قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، إن العمليات العدائية التركية ضد الأراضي السورية سوف تؤدي إلى فرار عناصر داعش الذين يقبعون في السجون التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية، حيث ستقوم هذه القوات بإعادة انتشارها على الحدود بهدف عرقلة الاعتداءات التركية.
وأضاف المرصد أن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، كان قد حذر في مؤتمر صحفي عُقد يوم 11 أكتوبر في مقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، من كون الهجوم التركي «يعرض قوات سوريا الديمقراطية للخطر، فهي تخاطر بأمن معسكرات (داعش) وستزيد من زعزعة استقرار المنطقة».
وأكد المرصد أن العملية التركية تأتي في الوقت الذي دعا فيه زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، أعضاء التنظيم في خطاب له بعنوان «وقل اعملوا» نشر في 16 سبتمبر 2019 إلى «إنقاذ» عناصر التنظيم الإرهابي المحتجزين في السجون والمخيمات حتى يواصل التنظيم إعادة ترتيب صفوفه لاستكمال عملياته الإرهابية.
وأشار المرصد إلى أن العدوان التركي على الأراضي السورية يمنح التنظيمات الإرهابية الفرصة للهروب من السجون والمخيمات التي يعتقلون فيها.
كما أن العدوان التركي يؤدي لاضطراب الشمال الشرقي السوري وحدوث فوضى ناتجة عن عمليات القصف والنزوح وهو ما يوفر البيئة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في وسط الفوضى.
وبيَّن المرصد أنه منذ العدوان التركي على سوريا قد فر العديد من أعضاء التنظيم الإرهابي وأُسرهم، سواء من السجون أو المخيمات، حيث فر 5 من مسلحي التنظيم من أحد السجون في مدينة القامشلي، وكذلك هروب نحو 100 من نساء وأطفال مقاتلي تنظيم «داعش» من مخيم عين عيسى الذي تحرسه قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضح المرصد أن أعضاء التنظيم وأسرهم يقودون تمردًا في السجون والمخيمات منذ الاقتحام التركي للأراضي السورية، بهدف الهروب وإعادة ترتيب صفوفهم. وقالت الإدارة الذاتية الكردية لشمال سوريا في وقت سابق إن بعض أفراد أسر أعضاء الدولة الإسلامية تمكنوا من الفرار من مخيم عين عيسى بعد قصف من قوات تركية وجماعات معارضة سورية تدعمها أنقرة تتقدم في المنطقة.
كما قام أعضاء «داعش» بالتمرد ضد قوات الأمن الداخلي في الهول، وأشعلوا النار في الخيام وهاجموا المكاتب الإدارية والأمنية هناك بالحجارة والعصي.
وأكد المرصد على أنه بعد الخسائر البشرية التي تعرض لها التنظيم الإرهابي يعمل قائد التنظيم الإرهابي على حث مناصريه على ما سماه «إنقاذ» عناصر التنظيم الإرهابي المحتجزين في السجون والمخيمات حتى يواصل أعماله الإجرامية.
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن الهجوم التركي يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، ويسعى إلى توسيع النفوذ التركي باحتلال جزء من دولة عربية، بحجة مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية، في الوقت الذي تتعاون فيه تركيا مع فصائل مسلحة إرهابية كتنظيم «فتح الشام» التابع لتنظيم القاعدة وفصائل أخرى على علاقة بتنظيم داعش الإرهابي.