افتتحت، صباح الخميس، فعاليات الدورة ٥١ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أمام الجمهور، وهى الدورة التى تستمر حتى 4 فبراير المقبل، فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، للعام الثانى على التوالى بعد نقل المعرض من مكانه المعتاد بأرض المعارض بمدينة نصر.
أخبار متعلقة
وحرص مئات الزوار على استخدام خطوط المواصلات العامة المخصصة لرواد المعرض، فيما لجأ آخرون لسيارات «السرڤيس» من المواقف الرئيسية إلى التجمع الخامس، والنزول فى أقرب نقطة لمركز مصر للمعارض الدولية، وهناك تعرضت عشرات من سيارات «التاكسى الأبيض» خدماتها للزوار للانتقال للبوابات المفتوحة للجمهور نظير أجرة بسيطة بعد اقتسام التعريفة مع ركاب آخرين بدلاً من قطع المسافة الطويلة إلى البوابات سيرا على الأقدام.
وشهد اليوم الأول لمعرض الكتاب إقبالاً كبيراً من الزوار، خصوصاً الأسر والشباب، ما أدى لتزاحم وطوابير ممتدة على البوابات، خصوصا مع منتصف النهار، فضلاً عن تواجد ملحوظ للشباب من الجاليات الأجنبية، وتحديداً الجنسيات الآسيوية، كما حرص العديد من الأسر على اصطحاب حقائب سفر قابلة للجر لحمل الكتب المنتظر شراؤها.
بمجرد الدخول للمعرض، تستقبل الزوار إذاعة داخلية تذيع أغنية المعرض «متجمعين فى القاهرة» بصوت الفنانة ريهام عبدالحكيم، قبيل الانتقال إلى فقرة معلوماتية عن المعرض فى موقعه الجديد، وأبرز وسائل المواصلات إليه والخطوط المستحدثة لخدمة زواره، فضلاً عن الخدمات التى يقدمها المعرض هذا العام والفعاليات المقامة على هامش التظاهرة الثقافية.
ورغم وجود منطقة مطاعم وكافيهات كبيرة، فإن العديد من الأسر حرصوا على جلب وجباتهم معهم، نظراً لارتفاع الأسعار والذى يفسره محمد شاهين، الشاب الذى اصطحب صغيريه وزوجته معه للمعرض فى يومه الأول، بارتفاع تكلفة الانتقال للمعرض بالنسبة لأصحاب المطاعم، حتى ولو كانت مطاعم شعبية، موضحاً أن أقل وجبة مشبعة من المعرض تتكلف ٥٠ جنيهاً، ويقول محمد «وجود المعرض فى القاهرة الجديدة تجربة ممتازة وأفضل كتير، لكنها مكلفة بالتأكيد، لو صرفت ٢٠٠ جنيه على الأكل، غير المواصلات، مش هيتبقى حاجة فى الميزانية للكتب، خصوصا كتب الأطفال اللى أسعارها مرتفعة بشكل كبير».
وزاد الزحام مع انتصاف النهار خارج القاعات، وشهدت قاعات عرض الكتب زحاماً أقل نسبياً، واستغلت بعض الدور فرصة اليوم الأول لفرش مخزونها من الكتب، فى حين باشرت الدور الأخرى عمليات البيع والتواصل مع الجماهير واستعراض خصوماتها.
وشهدت قاعة كاتب وكتاب، أمس، حوار الدكتور زاهى حواس مع جمهور المعرض خلال ندوة لمناقشة كتابه «توت عنخ آمون.. ملك الملوك» الصادر حديثا، بحضور أحمد بدران أستاذ الآثار، وعلاء شاهين وأدار الندوة علاء عبدالهادى، وقال د. حواس خلال الحوار إنه من السهل كتابة مقالات علمية للمتخصصين، بينما تكمن الصعوبة فى كتابة المعلومات بشكل مشوق يجذب الجمهور العام، وهى الحالة المطلقة فى حالة كتاب توت عنخ آمون.
وشهد جناح القوات المسلحة إقبالاً ملحوظاً من الزوار الذين حرصوا على ارتياده، والتصوير بجوار جدارية حربية بجواره ويضم الجناح نسخا نادرة من كتب حربية وأعداد فريدة من الجريدة العسكرية المصرية التراثية، وسلاسل كتب عن أبطال حرب أكتوبر متاحة للاطلاع فقط.
وجنبا إلى جنب مع جناح القوات المسلحة، شهد جناح الشرطة المصرية إقبالاً أيضاً، إذ حرص الجمهور على تجربة الشاشة التفاعلية التى تعرض دليل الخدمات الشرطية وتعرف المواطنين بهيكل وزارة الداخلية، وكيفية الوصول لخدماتها كالأحوال المدنية والمرور، فيما لم يحظ جناح السنغال، الدولة ضيف المعرض، بإقبال كبير من قبل الزوار.
وعلى صعيد آخر، شهد جناح وزارة التضامن الاجتماعى، إقبالاً أكبر بالمقارنة مع بقية أجنحة الوزارات والهيئات الحكومية، خصوصاً من قبل الأطفال، الذين حرصوا على التعاطى مع نسخة تفاعلية من حملة «أنت أقوى من المخدرات» وبطلها اللاعب المحبوب محمد صلاح، فيما حرص القائمون على الجناح على توزيع منشورات مختلفة عن التوعية بأنواع المخدرات وأخطارها على الصحة النفسية والبدنية وعلى المجتمع، وتقديم عدد من الأنشطة للأطفال.
وشهد جناح الأزهر الشريف، والذى يقع على مساحة كبيرة بالمعرض، إقبالاً كثيفا من المرتادين، والذين يتنوعون ما بين الأطفال والكبار، وأبناء الجاليات المختلفة من مبتعثى الأزهر.
ويستقبل مرتاد الجناح شاشة كبرى تعرض لقاءات للراحل محمد متولى الشعراوى، تستقطب العشرات من الزوار لمتابعتها، ويجتذب أيضا ركن الرسم والفنون ومتحف المخطوطات جمهورا واسعا، تتقدمهم الفئات العمرية الأصغر سنا، فضلا عن تجمهر عشرات الزوار فى ركن الندوات، والذى أفسح المجال لطلاب وطالبات من الأزهر لاستعراض مواهبهم فى تلاوة القرآن والإنشاد والمديح.
فى سياق متصل، شهد المعرض وفاة مفاجئة، أمس، للكاتب المصرى الشاب، محمد حسن خليفة، أثناء وجوده فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أول أيام افتتاحه للجمهور، وذلك بعد ساعات قليلة من نشره «بوست» على صفحته الشخصية فى «فيس بوك» تحدث فيه عن الموت.
وأوضح إسلام أحمد مالك، دار نشر «تبارك» التى تملك حقوق نشر مجموعة الشاب الأدبية، أن الكاتب الشاب غادر جناح الدار بعد زيارته بوقت قصير، وأثناء تجواله فى أروقة المعرض سقط مغشيا عليه، ولم تنجح محاولات إسعافه لتصعد روحه إلى بارئها.
والكاتب محمد حسن خليفة صدر له هذا العام مجموعة قصصية «إعلان عن قلب وحيد» وكان يكتب مقالات فى عدة صحف عربية فى مجالات الثقافة والفن والأدب.
