x

صحوة ضد الانتحار في اليوم العالمي للصـحة النفسية

المنظمة تعتبره أحد قضايا الصحة العمومية.. وتخصص 40 ثانية لتحسين الوعي وتجنب المشكلة
الجمعة 11-10-2019 07:18 | كتب: آية سامي, منة الله حسام الدين |
اليوم العالمي للصحة النفسية اليوم العالمي للصحة النفسية تصوير : اخبار

تعد الصحة النفسية جزءا لا يتجزأ من الصحة العامة، ولا يمكن للإنسان أن يشعر بالطمأنينة والسلام دون المحافظة على صحته، خاصة النفسية، حيث يؤدى التأثير على الصحة النفسية لخلل الحالة العقلية، ومشاكل عدّة أبرزها الاكتئاب والانتحار، وقد يعانى الشخص من القلق والحزن، وأحيانًا زيادة الاضطرابات تؤدى إلى الإدمان، فضلا عن قصور فى الانتباه وفرط فى الحركة وأحيانًا صعوبات فى التعلم واضطراب فى المزاج.

ولزيادة الوعى بأهمية الصحة النفسية والعقلية، حددت منظمة الصحة العالمية يوم العاشر من أكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمى للصحة النفسية، والتذكير بأهمية قضايا الصحة النفسية والعقلية حول العالم فى محاولة للتعريف بمخاطر التوتر النفسى، وذلك من أجل تحسين الصحة النفسية، ويتم الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 1992، بناء على مبادرة من الاتحاد العالمى للصحة النفسية.

اختارت المنظمة هذا العام، الدعوة إلى (التركيز على منع الانتحار)، كموضوع أساسى ورئيسى لإحياء هذه الذكرى خلال 2019، وذلك حسب الموقع الرسمى لمنظمة الصحة العالمية، ونادت المنظمة من خلال موقعها على تخصيص 40 ثانية للعمل يوم 10 أكتوبر، وذلك من أجل المساعدة على تحسين الوعى بأهمية عدم الإقدام على الانتحار والذى أصبح مشكلة عالمية من مشاكل الصحة العمومية، بجانب المساعدة على تحسين المعرفة بما يمكن عمله لمنع الانتحار، إضافة إلى المساعدة فى الحد من الوصم المرتبط بالانتحار، كما أضافت على موقعها أنه لا بد من تعريف الأشخاص الذين يميلون للانتحار أنهم ليسوا وحدهم.

كما أقرت المنظمة بأن الانتحار إحدى قضايا الصحة العمومية والتى يجب أن تحظى بالأولوية، حيث كان أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الانتحار تحت عنوان الوقاية من الانتحار.. ضرورة عالمية، والذى نشر فى عام 2014، بهدف زيادة الوعى وعدم الإقدام على الانتحار، ومحاولة جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمى.

والانتحار هو ذلك الفعل الذى يجعل الشخص يرتكب عمدًا قتل نفسه، وهو محاولة لوضع نهاية لألم لا يحتمل، ويعد الانتحار حاله من الهروب من الواقع وضغوط الحياة، وغالبًا ما يتعمد فعل ذلك بسبب اليأس والشعور بالضغط بشأن موقف ما، ويرجع ذلك إلى الكثير من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، ويعتبر الانتحار ثانى أهم سبب للوفاة فى العالم.

كما يعزى ارتكاب الشخص لذلك الفعل بسبب بعض الصعوبات والضغوط التى يواجهها فى الحياة مثل الأزمات المالية، أو مواجهة بعض المشاكل فى العلاقات الشخصية، والرغبة فى العزلة، وفقدان الأمل فى المستقبل، أو الشعور بعدم إمكانية التعامل عند مواجهة موقف ما.

وقد يكون من أسباب الإقدام على الانتحار أيضًا، مرض عقلى أو نفسى مثل الاكتئاب، أو الاضطراب ثنائى القطب والمسمى الهوس الاكتئابى، بجانب أنه أحيانًا عند تعاطى المخدرات تسبب بعض الهلوسات التى تساعد على الإقدام على الانتحار.

وعلى الرغم من أن هناك علاقة كبيرة بين الانتحار والاضطرابات النفسية، إلا أن هناك عددا من الحالات تحدث فجأة، فهناك تلك اللحظات التى تحدث بها أزمات مفاجئة تتسبب فى انهيار الشخص تمامًا وضعف قدرته على التعامل مع الموقف، مثل الأزمات المالية المفاجئة أو خسارة علاقة شخصية فتسبب الكثير من الألم بجانب أنه أحيانًا عند فقدان شخص عزيز تحدث صدمة نفسية وتوتر نفسى وحزن وألم مما يساعد على التفكير فى ذلك الفعل، أو إصابة الشخص بمرض عضال مما يساعد على اليأس والتفكير فى الانتحار.

وهناك عدد من الأعراض التى تظهر على الشخص الذى يفكر فى الإقدام على الانتحار، ولا بد للأسرة من الانتباه لها ومحاولة المساعدة على تجنب تلك الفكرة من خلال الحديث المستمر عن الانتحار، والانشغال الدائم بفكرة الموت، بجانب الانعزال ومحاولة البقاء بشكل منفرد، كما أن التغيرات المزاجية المفاجئة وغير المبررة تعد من المؤشرات الخطيرة، والشعور باليأس ووجود تاريخ مرضى مثل الاكتئاب.

ويجب عند ملاحظة أحد تلك الأعراض أن تقوم الأسرة على توفير الرعاية اللازمة لذلك الشخص مع تقديم الدعم المعنوى له، وعلى الرغم من أن الثقافة العامة فى مصر أنه لا وجود للأمراض النفسية إلا أن هناك الكثير من الحالات التى تحتاج إلى التشخيص والعلاج بشكل مبكر حتى لا يتفاقم الوضع ويتحول إلى التفكير فى الانتحار.

وهناك الهوس الاكتئابى والذى يعد مرضًا عقليًا خطيرًا من يعانى منه يتميّز بعدم اتّزان المزاج، وقد يكون المرض خطيرًا ويشكّل عائقا كبيرًا فى الحياة اليوميّة، كما أنّه يؤدّى بالشخص فى بعض الأحيان للقيام بأعمال غريبة وغير مسؤولة أو مدروسة العواقب، مثل الإقدام على الانتحار.

وهو يسمى أيضًا الاضطراب ثنائى القطب، إذ إن لهذا المرض قطبين أساسيين الأول هو الاكتئاب الشديد والقطب الثانى هو الهَوَس، وتساعد التقلبات المزاجية للمريض أن يفقد القدرة على السيطرة والتعامل بشكل طبيعى فى حياته اليومية.

وتختلف أعراض الهوس الاكتئابى من شخص لآخر من حيث شدتها فقد يحدث تغيير فى السلوك والذى يؤدى إلى الشعور بالهوس والاكتئاب الشديد، وتختلف أعراض الهوس عن أعراض الاكتئاب حيث يعانى المريض من تفاؤل شديد بجانب شعور بالحزن وفقدان الأمل واليأس، كما يعانى من ثقة شديدة بالنفس بجانب التفكير فى الانتحار، مع تزايد فى النشاط البدنى وإحساس بعدم الرغبة فى النوم.

ويعد الهوس الاكتئابى فى غاية الخطورة كونه يتسبب للمريض بتقلبات نفسية شديدة، بجانب عدة تغييرات فى كيميائية المخ، كما قد يؤدى إلى الانفصال عن الواقع، والمشكلة أن علاجه طويل وقد لا يشفى المريض منه أبدًا، وكل هذه الأعراض قد تؤدى إلى الإقدام على الانتحار.

ويدخل الاحتفال ضمن أسبوع التوعية بالصحة النفسية والمعروف باسم أسبوع التوعية بالأمراض العقلية المؤسس عام 1990 من جانب الكونجرس الأمريكى، لزيادة الوعى بالمرض العقلى.

والمرض النفسى، مجموعة من الظروف الصحية النفسية التى تسبب اضطرابات مزاجية وسلوكية وعقلية وتشعر المريض ومن حوله بالسوء، بجانب أن المرض النفسى يعوق المريض عن حل مشاكله وعيش حياته بصورة طبيعية ووجود دوافع للانتحار.

وتتباين وتختلف أعراض المرض النفسى وتتمثل تلك الأعراض فى الشعور بالحزن والتفكير المشوش وضعف القدرة على التفكير والمخاوف الشديدة والقلق والإفراط فى الشعور بالذنب وتقلبات مزاجية حادة وتجنب الأصدقاء والأنشطة المعتادة والإجهاد المستمر واضطرابات النوم وانعدام الطاقة واعتزال الواقع وصعوبة حل المشاكل وصعوبة الاستيعاب والغضب الشديد والعدائية والانتحار واضطرابات فى الأكل والدوافع الجنسية وأحيانا مشاكل جسدية كألم المعدة أو الظهر أو الصداع.

وللوقاية من هذا المرض، ذكر موقع psychology today عدة نصائح من بينها، التفكير بإيجابية من خلال استخدام كلمات تعزز مشاعر تقدير الذات والقوة الشخصية، الشعور بالامتنان نتيجة فعل أى شىء جيد لأن الامتنان يساعد فى تحسين الرفاهية والصحة العقلية، التركيز فى شىء واحد، ممارسة الرياضة بشكل منتظم لمدة 30 دقيقة لإنتاج إندروفين المخفف للتوتر والمحسن للمزاج، بجانب التعرض لأشعة الشمس للحصول على فيتامين د لزيادة مستوى السيروتونين فى الدماغ، تناول وجبات تحتوى على كميات معتدلة من الكربوهيدرات وتناول الأطعمة المحتوية على البروتينات والخضروات والفواكه وأحماض الأوميجا 3 لتحسين المزاج، تكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين، أخذ استراحة من المهام المكلف بها، الذهاب للفراش بشكل منتظم وممارسة العادات الصحية للنوم، المشى طويلا مع رفع الرأس عاليا يساعد فى تحسين المزاج بحسب دراسة، التوقف عن التقاط الصور التذكارية والتركيز على مشاكلك ومهامك، تجنب المماطلة بسبب الخوف والقلق، تجنب الأشخاص والعلاقات المحبطة، أخذ استراحة من مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل التكنولوجيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية