كان الجمعه يوماً مختلفاً، فلم يقف متظاهرو ميدان التحرير فى «جمعة الإصرار والتطهير» يداً واحدة كعادتهم، كانوا مختلفين فى كل شىء: فى مطالبهم وفى الشعارات التى رفعوها وإن اتفقوا فى أشياء أخرى. انقسم الميدان إلى نصفين، الأول للأحزاب والقوى السياسية وائتلاف شباب الثورة، والثانى لجماعة الإخوان المسلمين التى أعلنت مشاركتها ليلة المليونية، وكانت لكل منهما منصة، فبينما تجمع الإخوان على منصة مقابلة لمسجد عمر مكرم، وقف شباب الثورة على المنصة الرئيسية المقابلة للجامعة الأمريكية.
المطالب التى هتفت بها كل منصة كانت أيضاً مختلفة، فبينما طالبت المنصة الرئيسية «بالدستور أولاً» وهاجمت الحكومة وطالبت برحيلها، دافعت منصة «الجماعة» عن حقها فى احترام استفتاء 19 مارس، وأعلنت دعمها الكامل للمجلس العسكرى وحكومة عصام شرف. ورغم اختلافهما على بعض المطالب فإنهما اتفقتا على مطالب مشتركة، وهى: ضرورة محاكمة المفسدين وعودة الأموال المهربة للخارج والثأر لأسر الشهداء وإعادة محاكمة الضباط المتورطين فى قتل هؤلاء الشهداء.