فى ذاكرتى يَعْبُرُ الليل على شكل إنسان..
إنسان حبيب راكد فى أعماق روحى..
أتهجّى زمانه ومكانه كل يوم..
ولكنّه يعدو تائهًا إلى العدم..
أطارده بجنون امرأة عطشى..
فأراه يغيب فى الظلمة ويتلاشى..
يا طيف حبيبى.. يا ساكن الليل..
عُدْ إليّ قبل أن تكفهرّ كلماتى..
عُدْ إليّ قبل أن تذبل شفاهى من الجفاف..
عُدْ إليّ فعيونى جائعة إلى ضوضائك..
حلمى أنت.. فلا تتكسّر وتختفى..
أشعلْ شرارة العشق فى روحى..
تكلّل ببريق الحب ولهيب الشوق..
فانا أحبك.. أحبك حتى النخاع..
روحى تئنّ من وجع الفراق..
كيف أرتوى..؟ قل لى يا ليل..
يا ليل حبيبى السارح فى وهج القصيدة..
قل لى يا ليل.. لماذا يرحل حبيبى..؟
وقد كان يغنى لى أنشودة الفرح والحياة..
لماذا يرحل فى فضاء الكون ويبعثر كيانى..؟
قل لى يا ليل.. أيها المتجسّد على شكل إنسان..
لماذا تستفزّ جدار قلبى.. وتقهر وجدانى..؟
لماذا تغيب تغيب..
وتشرق تشرق فى فلك روحى..؟
من أنت ..
لتجعل روحى ترتعش من لوعة الانتظار..؟
من أنت لتدهشنى بلقائك.. وتقهرنى بفراقك..؟
لا أدرى.. ولا أريد أن أدرى..
من أنت.. ومن أنا..
دعنى أتأمّل صمتك وكفى..
دعنى أتلهّف لقاءك وكفى..
دعنى أراك ليلا فى ليلى..
فأنا عاشقة لسكون الليل..
عاشقة للقمر والنجوم..
عاشقة لطيفك الذى يزورنى كل يوم..
يا أيها الليل المتجسّد على شكل إنسان..
أنت حبيبى دائمًا.. وحبيبى هو أنت..!!