يعيش الخوف بين أصابع المبدعين، يلاعبهم بصور شتى، الأدباء يخشون من مصادرة قصصهم، التى تكسر نافذة التقاليد والعادات والثوابت الدينية والسياسية، والسينمائيون مرعوبون من منع عرض أفلام جريئة أو حذف مشاهد عارية أو راقصة، كما يحذر الشعراء من حذف أبيات لهم ربما تخرج على المألوف.
النخبة المصرية - بشكل عام - تترقب صعود الإسلاميين الجامح إلى السلطة وصناعة القرار فى مصر، وتوليهم دفة التشريع، وتنتظر باكورة إنتاجهم السياسى فيما يخص إبداع بلد كامل له ثقله ووزنه الثقافى فى العالم. وقد وصلت مخاوفهم إلى احتمال «مراجعة» التراث المصرى من كتب وروايات وأفلام وأغنيات وتنقيتها من كل ما يخالف الشريعة الإسلامية، رغم أن الإسلاميين ليسوا على موقف واحد تجاه الابداع، فللإخوان رأى، وللسلفيين وجهة نظر مدعمة برؤية واقعية، وللجماعات الصوفية طريقتها فى تقبل الإبداع، وللجماعة الإسلامية معاييرها.
حالة من الرعب لها مبرراتها المنطقية، التى تمتد إلى تجارب دول أخرى حكمها الإسلاميون، كما تحمل مبالغات لها علاقة بطبيعة الفن نفسه، الذى من السهل أن يتخيل صناعه سيناريوهات لصدامات خيالية.
«المصرى اليوم» جمعت مخاوف المبدعين دون تصنيفهم، وعرضتها على مختلف الأطراف المكونة للتيار الإسلامى الصاعد، سلفيين وإخوان وجماعة إسلامية وطرق صوفية»، وجاءت الإجابات مختلفة بقدر قناعات كل فصيل، لكنها واحدة وفقاً لمعيار «حرية الإبداع» المطلقة.
عبدالرحمن الأبنودى: الثائر لا يعرف الخوف ويجب استمرار النضال
نحن قبلنا من البداية أن نربط مصيرنا بمصير هذا الوطن، وهذا الوطن دائما فى حالة مد وجزر وصعود وهبوط، «واللى عايز الدح ما يقولش أح»، النضال لا ينتهى بعد عام أو عامين أو بعد ثورة، النضال حركة دائمة لا تهدأ وما دمنا قد ربطنا مصائرنا بمصير هذه الأمة، فيجب ألا نشكو أو نتخوف وأن نلجأ إلى هذه الأحاسيس الصغيرة لكن أنا سمعت أن المثقفين (الثوار) يتخوفون فى المرحلة المقبلة أيقنت أننا لسنا ثواراً، الثائر يعرف أنه يولد ويعيش ثائرا، ولقد جرب الثوار عظمة الاستشهاد فى ميادين وشوارع الثورة، وفقد البعض أبصارهم واختار الرصاص العديد من خيرة شبابنا، وادعينا جميعا أننا هزمنا جدار الخوف فإذا ما رحنا نتخوف الآن أننا لسنا طليعة ولا نفهم طبيعة وظيفتنا وكأننا جماهير عادية، تنام وتحلم أن تتحقق الثورة غدا وأن تنبض فى حقول الأحلام وتتفتح كل زهور الأمل فى شهر أو عام، متجاهلين كل القوى التى من مصلحتها ألا تتحقق الثورة والقوى الأخرى التى بطبيعتها انتهازية تحاول اختطاف الثورة، وسد الطريق على الثوار ناهيك عن سنوات التخلف التى عاشت فيها الجماهير المصرية واحتياجنا لقدرة هائلة لتحريكها، واستبدال وعيها التى أفلحت الحكومات السابقة فى تغييبه، إذن فأنا واحد ممن يؤمنون بأن النضال ليس له أزمنة محددة وأن القوى المنتصرة سوف تستمع بانتصارها وسوف تحاول صياغة موقف على هواها وحسب لتوجهاتها، وعلينا إذا كنا ثورا حقاً ومناضلين حقيقة، أن نتصدى لذلك، وأن نعرف أن بيننا وبين الجماهير انقطاعاً ومسافات علينا أن نصل لها وأن نعبرها حتى يعرف الناس من نحن إذ مازلنا نخاطب بعضنا البعض ونشرح الأمر للعارفين ونلعب دور الطليعة والجماهير معا، ولم نعرف على مدى التاريخ ثورة تمت أو انتصرت بدون أن تكون الجماهير عبوتها الأساسية، وقد جربنا ذلك فى الميدان لكن كانت هذه أشبه بالرقصة الرومانسية، أما تحريك الشعوب من شمالها إلى جنوبها بالمعنى الحقيقى ليتحول الجميع إلى جيش نحقق ما نحلم به فيحتاج عملا أكثر مشقة من تلك اللحظات «الحلمية» التى قضيناها سويا فى ميدان التحرير، لتنصرف الجماهير بعد ذلك إلى عملها ومعاناتها وحياتها السابقة.
محمود ياسين: أهلا بمناقشة الحريات فى البرلمان
أكد الفنان محمود ياسين أن أى تغيير فى النظام السياسى أو الاقتصادى يعنى أن تنتقل من نظام إلى نظام، والانتقال لابد أن يشهد مناقشات وخلافات، والجماعات الإسلامية، وتحديدا الإخوان المسلمين، ليسوا حديثى عهد، حتى وإن تمت مناقشة تشريعات فى البرلمان باعتبارهم حزب الاغلبية فأهلا ومرحبا بهم. وقال: «أنا عملت مع (أحمد رائف) أهم من كتب التاريخ الإسلامى الدرامى، وهو ذو ميول إسلامية فى 6 مسلسلات.
أحمد فؤاد نجم: لا أحد يقدر على تغيير الشعب المصرى
لا توجد مخاوف من صعود التيار الإسلامى إلى البرلمان وأرى أنها مسألة متعلقة بأمراض المثقفين، فلا أحد يقدر على الشعب المصرى ولا يتدخل فى مزاجه، أو يحد من حريته، الشعب المصرى متدين ولن يعلمهم أحد الدين الذى تربوا عليه، الإسلام فى مصر هو الإسلام الحقيقى، سافرت إلى الخارج وأشهد أنه لا يوجد دين إسلامى أو مسيحى إلا فى مصر، الدين فى مصر دين السماحة. أنا سعيد جدا بوصول الإسلاميين البرلمان، لأنهم سيأخذون فرصتهم وسنستريح، فإذا نجحوا سأكون أول من سيصفق لهم، وإذا فشلوا فسيكونون ضد أخذوا فرصتهم، لكن لا أحد، فى أى حال، يستطيع أن يغير من طبيعة المصريين، والذى سيفكر فى ذلك سيكون «بيلعب فى عداد عمره» وهل تصدق أنهم من الممكن أن يهدموا أضرحة لسيدنا الحسين والسيدة زينب، لو فعلوا سيكونون قد أقدموا على الانتحار، والناس لن تدعهم، سيقومون بطردهم وقتلهم فورا، مصر أكبر من السلفيين والإخوان والشيوعيين، الشعب مصرى أكبر من أى اتجاه سياسى.
بهاء طاهر: وجودهم تحد يرفع من مستوى الإبداع
الأديب بهاء طاهر يرى الأمر من وجهة نظر مختلفة قليلا، فيقول إن حصول الإسلاميين على غالبية المقاعد فى مجلس الشعب، بكل ما يمثله من مخاوف مشروعة لدى المثقفين والفنانين، يشكل تحديا أمامهم نحو مزيد من الإبداع فى مجالات الثقافة والفنون المختلفة، مستشهدا بما حدث فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، حيث شكل الحصار الأمنى فى عهدى الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات حافزا للأدباء والمبدعين نحو إنتاج المزيد من الأعمال بأشكال مختلفة ومتنوعة. وأضاف طاهر أن ما يجب على المثقفين والفنانين، شبابا وكبارا، هو مقاومة أى محاولة لانتزاع أدنى قدر من حرية الرأى والتعبير أو محاولة فرض أى قيود على الثقافة والفنون، قائلا: «يجب عليكم أن تقاوموا أى محاولة لفرض وجهة نظر أو قانون يحد من الحرية، سوف يستمر الشباب فى الصمود أمام تلك المحاولات.. وسوف نستمر فى الصمود إلى جانبهم حتى النهاية».
يوسف زيدان: الإسلاميون سيخسرون لو رفضوا الامتزاج مع نسيج المجتمع
قال الروائى يوسف زيدان إن فساد نظام مبارك ومن قبله حكم الضباط الأحرار أدى إلى تدهور اجتماعى كبير، فكان الموصوفون اليوم بالإسلاميين يلعبون دوراً واقعياً فى ضبطه والتخفيف من وطأته، فلما جاءت فرصة الانتخابات لأول مرة حدث خلط فى أذهان العوام بين ما هو اجتماعى (معروف لهم) وما هو سياسى (اختيار نائب فى البرلمان)، لكن هذاالخلط لن يطول.. فسرعان ما سوف تكتشف العامة من الناس أن أولئك «الطيبين» الذين كانوا يخفِّفون على الفقراء وطأة الظلم الاجتماعى ليسوا بالضرورة هم الأفضل للحكم السياسى، بل أكثر من ذلك سوف يطالبونهم بالكثير، ثم يكرهونهم! لأن الناس اعتادت أن ترى فى (الإسلاميين) بديلاً يسد النقص الناتج عن فشل برامج التنمية الحكومية، فإذا صار هؤلاء البدلاء هم اللاعب الرئيسى طالبهم الناس بإحراز الأهداف ورفع المظالم وإيصال الخير العام على نطاق واسع (مثلما كانوا يفعلون لهم من قبل على نطاق ضيق)، ولن يتهاون الناخبون مع الحاكمين الجدد، الذين سوف يرتدون عباءة «الحاكم» بكل ما تلقيه هذه العباءة من ظلالٍ على الواقع المؤهَّل تلقائياً لكراهية الذين يحكمون.
وأكد زيدان أن الموصوفين بالإسلاميين لم يتصدروا المشهد الانتخابى على هيئة واحدة، وليسوا جميعاً على قلب رجلٍ واحد حسبما يبدو من بعيد، فالسلفيون غير الإخوان، والجماعات السلفية متفرقة الرؤى وميَّالة بالطبع لإزاحة المختلف عنها والحذر من المؤتلف معها، وكذلك الحال عندالجماعة المسماة إجمالاً (الإخوان المسلمين)، فهم وإن ظهروا للناس بمظهر واحد يتمثل فى اللباس المدينى واللحية الخفيفة والوجه الهادئ (تمييزاً لهم عن اللحية الكثة والوجه المتجهم لمعظم السلفيين)، إلا أنهم فى واقع الأمر ذوو مشارب شتى، وقد صدرت قبل الثورة المصرية التى اندلعت فى يناير الماضى، ولم تخمد بعد كتبٌ كثيرة كتبها «الإخوان» ضد «الإخوان»، فضلاً عن الخلافات الواضحة بين «شباب الإخوان» من ناحية، ومن ناحية أخرى «شيوخ الإخوان».
وأوضح «زيدان» أن كل اتجاه دينى يلعب دوراً سياسياً، فهو يحمل فى باطنه بالضرورة بذور انشقاقه على ذاته.. لماذا؟ لأن المتصدر سياسياً باسم الدين ينظر لذاته على اعتبار أنه الناطق باسم الإله فى الأرض، ومن المنطقى أن يتقدم الموصوفون بالإسلاميين، فى أول انتخابات تجرى بين جمهور فيه أغلبية مسلمة، فهم من هذه الزاوية (المؤقتة) يكسبون، لكنهم بعد أول اختبار سوف يخسرون، ومن ثم فلا عجب أن (يكتسح) هؤلاء المشهد الانتخابى، فيكون هنا كما يوحى التعبير الإعلامى الساذج «المد الإسلامى»، ثم بعد «المد» يأتى «الجزر» لا محالة، وتنحسر الموجةُ بالطريقة ذاتها التى تمددت بها، وينعكس الحال بالآلية الديمقراطية ذاتها مع أى انتخابات تجرى بعد سنوات، اللهم إلا إن حدث واحد من أمرين، الأول: أن يتمازج «الإسلاميون» مع بقية النسيج الاجتماعى الذى أبرزهم، وهو نسيج إسلامى أصلاً، فلا يصيرون من بعد مستحقين لهذا الوصف الملتبس: «الإسلاميين»، والأمر الآخر: أن يلجأ هؤلاء المتصدِّرون إلى استعمال الحق الإلهى (المتخيَّل) والحق الانتخابى (الفعلى) فى هدم الآلية التى تصدروا بها المشهد السياسى
.
مجدى أحمد على: تطوعنا بالتخوف وسنخوض المعارك
قال المخرج السينمائى مجدى أحمد على: «بالتأكيد متخوفون، ونحن متطوعون بهذا التخوف، لأن لغة الحوار التى يتحدثون بها لغة مخيفة، لأن الفن الذى يعبر عن أفكار دعائية ويخضع لمعيار آخر غير الفن يصبح قضاء على الفن».
نحن مستمرون فى خوض المعارك: معركة الديمقراطية والحداثة والتغيير ومعركة الوطن.
داوود عبدالسيد: الثقافة فى خطر ويجب الدفاع عنها
يقول المخرج داوود عبدالسيد إن رأيه فى تخوفات المثقفين والفنانين من حصول الإسلاميين على غالبية مقاعد مجلس الشعب رأى بسيط، فهؤلاء النواب يمثلون أحزاباً لها وجهات نظر وقيوداً يريدون فرضها على الفنون المختلفة، وفى أفضل الأحوال تكون هذه الآراء عبارة عن تصريحات يخرج قيادات من يقولونها، سواء كانوا من الإخوان المسلمين أو السلفيين، لينفوا تلك التصريحات أو يقولوا إنها تعبر عن الرأى الشخصى لقائلها، وإن هذا لا يتوقف عند الثقافة فقط، بل يمتد ليشمل كل ما يخص تلك الجماعات، وكان آخر ما حدث من ذلك هو تصريح إحدى المسؤولات فى حزب الحرية والعدالة حول المسيرة النسائية التى خرجت أثناء أحداث مجلس الوزراء التى قالت فيها إن تلك المظاهرة «مدفوعة»، وهو ما نفته لاحقاً.
ويرى «عبدالسيد» أنه لا يمكن لأى فصيل إسلامى أن يتحدث عن حرية الرأى والتعبير.
ويبرز «عبدالسيد» مخاوفه من سيطرة الإسلاميين على البرلمان، فأصحاب وجهة النظر تلك فى الثقافة: «ماذا سيفعلون فى الثقافة عندما يشكلون حكومة؟!»، فالذين طالبوا بمنع أفلام وروايات «كيف سيكون شكل وزير الثقافة فى ظل حكمهم؟!».
يضيف «عبدالسيد» أن الثقافة فى المرحلة المقبلة فى خطر، ويجب الدفاع عنها وعن حريتها.
إبراهيم عبدالمجيد: يحاولون تنفيذ أجندة وهابية ولديهم مشكلة مع الفن العارى
يقول الروائى وصاحب دار بيت الياسمين للنشر، إبرهيم عبدالمجيد، إنه على الرغم من خطورة الأمر إلا أنه ينتقل بنا إلى منطقة مضحة، لأن القضايا التى يثيرها النواب الإسلاميون حول الفن والثقافة هى قضايا عفا عليها الزمن وتمثل محاولتهم لإثارتها عدم فهم عميقاً لمصر نفسها، خاصة مصر التى تشكلت بعد عهد إسماعيل باشا وثورة 1919. مشيرا إلى أن ما يفعله الإسلاميون فى مصر الآن هو محاولة لتنفيذ أجندة خارجية وهابية تعد نتاج ثقافة صحراوية ولا تمثل نتاج الإسلام، ولا تقترب من إنتاج المجتمعات المستقرة مثل مصر، فالمصريون من قديم الأزل رسموا ونحتوا وأقاموا الأهرام ولم يعبدوها، فالهرم على سبيل المثال مقبرة مبنية على شكل مثلث يتيح للروح الوصول للسماء فى أسرع وقت. فالمصرى نحت الأشياء ولم يعبدها، ولكن الصحراء فى الماضى كان وضعها مختلفاً، فكان يمكن لأى شخص أن يعبد ما ينحته نتيجة إحساسه بالوحدة. وعلى الرغم من هذا يرى عبدالمجيد أن هناك جانبا مؤلما لما يحدث، فالإسلاميون يرون أن ما تقوله أى شخصية فى أى عمل أدبى هو رأى المؤلف الخاص، وأن أى شخص يرى صورة سوف يثار جنسيا، ويبدو أن لديهم مشكلة كبيرة مع أى شىء متعلق بالجنس، فهم مثلا لا يرون فى الصور العارية إلا الجسد، فى حين أن من رسمها كان يقصد الروح لا المادة. ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من تغير تصريحاتهم الأخيرة والتى يريدونها أن تكون أقرب إلى الوسطية، إلا أن هذا لا يعقل لأن الواقع الذى اختبرناه معهم يقول عكس ذلك. فبدلا من أن يركزوا كنواب فى مجلس الشعب، الذى تشكل فى عام 2005 على قضايا مثل الصحة والطرق، كان تركيزهم منصبا على الأفلام والروايات.
ويجمل «عبدالمجيد» مخاوفه من وصول الإسلاميين إلى غالبية المقاعد فى مجلس الشعب فى محاولتهم إصدار قوانين للرقابة على السينما، وإعادة قانون الرقابة على الكتب، الذى ألغاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وفرض قوانين تتيح لهم التدخل فى الإعلام. ولكنه يقول إن وقوع هذا من غير المؤكد، لأن الثورة لن تستبدل استبداداً باستبداد آخر، وأنه يجب عليهم أن يدركوا أن الانتخابات شىء والشارع شىء آخر.
محمد هاشم: سنقاوم أى قمع باسم الدين
بدأ الناشر محمد هاشم، مالك دار ميريت للنشر، كلامه قائلا: «لن نرضخ لأى ضغوط»، مشيرا إلى أن مجلس الشعب الحالى هو «مجلس زيت وسكر ولحمة»، وأن الانتخابات التى جاءت بنواب المجلس الحالى مطعون على نزاهتها، حيث شهدت تزوير حوالى 9 ملايين صوت بالتوافق مع المجلس العسكرى وحزب الإخوان المسلمين «الحرية والعدالة»، مستشهدا بتصريحات الدكتور إبراهيم كامل عن وجود تلاعب فى بطاقات الرقم القومى فى الانتخابات.
وأضاف «هاشم» أنه حتى لو كان هذا الكلام غير صحيح، فإن مصر ستبقى فى النهاية مصر وليست السعودية، فمصر لن تكون فى يوم من الأيام وهابية، وأن أى محاولات لجرّ البلاد إلى هذا الاتجاه سوف تتم مقاومتها بشدة من قبل المثقفين الذين لن يرضخوا لأى محاولة للقضاء على حرية الرأى والتعبير فى مصر، فالثورة التى بدأت بشعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» لن تتنازل عن جزء مهم من حريتها، وهو حرية الرأى والتعبير والإبداع، وإن الثورة لم تقم لاستبدال ديكتاتورية نظام مبارك بديكتاتورية نظام دينى.
عماد أبوغازى: إذا لم نحافظ على حريتنا فلا نستحقها
متخوف ولست متخوفاً.. وارد أى قوى تصعد يكون لديها موقف متحفز من حرية الرأى والإبداع، وبالتالى تصدر تشريعات تقيد هذه الحريات، لكن ليس لدىّ تخوفات، لأن المبدعين والكتاب والمثقفين سيدافعون عن إبداعهم وحرياتهم، وهذه ليست المرة الأولى التى يحدث فيها الوقوف ضد حرية الرأى والإبداع، ففى عهد الخديو إسماعيل كانت هناك مضايقات وتشريعات ضد إصدار الصحف، وكذلك وقت الاحتلال الإنجليزى فى بداية القرن العشرين، وأيضا إسماعيل صدقى الذى وضع تشريعات تقيد هذه الحريات، وبعد انقلاب 1952 كانت هناك قوانين شديدة تقيد وتمنع هذه الحريات، فهناك تاريخ طويل من التقييد والمنع، وتاريخ طويل أيضا من الكفاح ومواجهة تقييد حرية الرأى والتعبير والإبداع، وإذا لم نستطع نحن كمثقفين الحفاظ على حريتنا وإبداعنا ومواجهة تقييده، فنحن لا نستحق هذه الحرية، وفى كل الأحوال تكون المعارك صعبة، ولابد أن نخوضها، كما أن التيارات الإسلامية ليست واحدة ولها رؤى متعددة للموضوع. وفى الفترة الأخيرة، رأيت فناً قدمه الإخوان المسلمون، وأرى أن هذا شىء جيد، وأتمنى أن يضع كل من المثقفين والتيارات الإسلامية رؤيتهم للإبداع ونترك الحكم للناس أن يختاروا بينهم.