يا رفعت.. سلامتك
فجأة اكتشفناك بيننا
وأنك تحزم حقائبك
وبودك أن تغادر
لا تغادر.. لا ترحل
فلم يعد هناك أحد
أعرف تمام المعرفة
سنموت جميعا ونختفى
وسنترك الأشياء
والقصائد والأماكن
ويعانقنا الغياب
والنسيان
لم يبقى صاحب نغم
اصفر الورق ذبولا
يلفظ كل الكلمات
لم يعد يقوى يا صديقى
فهل تقوى يا رفعت؟
أنت صديقى وأصادقك
مع أنى لم أجلس
أمامك يوما
وهل أستحق
وكيف يكون حديثى معك؟
لم أدعى يوما
أنى قصيدة
تسير على قدمين
لم أدعى يوما جمالا
يبهر الناظرين
لم أدعى يوما
أنى أستنشق عبيرا
أنا شاعر هش
أنا إنسان هش
أهش على قصائدى
فتأبى
وكثيرا ما تعاركت
مع نفسى
.. ألا تخجلى
يا رفعت.. لم نجد
من يأخذ بيدنا
ولا يربت على أكتافنا
ماذا ستقول لى
وأنا استجدى حديثك
ماذا فعلت بنا يا رفعت
كيف روضت الكلمات
وأتتك القصيدة طائعة
لم أجرؤ أن أوقع
على استجداء
انقذوا رفعت سلام
انقذوا رفعت سلام
بل انقذوا أنفسكم التائهة
أيتها الأيام البائسة
لم يبقى لنا أحد
نجلس معه ونسأله
ليجيب رحل كل العظماء
وما بقى أحد
هلا بقيت يا رفعت؟
كن بيننا وفقط
حتى نشعر بسلام
ليس لنا من سند
صارت الكلمات شحيحة
والمعانى غائبة
يا الله.. يا الله
الزهور تختفى من حولنا
هلا أبقيت لنا رفعت سلام
هلا أشفيته
احفظ لنا زهرة برية
إن غابت
غابت نسمات الحياة
ما زال النيل يجرى
ما زال الدم يغلى
ما زال رفعت سلام يتنفس
ويبتسم لنا
قم بسلام
لم أجلس إليك بعد
لم تسمعنى بعد
لم تشبع منك مصر بعد
لمن الحياة
إن لم تكن لك
لمن نستمع
إن لم تكن أنت
ابق معنا
فالقصيدة دونك
غير موزونة
صحراء جرداء
لا تساوى أى شىء