x

«أبو آدم» يستعين بـ«مسجل» ليقتل «طبيب فيصل» ويبلغ الشرطة

زوجة المتهم: زوجي كان بينام للمغرب.. وبمسح سلالم علشان أربي عيالي
السبت 05-10-2019 22:58 | كتب: محمد القماش |
«أبو آدم» يستعين بـ«مسجل» ليقتل «طبيب فيصل» ويبلغ الشرطة «أبو آدم» يستعين بـ«مسجل» ليقتل «طبيب فيصل» ويبلغ الشرطة تصوير : اخبار

شهرته «أبوآدم»، رجل ثلاثينى، فقد عمله كسائق ميكروباص، قبل عدة أشهر، فلجأت زوجته إلى تنظيف العقار الذى يقطنانه بمنطقة فيصل، على أن يتولى الزوج مسؤولية تحصيل الإيجار من السكان وإرساله إلى مالكيه، فطمع الزوج فى سرقة «طبيب أسنان» من سكان العقار، معروف بـ«الدرويش»، بعدما لاحظ ثراءه، مستعينًا بمسجل خطر ليشتركا معًا فى قتل الطبيب، وسرقة 1150 جنيهًا و3 هواتف محمولة، حسب أقوال شهود العيان وتحقيقات وتحريات أجهزة الأمن والنيابة العامة.

المتهمان «شريف» و«أبوآدم» استغلا وجود حفل خطبة وزغاريد وأصوات «دى جى» بالعقار، الجمعة قبل الماضى، وتسللا إلى شقة «دكتور صفوت»، وعندما فتح لهما الباب كبّلا يديه وقدميه، وكتما أنفاسه حتى مات، واستوليا على المسروقات.

صلاح سيد، مالك العقار، حكى تفاصيل حياة «الطبيب الدرويش»، قائلًا إن الأخير كان يعمل بإحدى دول الخليج «طبيب أسنان حر»، وعاد إلى القاهرة 2006، وفى العام التالى تزوج وانتهت زيجته بالطلاق، ليُصاب الدكتور صفوت بـ«خفة عقل»، ويطلق عليه الصبية فى المنطقة اسم «الدرويش»، فكان يرتدى دائمًا جلبابًا لا يبدله بالأسبوعين أو أكثر، ويحمل فى يده «هاند باج» وزجاجة مياه وأوراقًا كثيرة، ولا أحد يعرف ما بداخلها.

يتذكر «صلاح» فى حزن أن «الطبيب» كان يخرج من منزله فى الثامنة صباحًا، ويعود مع حلول المغرب، وعندما يسألونه: «كنت فين يا دكتور؟»، يرد عليهم: «كنت عند بابا فى باب الشعرية».

الدكتور صفوت حضر إلى المنطقة، قبل عامين، ولم يرَ أحد من الأهالى أقرباء له، ولم يزُرْه أو يطمئن عليه أحد، وحسب «المالك»: «كانت أحواله تصعب على الناس كلها»، لذا كانوا يأخذون كلامه عن زيارته لأبيه باعتباره «هلاوس».

الدكتور «صفوت» سكن لمدة عام بالعقار الذى يمتلكه «صلاح»، ويقول الأخير إن السماسرة كانوا يعرفون المجنى عليه، ويقولون: «إنه دكتور مجذوب»، وكما يؤكد: «خلال فترة سكن (صفوت) عانيت كثيرًا من تصرفاته.. فكان يقول إن لصوصًا سرقوا أشياءه وأوراقه، وعندما نتحقق من كلامه نتأكد أن الأشياء فى مكانها». وعندما بدأ مالك العقار يتتبع مخاوف «الدكتور صفوت» وجد سببها أن عددًا من الصبية كانوا يستغلون وهن الدكتور وعدم قدرته على مقاومتهم، ويستولون على أشيائه، وكان ذلك خلال فترة سكنه بأحد العقارات بمنطقة كعابيش.

«أم رضوى»، جارة المجنى عليه، قدمت تفسيرًا لإصابته بمرض نفسى، فقالت: «زوجة الطبيب انفصلت عنه، وأخذت أولادهما وسافرت أوروبا»، فيما قالت «الحاجة علياء»: «الزوجة والأولاد لقوا مصرعهم فى حادث سير لتحدث صدمة نفسية للطبيب».

«أبو آدم» يستعين بـ«مسجل» ليقتل «طبيب فيصل» ويبلغ الشرطة

«أم رضوى» اشتمت رائحة كريهة، الأحد الماضى، لم تستطع تفاديها بأى طريقة، فنادت «أم آدم»، زوجة المتهم، وقالت لها: «تعالى نشوف فوق السطوح، يمكن فيه كلب أو قطة ميتة، ولم تعثرا على شىء».

جارة المجنى عليه فوجئت بحضور الشرطة برفقة المتهم «أبوآدم»، الذى قال لهم: «العمارة كلها ريحة مقلوبة.. أشتبه فى وجود جثة».

الجارة تقول إن ضباط الشرطة ارتدوا كمامات ليقاوموا الروائح الكريهة، ومثلهم فعل «أبوآدم»، حتى دخلوا شقة المجنى عليه، ووجدوا الجثة مُسجاة على الأرض، ومُكبّلة اليدين والقدمين والفم مكتوم.

الشرطة فحصت الشقة، فلم تجد آثار بعثرة، «يعنى الدخول كان بطريقة عادية»، وعثروا على أوراق وجواز سفر المجنى عليه، وتأكدوا من مهنته «طبيب حر».

فريق البحث الجنائى مكث بمكان الجريمة نحو 3 أيام- وفقًا للجارة «أم رضوى»- وكان المتهم «أبوآدم»: «رايح جاى عليهم بالشاى والقهوة.. وبينفذ طلباتهم.. وفى النهاية طلع هو القاتل مع صديق له!».

تحريات المباحث دلت على أنه بتتبع هواتف المجنى عليه، توصلت أجهزة الأمن إلى أن أحد الهواتف بحوزة المتهم الثانى «شريف»، وبضبطه فى منطقة مصر القديمة أقرّ بارتكابه الجريمة، بالاشتراك مع المتهم الأول، جار المجنى عليه، حيث قال المتهم: «هو اللى قال لى: الراجل معاه فلوس كتيرة.. وليس له أهل ولا أحد يسأل عنه».

الجريمة تركت أصداءً حزينة بالمنطقة، وحزن الجيران لأحوال زوجة المتهم الأول، التى اعتزلت الناس، وقالت: «زوجى أحواله تدهورت بعدما ترك العمل.. وكان ينام لحد المغرب، ولجأت لتنظيف السلالم لكى أجد أى مال أصرفه على الطفلين، فعندى طفلان أكبرهما (آدم)، 12 سنة، ترك دراسته لضيق ذات اليد، ليعمل بإحدى الورش، فضلًا عن بنت عمرها 8 سنوات، وأنا حامل فى طفل سأضعه خلال الفترة المقبلة، و(عاوزة أربى العيال)».

أمام الشقة محل الجريمة، كانت الروائح الكريهة تنبعث، رغم حمل جثمان المجنى عليه إلى مشرحة زينهم، وكان الجيران يشعلون البخور فى محاولة لإبعاد تلك الروائح، وقرر عدد منهم ترك شقته فى الفترة الحالية، فيما أعلن آخرون أنهم سيتركون العقار.

وقال تقرير الطب الشرعى الأولى إن المجنى عليه أُصيبت جثته بتحلل رمِّى لمرور أكثر من يومين على تركها بالشقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية