x

معرض القاهرة للكتاب.. حدث دولي يجمع الشعوب تحت لواء العلم والمعرفة

الجمعة 24-01-2020 02:39 | كتب: ميلاد حنا زكي |
شعار معرض الكتاب ١٩٧٩ شعار معرض الكتاب ١٩٧٩ تصوير : آخرون

معرض القاهرة الدولى للكتاب الذي انطلقت دورته الـ51 منذ أيام، يعد أحد أهم الأماكن التاريخية الشهيرة التي أخذت على عاتقها تجميع الشعوب في وقت واحد لتتحاور وتتبادل وجهات النظر في المناحى كافة، حيث كان المعرض يجرى بما يحويه من تنوع المعروض والمنشور والمسموع والمشاهد ينشر الفكر والثقافة ويعد زادًا لكل الوافدين إليه والآخذين عنهم.

بدأ سطوع هذا الحدث العالمى من أرض الجزيرة بالقاهرة منذ 74 سنة كمشروع قومى عربى يجمع الشعوب العربية تحت لواء العلم والمعرفة في ظل ريادة مصرية تأخذ بيد الجميع نحو التقدم والتوحد وقد سار هذا الحدث بخطى حثيثة تحت ظل ورعاية حماة الثقافة منذ المعرض الأول إلى أن جاء إلينا في نسخته السادسة والأربعين.

جيهان السادات ووزير الثقافة فى معرض الكتاب

افتتح وزير المعارف المصرية أول معرض للكتاب يوم 20 يونيو سنة 1946 وحضره نخبه من رجال العلم والأدب وكبار رجال وزارة المعارف وفى ذلك الوقت كان الحكم الأندلسى يبعث رسله إلى بلاد الشرق ليشتروا له الكتب، وكان للخليفة العزيز الفاطمى مكتبة كبيرة، قدر بعض المؤرخين ما فيها بأكثر من مائتى ألف كتاب.

ومن أشهر الأقسام كان قسم الكتاب العربى المطبوع في أوروبا وأمريكا فكان فيه كتاب «القانون» لابن سينا مطبوعاً في روما سنة 1593، و«العهد الجديد» مطبوعاً في لندن سنة 1616، و«تاريخ مختصر الدول» لأبى الفرج الملطى مطبوعا في أكسفرد سنة 1663، و«الكامل» لأبن الأثير مطبوعا في أوروبا سنة 1870، وكان يوجد فيه كتب نادرة طبعت في مطبعة الحملة الفرنسية مثل «مجمع التحريرات» المتعلق بمحاكمة سليمان الحلبى الذي قتل كليبر وتميز هذا الكتاب أنه باللغة العامية المصرية وكتاب آخر هو «لاديكاد ايجبسيان» الذي أصدره نابليون بالفرنسية.

كما كان في المعرض أول طبعة مصرية عربية لكتاب «كليلة ودمنة» التي أخذت عن النسخة التي طبعها المستشرق «سلفستر دى ساسى» في باريس سنة 1816، والتى أقرها للمعرض الشيخ حسن العطار. وخصص في أول معرض للكتاب أقسام خاصة لكل حاكم حكم مصر، ومنها قسم «محمد على» وبه جميع إنجازاته وكتب عن نهضة مصر في عهده التي طبعت في مطبعة بولاق.

وفى قسم «إسماعيل باشا» احتلت الكتب المترجمة والمؤلفة والمطبوعة القسم ومنها كتاب «مجمع الأمثال» للميدانى و«تاريخ ابن خلدون» و«شرح» صحيح البخارى وتميزت كتب الطب في قسم إسماعيل بغلبة التأليف لا الترجمة ومنها كتب للدكتور أحمد ندى، وسالم باشا، وعلى رياض الصيدلى، وفى قسمى فؤاد وفاروق كان الأكثر للكتب الخاص بعهديهما، وتميز قسم فاروق بغزارة الكتب العربية وتنوع في الموضوعات وطرافة في العناوين وأناقة في الإخراج واشتركت في المعرض بعض من الهيئات الحكومية بالإضافة لدور الطباعة والنشر.

جمال عبدالناصر فى معرض الكتاب

واعتاد أن يزور المعرض الدولى للكتاب قادة الجيش ورؤساء الدول والمشاهير من الأدباء والمثقفين، وقد كان معتادا أن يذهب للمعرض المشير أبوغزالة، وقال في إحدى زياراته إنه سوف يطلب من المصانع الحربية أن تقوم بتصنيع بعض الوسائل التعليمية حتى تباع للجمهور بسعر التكلفة في المعرض. ومن الأزمات التي تعرض لها المعرض كانت في سنة 1985 حيث خصص المعرض جناحا خاصا لإسرائيل وهاجم الكثير من الوطنيين اشتراك إسرائيل في المعرض وقال فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد آنذاك: كيف تسمح الحكومة المصرية باشتراك إسرائيل التي تنشر كتبها الكاذبة وتقف أمام مصالح الدول العربية؟ وطالب «سراج الدين» الحكومة بنشر صور توضح المذابح التي تقوم بها إسرائيل مع فلسطين.

ونشر المؤرخ الدكتور عبدالعظيم رمضان، يندد بفكرة مقاطعة معرض القاهرة الدولى للكتاب التي دعا إليها كبار الأدباء وهيئات وطنية بسبب اشتراك إسرائيل، وقال ثروت أباظة رئيس اتحاد الكتاب آنذاك «ليس هذا الكاتب من مصر ولا هو يمكن أن يكون إلا بلا وطن».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية