أكد الدكتور رضا مسعد، مساعد وزير التربية والتعليم، أن هناك تعليمات واضحة من الوزارة، لمديريات التربية والتعليم بالمحافظات، بعدم التطرق للموضوعات ذات البعد الديني أو السياسي، وأضاف: «لكن الإدارات التعليمية لم تلتزم به».
من جانبه قال طارق الخولي، المتحدث الإعلامي لحركة «6 إبريل» الجبهة الديمقراطية، إن «ما ورد في هذه القطعة من اتهامات للحركة أمر يعكس أن مؤسسات مصر ما زال فيها مشكلة من الأشخاص القائمين عليها، والذين اعتادوا الانصياع وراء من يحكم والهتاف له، فنجدهم يهاجمون حركات سياسية كان لها دور رئيسي في الثورة، تاركين دم الشهداء يضيع، واكتفوا باختصار الثورة في المجلس العسكري، وذلك اتباعا للسياسة القديمة، مثلما اختصروا حرب أكتوبر في مبارك».
وأكد الخولي أن مثل هذه الامتحانات «يزيد من الإصرار بألا يكون يوم 25 يناير القادم احتفالية، لكن يوماً احتجاجياً على أداء المجلس العسكري، والمطالبة برحيله من الحكم».
من جانبه، أكد الدكتور كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن المعلمين «لا يوجد لدى أغلبهم وعي سياسي أو ثقافي، بحيث يستطيعون التمييز بين الأمور وتحليل ما يحدث، والكثير منهم يذهب وراء ما ردده المجلس العسكري على ضرورة وقف المظاهرات، مرددين أن البلد تنهار».
وتابع: «لا بد أن يخرج بيان واضح اللهجة من الوزارة برفض ذلك، لكنها تعاملت بنوع من غض الطرف على أساس أنها لا تملك شيئا لفعله».
فيما قال محمد وهبة، مدرس أول اللغة العربية بمدرسة «توفيق الحكيم الإعدادية بنات» بمحافظة الإسكندرية، إنه عندما وضع سؤال التعبير الذي جاء فيه «تحتاج مصر في هذه الأيام إلى العمل بدلا من المظاهرات التي تعطل الإنتاج»، كان هدفه التربوي منها توجيه رسالة للطلاب بضرورة حب العمل الذي يزيد الإنتاج مما يرفع من شأن مصر.
وأكد لـ«المصري اليوم» أنه في الوقت نفسه جاءت قطعة النحو في ذات الامتحان لتتحدث عن إنجازات الثورة وأن الأمل في الثوار، مؤكدا «أن أحدا لم يوجه له اللوم بسبب الامتحان، ولم يدل أي من موجهي المادة أو أولياء الأمور أو الطلبة بتعليقات على أسئلة الامتحان».
وفي الإطار ذاته أوضحت سحر محمد محمود، مدرسة اللغة العربية بمدرسة «القنايات الثانوية بنين»، أن وسائل الإعلام اتهمتها بأنها تصف الثوار بـ«المفسدين»، مؤكدة أن الجملة كانت «الثوار بل المفسدين»، وأضافت: «هذا يعني أنه نفى ما قبله، ويؤكد ما بعده، بمعنى نفي الفعل عن الثوار، وتوجيهه للمفسدين»، وعلقت: «لست مسؤولة عن عدم معرفة الآخرين بأبسط قواعد اللغة».
يذكر أن هناك عددا من الامتحانات التي أقحم فيها واضعوها رأيهم في أسئلة التعبير وقطع النحو، بطلب «توجيه رسالة شكر للمجلس العسكري لحمايته الثورة»، أو «اكتب أن المظاهرات تعطل حركة الإنتاج»، وانتقلت العدوى إلى امتحان اللغة الإنجليزية في إدارة «قوص» بمحافظة قنا في السؤال الخاص بقطعة الفهم، والتي جاء بها «الجيش كان يستطيع استخدام القوة ضد المظاهرات لكنه لم يفعل»، ويشار إلى وجود أخطاء لغوية في الامتحان.
وجاءت قطعة النحو الخاصة بامتحان الصف الأول الثانوي بمدينة «أوسيم» بالجيزة، باتهامات لحركتي «6 إبريل» و«كفاية» مثل: «إن ما يقوم به حزبا 6 إبريل وكفاية من محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب المصري والادعاء بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي ورجاله المخلصين من فلول النظام السابق، متجاهلين حماية الجيش لثورة 25 يناير.. أمر يتطلب الحذر والحيطة وعدم الانسياق وراء هذه الفتنة الضالة ذات الميول العدوانية والأجندات الخارجية والأغراض الشخصية»، وذلك حسب نص القطعة.