استبعد مسعود أحمد، رئيس بعثة صندوق النقد الدولى لمصر، فرض أى شروط على مصر مقابل منحها قرضا تحتاج إليه بشدة لمساعدتها على خفض العجز الهائل فى ميزانيتها بعد عام من عدم الاستقرار.
وأكد «مسعود» فى حوار مع الكاتب الصحفى مجدى الجلاد على قناة الـ«cbc» أن اقتراض مصر من الصندوق الدولى سوف يحدث أثراً إيجابياً، ويساهم فى عملية النمو الاقتصادى الذى سيشعل الثقة لدى المستثمرين الأجانب، لتحسين الوضع الاقتصادى، وأعرب عن عدم قلقه من وصول الإسلاميين للسلطة، لأن الصندوق لا يهتم إلا بالسياسات الاقتصادية، كما قدم رؤيته للوضع الاقتصادى فى مصر، وكيفية خروجه من أزمته، وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى:
■ ما هدف زيارتكم لمصر؟
- كما تعلم، مصر تمر بمرحلة حافلة بالتحديات الصعبة، وعندما طلبت مساعدة مالية من صندوق النقد لمواجهة وضعها الاقتصادى، كان من الضرورى دراسة هذا الوضع عن قرب، وهو ما قمنا به خلال زيارتنا القصيرة، التى ستستمر لعدة أسابيع مقبلة.
■ هل لمستم إيجابية نحو الوضع الاقتصادى فى مصر؟
- ما أستطيع قوله، أن العام الماضى أجرينا عدداً من المشاورات، فى وزارة المالية والبنك المركزى، لإيجاد إستراتيجية واضحة لنا، إلا أن الفترة الحالية التى تشهد تباطؤاً فى النمو الاقتصادى وعدم خلق وظائف، علينا أن نتخطاها من خلال تهيئة جو مناخى ملائم لتنشيط الاقتصاد المصرى.
■ هل وضع صندوق النقد الدولى شروطاً لدعم الاقتصاد المصرى؟
- لن نفرض أى شروط، لأننا لا نحتاج إلى ذلك، الصندوق لا يحتاج إلى فرض أى شروط على مصر مقابل منحها قرضاً بقيمة 2.3 مليار دولار، وجميع الدول التى لجأت إلى الصندوق نجحت فى تجاربها، لأن الصندوق حريص على إجراء برنامجه على أكمل وجه، ولكننى لا أستطيع أن أطلعكم على تجارب الدول الأخرى.
■ ما هى الروشتة التى تقدمها لتحسين الوضع الاقتصادى؟
- هناك عدة قضايا صعبة ومعقدة ولا يمكن حلها فى وقت قصير، كما أن هناك قضايا ومشكلات اقتصادية، متمثلة فى الدعم بشكل عام، ودعم الطاقة بشكل خاص، والتشوهات الضريبية، وهى أمور لا يمكن حلها بشكل سريع، خاصة أنها مطبقة منذ فترة طويلة، إلا أنه يجب علينا وضع نماذج الدول الناجحة أمام أعيننا، التى استطاعت النهوض بإمكانياتها، مثل البرازيل والمكسيك وإندونيسيا، التى استطاعت معالجة دعم الطاقة بهدف إصلاحها.
■ هل طلبتم إجراءات محددة من الحكومة لملف «الدعم»؟
- مصر اقتصادها قوى ومالياتها ليست ضعيفة، وهذا لا يقلقنا، لأن الصندوق حريص على تحقيق مصلحة مصر، وأى عضو من أعضائه يتطلع لتحديد برنامج جيد وعرض تجارب الدول الأخرى ونتائجها، وأن تتبلور الإجراءات والتدابير فى أرقام توضح حل المشكلات الرئيسية وسد عجز الموازنة.
■ ما دوافع لقائكم بقيادات حزب الحرية والعدالة.. خاصة أنه لم يكن ضمن خطط الزيارة؟
- نحن نتطلع إلى لقاء جميع الأحزاب المصرية، وهدف الصندوق الأولى من ذلك هو فهم منظور القضايا الاقتصادية لدى الأحزاب، خاصة أنها ستسيطر على العملية السياسية فى المرحلة المقبلة، وهو ما يعطينا الفرصة للرد على أى تساؤلات لديهم من جانب الصندوق، وهذا الإجراء لم يحدث فى مصر فقط، وإنما فى عدد من الدول الأخرى لفهم هذه الأحزاب، لأنه كلما زادت مساحة الفهم بيننا استطعنا تنفيذ برنامجنا.
■ كيف ترى تأثير هذا القرض على مصر؟
- سوف يحدث أثرا إيجابيا، ويساهم فى عملية النمو الاقتصادى، وسيشعل الثقة لدى المستثمرين الأجانب، وهو ما نريده لتحسين الوضع الاقتصادى.
■ هل ما يحدث على أرض مصر له تأثير على صندوق النقد الدولى؟
- الصندوق الدولى منظومة تقنية، ونحن ننظر إلى البرنامج الاقتصادى، أما العملية السياسية فهى السياق الذى يتحرك فيه الاقتصاد، ومصر ليست الدولة الوحيدة التى واجهتها هذه المشاكل، وقمنا بعدد من المشاورات فى الصندوق لدعم الاقتصاد المصرى.
■ ألا توجد مخاوف من صعود التيار الإسلامى وسيطرته على التشريع فى المرحلة القادمة؟
- ليس لدينا مخاوف، لأننا نتعاون مع جميع البلدان فى أنحاء العالم، ولكل بلد طريقته فى تنظيم مجتمعه، ونحن نحرص على إجراء مشاورات مع هذه الأحزاب فى الفترة المقبلة.
■ هل لديكم جدول زمنى للقرض الذى سيقدم لمصر؟
- سنتبع برنامجاً أهم ملامحه جمع عدد من المعلومات، وهو ما سيقوم به زملاؤنا فى الصندوق، إلى جانب إجراء عدد من المشاورات مع أصدقائنا فى الحكومة المصرية، وهو ما سيستغرق عدداً من الأسابيع، إلا أن أهم ما يحتاجه الصندوق من مصر هو برنامج للإصلاح الاقتصادى، على أن تضعه السلطات وتتوافق عليه القوى السياسية، خاصة الأحزاب الممثلة فى البرلمان.
■ خلال زيارتك لمصر هل أنت متفائل بالوضع الاقتصادى؟
- الكل يعلم أن مصر تمر بمرحلة حرجة، وأمامها تحديات للنهوض بوضعها الاقتصادى خلال السنوات القادمة لكن من المهم ألا نفقد الرؤية الخاصة بالإمكانيات المتاحة أمام اقتصادها.