تستضيف مؤسسة «المصري اليوم» فنان «الراب» التونسي «حمادة بن عمر» المعروف بلقب «الجنرال»، خلال فترة إقامته بالقاهرة الممتدة من الجمعة 20 يناير وحتى 26 من الشهر نفسه.
وحمادة بن عمر هو مغني «راب» تونسي يبلغ من العمر 22 عامًا، تعرض للاعتقال خلال أحداث الثورة التونسية، بسبب أغانيه المعارضة لنظام الرئيس الهارب زين العابدين بن علي.
كانت قوة من شرطة «بن علي» داهمت منزل «بن عمر» وألقت القبض عليه في 6 يناير 2011 ضمن حملة اعتقالات واسعة طالت مدوِّنين وفناني «الراب» و«الجرافيتي»، بسبب أغنيته «ريّس البلاد»، التي يواجه الفنان فيها الرئيس الهارب بالواقع الذي كان يحياه الشعب التونسي في ظل حكمه، من فقر وفساد ومواجهات مستمرة لانتهاكات أجهزة الأمن.
ومن المقرر أن يحضر «الجنرال»، مساء السبت، العرض الخاص للفيلم الوثائقي «الثورة خبر»، باكورة الإنتاج السينمائي لمؤسسة «المصري اليوم»، والذي يحوي أغنيه «الجنرال» الشهيرة «ريس البلاد» ضمن أحداثه.
وسيقيم «الجنرال» حوارا مع قراء «المصري اليوم» عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، وستتضمن زيارته للقاهرة جولات في المناطق السياحية وزيارة لميدان التحرير.
يذكر أنه مع اشتعال ثورة تونس ومواجهة السلطة لثوار مدينة «سيدي بوزيد»، مسقط رأس الشاب بوعزيزي»، بالعنف، ظهرت على الإنترنت أغنية «راب» بعنوان «ريّس البلاد» يؤديها الجنرال حمادة بن عمر.
وتقول أغنية الجنرال التي كانت سببا في اعتقاله: «ريّس البلاد، هاني اليوم نحكي معاك، باسمي واسم الشعب الكل، العايش بالعام 2011 ومازال مجبور يموت بالجوع، حابب يخدم باش يعيش لكن صوته مش مسموع». ثم تأتي المطالبة الواضحة «اهبط للشارع وشوف، العباد ولت وحوش».
وردًّا من نظام «بن علي» على جرأة الجنرال سريعا، زار 30 شرطيا بيته ضمن حملة واسعة لاعتقال مدوّنين ونشطاء مؤيدين للثورة التونسية ومشاركين فيها.
والجنرال هو واحد من جيل اختار «الراب» في بلاد الثورات العربية طريقا للغناء، وهو ليس الوحيد في تونس، فقد سبقه إلى الانتشار في فضاء الإنترنت وتلته أسماء مثل «بالتي»، و«كنزي»، الذي ترك دراسته ليحقق حلمه في احتراف غناء «الراب».
لكن يبقي في تاريخ الأول، «بالتي»، ارتباطه بالسلطة، حيث غنى للرئيس الهارب «بن علي» في احتفالات قرطاج قبل الثورة بعامين.
وفي تونس ومصر اتخذت أغنيات «الراب» شكلا أميل للصدام مع السلطة بشكل مباشر، وجاءت ضمن تيار من الغناء وإنتاج الفن خارج المؤسسة الرسمية وعلى هامش الفن السائد، فقبل عامين من ثورة 25 يناير ظهرت أغنيات لم تخش التصادم مع مبارك، لتسخر الأغنيات من عمره المديد وسيطرته المطلقة على مقاليد الأمور في البلاد حتى لو صار جثة هامدة كما في الأغنية الشهيرة «مبارك مات».