اشترى دراجة بخارية «اسكوتر» بنظام التقسيط، واشتغل بخدمة توصيل «أوبر»، ولم يدر بخلد الطالب الجامعى أن يتسبب ركنه للدراجة البخارية بمدخل العقار الذي يقطنه في قتله على يد نجل مالك العقار، إذ ضربه الأخير على رأسه بـ«شومة» ولاذ بالفرار، ليُسمى العقار بـ«برج الشهيد» في منطقة فيصل جنوب الجيزة.
«خالد النبيل»، 21 سنة.. عاد الإثنين الماضى من عمله مرهقًا، وأخبر حارس العقار «مصطفى»: «هركن السكوتر النهاردة بمدخل العمارة، لأن الجراج رفع أسعار الركن»، لينتهى الموقف بصعود خالد لشقته بالطابق الثانى ويبدأ في تبديل ملابسه استعدادًا للخلود إلى النوم- حسب والد المجنى عليه.
«النبيل»، والد المجنى عليه، كان عائدًا لتوه هو الآخر من عمله، فوجئ بركن الـ«سكوتر» بمدخل العقار، وكما يقول إنه استاء من المنظر العام، وبسؤاله لـ«البواب»: «إيه المنظر ده؟»، أجابه الحارس: «خالد صمم يركن الاسكوتر لحد بكرة، إلى أن يبحث عن جراج جديد».
والد المجنى عليه بصعوده للشقة نادى ابنه ووبخه لركن الدراجة بمدخل العقار، وقال له الابن: «مش بتعامل مع بتوع الجراج القريب من البيت، لأنهم كسروا مرآة الاسكوتر، ورفعوا سعر الركن»، إلا أن والده قال له: «انزل اركنها في أي مكان، ولا داعى لهذا المنظر»، فأجاب المجنى عليه من فوره: «حاضر». «النبيل» كان يتصور أن الموقف انتهى عند هذا الحد، لكنه فوجئ باتصال «محمد.س» نجل مالك العقار، على تليفون نجله «خالد»، موجهًا إليه سبابًا بألفاظ خارجة ويتوعده بالإيذاء. الأب نزل من العقار، فوجد المتهم في مواجهته، وعندما طالبه بالهدوء، قال المتهم وهو يمسك بـ«خنجر» مذهب ويلوح به في الهواء: «أقسم بالله هقتلك ابنك.. مش هغلب فيه»، فرد الأب: «واضح إنك واهم نفسك.. ولم تحترم شيبة شعر راسى». «مصطفى بركان»، أحد شباب المنطقة، طرق باب شقة المجنى عليه عقب المشادة الكلامية، وقدم نفسه لوالد المجنى عليه، قائلاً: «أنا مُعالج روحانى.. وأطلب منكم أن يتصالح الشابان، وما حدث كان ساعة شيطان»، اصطحب «بركان»، «خالد» ووالده، ليجلسوا أمام العقار ويبحثوا صلح الشابين، وكان نجل مالك العقار يتحدث في الهاتف ولا يعبأ بوجودهم، ما جعل والد «خالد» يستاء من سلوكه.
نجل مالك العقار قال: «إزاى تجرؤ وتشتمنى يا خالد»، ليرد: «لأنك شتمت أبويا أودام الناس.. وكنت ممكن أرد أكتر من كده»، ليقوم فجأة من جلسته وجرى لمدخل العقار، واستل «شومة» وانهال على «خالد» بالضرب حتى فقد الوعى.
«النية كانت غدرا وليس صلحًا».. قالها الأب بحسرة لمن «قدم نفسه» باعتباره معالجا روحانيا.
قسم شرطة الطالبية تلقى إشارة من مستشفى الهرم بوصول «خالد» مصابًا بكسر في الجمجمة، ولعدم وجود غرفة عناية مُركزة، تم نقله لمستشفى خاص طلب دفع مبلغ لم تستطع أسرة المجنى عليه توفيره، وتكاتف الجيران ودفعوا مبلغًا تحت الحساب لتجرى عملية جراحية للمجنى عليه.. والدة المجنى عليه استغلت استفاقة نجلها لدقائق عقب إجراء العملية للتحدث إليه، فقال لها الابن: «يا أمى أنا عطشان.. وسامحينى يا أمى».
طلبت الأم من الأطباء جرعة مياه لنجلها، لكنهم رفضوا، مبررين: «مينفعش يشرب.. ولسه فيه آثار للبنج»، والأم لم تستطع: «أبل شفايف ابنى بالمياه».
الأم المكلومة طلبت من نجلها: «يا حبيبى معملش دوشة، المرضى جنبك عاوزين راحة»، قال الابن المجنى عليه لأمه: «خلاص يا ماما أنا هسكت خالص». ورفضت أسرة المتهم التعليق عن الاتهامات المنسوبة لنجلهم، وأثنى الجيران على سلوك المجنى عليه، وبعضهم استاء من المتهم.