x

حاتم المليكي مدير حملة نبيل القروي: «إخوان تونس» وراء فشل البلاد (حوار)

السبت 21-09-2019 23:04 | كتب: خالد الشامي |
حاتم المليكي مدير حملة المرشح الرئاسي التونسي نبيل القروي حاتم المليكي مدير حملة المرشح الرئاسي التونسي نبيل القروي تصوير : اخبار

قال حاتم المليكى، مدير حملة المرشح الرئاسى التونسى نبيل القروى، إن هناك تعنتا سياسيا من قبل الائتلاف الحاكم المتمثل فى حزب حركة النهضة (إخوان تونس)، وكذلك رئيس الحكومة يوسف الشاهد، متهما إياهم بالتسبب فى سجن رئيس حزب «قلب تونس».

وأضاف المليكى، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن القروى، المسجون بتهمة غسل الأموال، وحصل على المركز الثانى فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنسبة 15.8%، لا يستسلم.

وأرجع خسارة «الإخوان» إلى عدم إقناعهم للشارع، متهما حزبهم «النهضة» بالمسؤولية عن الفشل السياسى وتردى الأوضاع الاقتصادية فى تونس.

وإلى نص الحوار:

■ كيف استقبلتم نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية؟

- نتائج الانتخابات كانت متوقعة لدينا، وكذلك توقعنا قبل المؤشرات الأولى صعود المرشح الرئاسى قيس سعيد، فكل المؤشرات وقياسات واستطلاعات الرأى كانت تسير فى هذا الاتجاه، لكننا كنا ومازلنا على قناعة بأن السلطات لو سمحت ومكنت نبيل القروى من المشاركة فى المناظرات التليفزيونية مثل باقى المرشحين، لصعد مرشحنا للمركز الأول، وما حدث هو إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص، على الرغم من أن قاضى التحقيق فى قضية «نبيل» المحبوس فيها بتهمة «غسيل الأموال» لم يوجه له التهمة، ما يعنى أنه برىء، لكن قرار التحفظ فى السجن كان قرارا سياسيا بامتياز، رغم احترامنا وتقديرنا للقضاء التونسى، لكن مازلنا نطالبه بالإفراج عن القروى حتى يمارس حقوقه السياسية والقانونية، التى يكفلها له، على الرغم من رفض هذا الطلب أكثر من مرة.

■ وكيف تلقى مرشحكم خبر وصوله للمركز الثانى بنسبة 15.8% من إجمالى الناخبين؟

- مرشحنا تلقى خبر وصوله إلى جولة الإعادة من السجناء فى محبسه، وأبدى فرحته بذلك، لكن تلك الفرحة كانت ممزوجة بالحزن على ما يحدث فى البلاد من اضطهاد سياسى له، لذلك قام ببعث رسالة شكر وعرفان إلى مؤيديه وأنصاره على ما قدموه له، داعيا إلى فتح صفحة جديدة من أجل مستقبل تونس.

■ كيف يعيش حياته الآن فى السجن؟

القروى يعيش حياة ليست طبيعية، على الرغم من كونه مسموحا له برؤية هيئة الدفاع عنه وكذلك أسرته وزوجته التى تزوره مرتين أسبوعيا، فضلا عن أعضاء الحملة، لكننا قلقون على صحته، رغم كونه من المفروض أن يتمتع بالحماية الرئاسية باعتباره مرشحا فى جولة الإعادة.

■ برأيك كيف حصلتم على الأصوات التى أهلت القروى للوصول إلى جولة الإعادة؟

- البرنامج الانتخابى للقروى خاطب نبض الشارع التونسى، ووجود القروى داخل السجن لم يمنعه من توصيل برنامجه القائم على العدالة الاجتماعية وتحسين الاقتصاد، فهو يعبر عن آراء الشارع التونسى، كما أنه قائم على ترتيب الأولويات وبناء دولة عصرية.

وقدمنا للمواطنين رؤية جديدة تعتمد على فهم دقيق للتحديات والمخاطر التى تواجهها تونس، فرؤيتنا تتمثل فى المحافظة على الدولة بكافة مؤسساتها، والعمل على ترتيب الأولويات والتنمية الاقتصادية، فتونس تحتاج مراجعات جذرية لإدارة الشأن العام.

■ هل هناك بوادر لخروج مرشحكم من السجن؟

- الأمر ليس بأيدينا ولا نملك إلا تقديم المزيد من الطلبات، وطالبنا كل الجهات الرسمية المعنية من أجل العمل على إخراج القروى، حتى يتمكن من ممارسه حقه الانتخابى، حيث حرم من التصويت فى الجولة الأولى، ونتمنى من كافة الأطراف السياسية الفاعلة فى تونس أن تتجاوب بشكل عقلانى للضغط على المسؤولين بضرورة الإفراج، حتى تعطى تونس رسالة إيجابية للعالم بأنها تحترم إرادة الناخبين، لكننا نرفض أن تتم عملية الإفراج تحت «الطاولة» فلم نتفاوض مع أى جهة سياسية، لأن الأمر مسألة صورة وطن أمام دول العالم أجمع.

■ ماذا سيحدث فى حالة فوز القروى بجولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية؟

- الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كانت واضحة فى المؤتمر الصحفى الذى أعلنت فيه نتيجة الجولة الأولى، فلو حصل القروى على الثقة، سيتسلم مهام منصبه وسيتم حفظ كافة الملاحقات القضائية، وسيكون رئيسا لكل التونسيين بموجب الدستور والقانون بعد الإفراج عنه لتمتعه وقتها بالحصانة الرئاسية، لكن المشكلة التى تواجهنا الآن هى كيفية تمكين القروى من ممارسة حقه.

■ هل حصلتم على تأييد أحزاب كما حصل قيس سعيد؟

- ما يهمنا الآن هو الإفراج عن القروى قبل الدخول فى مرحلة الإعادة، فلم يعد هناك وقت، والأهم هو تمكين مرشحنا من مخاطبة أنصاره وجمهوره، وليس الحديث عن تحالفات حزبية، وإن كنا تحدثنا مع كافة الأحزاب والتيارات السياسية من أجل الضغط للإفراج عن القروى، فلم ولن نتحدث مع حزب حركة النهضة «إخوان تونس».

■ لكن لماذا لم تتحدثوا مع «النهضة»؟

- النهضة (إخوان تونس) عنوان الفشل الرئيسى فى السياسات التونسية، فقد كانوا وراء القانون الانتخابى الإقصائى، وما تبعه من توترات فى المشهد السياسى، فالنهضة خصم سياسى وليس عدوا، ونختلف معهم فيما يتعلق بإدارة أمور الدولة والمحاصصة الحزبية وانتشار الفساد والفقر وهشاشة الدولة، فنحن نريد دولة قوية ومتماسكة.

■ كيف تتحدثون عن مكافحة الفساد ومرشحكم متهم فى قضية «غسيل أموال»؟

- القضية المتهم فيها القروى تم رفعها من قبل منظمة مجتمع مدنى، وهناك أيضا دعاوى قضائية مرفوعة من نفس المنظمة ضد رئيس الوزراء يوسف الشاهد، والمرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية، وأحد وزرائه، لكن لم ينظر إلا فى قضية «نبيل»، وقاضى التحقيق لم يجد أشياء مخالفة، فيما تم التحفظ عليه فى شهر يوليو الماضى، ولم ينظر فى قضيته إلا بعد إعلان رغبته الترشح للانتخابات الرئاسية، فهل هذا معقول؟ وفى المقابل لم ينظر فى قضية الشاهد.

■ كيف ترون ثورة تونس خاصة أن البعض يتهمكم بأنكم ضدها؟

- نحن نرى ما حدث ثورة بالمعنى الحقيقى، لكن لدينا رؤية تتعلق بالأولويات، فالإصلاح الاقتصادى له الأهمية والأولوية فى العمل، وإن لم تترجم برامج وأهداف الثورة فى تحقيق سبل المعيشة الجيدة للمواطنين، ولو كانت الثورة تهدد المسار الديمقراطى، فنحن لسنا معها، فما حدث فى يناير 2011 ثورة حقيقية، لكننا نرفض تهديدات المحسوبين عليها بقطع العلاقات مع دول أو الدخول فى خصومات، فهذا يؤثر سلبا على مصلحة البلاد.

■ كيف ترى سماح السلطات التونسية لمرشحكم بالمناظرة مع قيس؟

- بالطبع ليس لدينا أى مانع من إجراء العديد من المناظرات التليفزيونية وإن كانت واحدة تكفى، أسوة بالفرصة التى حصل عليها كافة المرشحين الرئاسيين قبل الجولة الأولى، لذلك من حق القروى أن يخاطب الشعب الذى من حقه أيضا أن يتعرف على كلا المرشحين من خلال مناظرة مع قيس لتوضح طريقة تفكير كل منهما، فضلا عن برامجهم الانتخابية، ونحن مستعدون لذلك، وليس من المتصور وكذلك من غير المقبول أن يكون هناك مرشحون فى جولة الإعادة أحدهما حر طليق، وآخر فى السجن محروم من كافة حقوقه، فما حدث مع القروى، من منعه حق التصويت فى الجولة الأولى، يعتبر تعنتا سياسيا من الائتلاف الحاكم سواء حركة النهضة، أو رئيس الحكومة يوسف الشاهد، فعلى الجميع احترام نزاهة وشفافية الانتخابات والعمل على توفير تكافؤ الفرص، من أجل الحفاظ على التداول السلمى للسلطة.

كما أن موافقة السلطات التونسية على تمكين «القروى» من المشاركة فى المناظرات إما بالحضور فى الاستوديوهات المركزية أو التسجيل والبث المباشر من داخل سجنه، يعتبر سابقة لم تحدث من قبل ونؤيدها بشدة وطالبنا ذلك مرارا وتكرارا، كما نؤيد بيان التليفزيون التونسى، ومخاطبته الجهات المعنية سواء من وزارة العدل والإدارة العامة للسجون بالسماح بإجراء المناظرة.

■ ما أبرز ملامح شخصية القروى؟

- القروى شخص مثابر وطموح وناجح، ولا يستسلم أبدا، كما أنه عنيد من أجل تحقيق أهدافه وأهداف وطنه، فأنا أعرفه منذ سنوات عديدة بسبب عملى على مدار 25 سنة فى مجال التنمية المحلية والاقتصادية، حتى قمنا معا بتأسيس حزب «قلب تونس».

■ كيف تقرأ خسارة المرشحين الآخرين؟

- هذا أمر طبيعى فالنهضة، على سبيل المثال، لم تتمكن من إقناع الناخبين، حيث لم تحقق لهم حياة أفضل منذ عام 2011، فهى مسؤولة عن فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية، كذلك كل المرشحين الذين تحالفوا معها فى السابق رفضهم الشعب، وأعطاهم درسا قاسيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية