«سيدة اللؤلؤ فى العالم».. هكذا عرضت فى أبوظبى بالإمارات العربية المتحدة لؤلؤة تعتبر أقدم لؤلؤة طبيعية فى العالم بمتحف «اللوفر أبوظبى»، وهى المرة الأولى التى يتم عرضها على الجمهور منذ اكتشافها.
تم اكتشاف اللؤلؤة والتى تعرف باسم «لؤلؤة أبوظبى» فى موقع أثرى فى جزيرة مروة بالإمارات قبالة سواحل أبوظبى، عن طريق علماء الآثار أثناء قيامهم بأعمال التنقيب، وفقا لإدارة الثقافة والسياحة بالإمارة.
وكشفت تحليلات «كربون 14 المشع» أن الطبقات الصخرية التى نشأت فيها اللؤلؤة تعود إلى فترة تتراوح بين 5800 عام و5600 عام قبل الميلاد. لهذا يعتبر هذا الاكتشاف دليلا على أن الإمارات قد استخدمت اللؤلؤ والمحار منذ ما يقرب من 8000 عام مما يجعلها أقدم لؤلؤة يتم اكتشافها على الإطلاق كما أنها أول دليل على صيد اللؤلؤ فى العالم.
يبلغ قطر اللؤلؤة، التى تم اكتشافها فى عام 2017، أقل من ثلث السنتيمتر، تبدو بلون وردى هادئ. وتم عرضها نهاية الشهر الماضى والممتد إلى 18 فبراير فى متحف اللوفر أبوظبى بعنوان «10000 عام من الرفاهية».
يرى عبدالله خلفان الكعبى، مدير وحدة المسح الأثرى فى «دى سى تى» أن هذا الاكتشاف يؤكد أنه لاتزال أرض الإمارات تدهش العالم بما تحتفظ بها فى باطنها من كنوز.. يقول: «وجود اللؤلؤ فى المواقع الأثرية دليل على أن تجارة اللؤلؤ كانت موجودة منذ فترة ترجع إلى العصر الحجرى الحديث».
تشير المصادر والنصوص التاريخية الأخرى إلى أن أبوظبى كانت معروفة على نطاق واسع بلآلئها، وأنها كانت مركزا تجاريا رئيسيا لهم فى أوائل القرن السادس عشر. ووفقًا لـ DCT، فقد ذكروا أن تاجر الجواهر الفينيسية «جاسبارو بالبي» كان قد سافر عبر تلك المنطقة فى القرن السادس عشر، وكان قد ذكر الجزر الواقعة قبالة ساحل أبوظبى كمصدر للؤلؤ.
أيضا، اكتشف علماء الآثار فى الموقع القطع الأثرية المصنوعة باستخدام عظام الكائنات البحرية مثل الأسماك والسلاحف. ومن المحتمل أن يكون المحيط جزءًا لا يتجزأ من الحياة فى المجتمعات القديمة فى المنطقة ذاتها، وفقًا لما قاله الكعبى، الذى قال إن اللؤلؤ ربما استخدم فى أعمال مقايضة مع الحضارات الأخرى.
ويقول محمد خليفة المبارك رئيس «دى سى تى»: «لؤلؤة أبوظبى هى اكتشاف مذهل، وشهادة على الأصول القديمة لمشاركتنا فى البحر، وإن اكتشاف أقدم لؤلؤة فى العالم فى أبوظبى يوضح أن الكثير من تاريخنا الاقتصادى والثقافى الحديث له جذور عميقة تمتد إلى فجر ما قبل التاريخ». ويرى أنه كان من الممكن استخدام اللؤلؤ كمجوهرات وقتها، لكونهم أدركوا أنها من كنوز الأرض الفاخرة.
وكان اللؤلؤ قديما يتم اعتباره على أنه العمود الفقرى لاقتصاد المنطقة. ووفقا لـ DCT، فإن طواقم صيد اللؤلؤ ستقضى فترات طويلة فى الإبحار إلى أسرة المحار فى الخليج الفارسى الدافئ من خلال الغوص للوصول إلى المحار ثم يقومون بكسر قشرته للحصول على اللآلئ الطبيعية المُشكلة بالداخل.