منهم المحاسب هاني محمد، الذي أكد أنه لا يؤيد أي احتفال بالثورة «إلا بعد استكمال أهدافها». وقال: «يجب أن يكون هذا اليوم يوماً لدعم الثورة وأهدافها، للضغط على المجلس العسكري والحكومة». وتساءل: «ماذا تحقق من إنجازات الثورة حتى الآن؟! لا شيء، محاكمة مبارك وأعوانه وقتلة الثوار تتم بتباطؤ غير مبرر، وأحكام بالبراءة صدرت لبعض المتهمين بقتل الثوار، والوضع الاقتصادي في تردٍ مستمر، والحجة دائما تعطل عجلة الإنتاج، كما ظل الوضع الأمني في تراجع كبير لفترة طويلة، ولم يشهد أي تحسن إلا مؤخرا».

وأضاف عليه الإعلامي محمود الديب، المقيم في الرياض، قائلا: «العدالة الاجتماعية والحرية مازلنا نتحسس خطانا للوصول إليهما، وسيستغرق ذلك وقتا طويلا، لماذا نحتفل؟ أليس من الأفضل أن نعمل!».؟

وحذر الديب من «المبالغة في التشبث بالثورة حتى لا تقودنا إلى العودة بالزمن للوراء، لتكرار ما حدث بعد ثورة يوليو، حين كان من يقف مع الثورة مرضي عنه، ومن يعمل ضدها كان مصيره الاعتقال أو الإقصاء».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية