x

وزير الأوقاف: ضياع الوطن يعني الهوان والحسرة على مرابع الصبا وفقدان الأهل والأحبة

نبحث عن الفهم الصحيح للدين بتقويم ما اعوجّ من الأفهام ولا نخترع دينًا جديدًا
الأحد 15-09-2019 12:22 | كتب: أحمد البحيري |
مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تصوير : طارق وجيه

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه يجب الولاء والانتماء للوطن، وإيثار مصالحه العامة على المصالح الخاصة والشخصية، وإدراك أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأن كل ما ينال من قوة الدولة أو كيانها يتنافى مع كل الأديان والقيم الوطنية والإنسانية، فالتضحية في سبيل الوطن والشهادة في سبيله من أعلى درجات الشهادة في سبيل الله (عز وجل).

وأضاف الوزير، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الإسلامى الدولى الثلاثين الذي تنظمه وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية تحت عنوان «فقه بناء الدولة»، الأحد: «لا بقاء لأمة أو حضارة بلا قيم ولا أخلاق، فالأمم التي لا تقوم ولا تبنى على القيم والأخلاق تحمل عوامل سقوطها في أصل بنائها وأسس قيامها، ومصيرها إلى الزوال والاندثار.. وعلينا أن نفرق بوضوح بين فقه الدول، والوعي بالتحديات التي تواجهها، وسبل الحفاظ عليها، ومشروعية الدفاع عنها، وبين نفعية الجماعات المتطرفة التي تعمل على إضعاف الدول، قصد الإيقاع بنظامها وإحلال الجماعة محله، حتى لو أدى ذلك إلى إسقاط الدولة أو محوها من خارطة العالم، بتفكيكها إلى كيانات صغيرة لا تنفع ولا تضر، أو حتى بشطبها نهائيًّا من عالم الوجود كدولة، بتمزيق أوصالها وتذويبها في أمم أخرى أو ثقافات أخرى، فهذه الجماعات لا تقوم إلا على أنقاض الدول، ومصلحة الجماعة عندهم فوق مصلحة الدولة، ومصلحة التنظيم فوق مصلحة الأمة، بل فوق كل المصالح المعتبرة».

وتابع: «محاولة الجماعات الإرهابية إعادة تمركز عناصرها في نحو 52 دولة لإعادة بناء صفوفها والانقضاض على ما تستطيع من الدول حال ضعفها، يتطلب منا العمل الجاد والمواجهة الشاملة لتفنيد أباطيلها وأغاليطها المنحرفة المدمرة للأوطان والدول، فهذه الجماعات أدوات مستخدمة لصالح أعداء ديننا وأمتنا العربية والإسلامية.. ونؤكد أن فقدان الوطن يعني فقدان الذات، وفقدان الهوية، وفقدان الدفء، وفقدان الأمان، ضياع الوطن يعني ضياع كل شيء، يعني الهوان، والشتات، والغربة، والحسرة على مرابع الصبا، ويعني بالضرورة فقدان كثير من الأهل والأحبة ورفقاء الدرب والعمر»، موضحا: «وقد قالوا (إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل لوطنه فانظر إلى مدى ولائه له وحنينه إليه، فمن لا خير لوطنه فيه فلا خير فيه أصلا)».

وأشار إلى أن التاريخ البشري على اختلاف دوله وعصوره ذكر نماذج مأساوية لفقدان الوطن، وما تعرض له فاقدوه من ذل وهوان، حيث يقول أبوالبقاء الرُّنْدِي في وصف ما حل ببعض ملوك الطوائف نتيجة فقدان الوطن: «بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم.. واليوم هم في بلاد الشر عبدان»، مع استماحة أبي البقاء عذرًا لما أجريته من تعديل في بيته.

وأوضح: «باستقراء التاريخ نجد أنه لم تسقط دولة من الدول إلا كانت الخيانة والعمالة أحد أهم أسباب سقوطها وتشرذمها، ما يقتضي التنبه لخطورة الخونة، والعملاء، والمأجورين، ويتطلب أن يكون صوت الدولة عاليًا وقويا، وسيفها مصلتا على رقاب كل الخونة والعملاء، ومن يدعمهم، أو يأويهم، أو يتستر عليهم، لأنهم خطر داهم على الدين والدولة».

وقال الوزير: «نحن لا نخترع دينًا جديدًا ولن يكون، ولن نسمح بالمساس بثوابت ديننا ولن يكون، إنما نبحث عن الفهم الصحيح للدين، بتقويم ما اعوجّ من الأفهام، وتصحيح ما انحرف من مسارات الفهم عن عمد أو جهل، ومهمتنا نفي انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وتحريف الغالين، والمتاجرين بالدين، وقطع دابر التطرف الفكري وسد منافذه، وعدم السماح باكتساب المتطرفين أرضًا جديدة، بل العمل على محاصرته والقضاء على تطرفهم، حيث كانوا.. وهذا يتطلب أن نكون على يقظة تامة، وألا نغفل عن قضيتنا أو تغفو أعيننا عنها، حيث يقول الحق سبحانه (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً)، ولا شك أن العلم والفكر والثقافة أحد أهم أسلحتنا في مواجهة التطرف والإرهاب، وهو ما يتطلب منا جهودًا مضنية لتصويب ما حرفته الجماعات المتطرفة من مفاهيم الخطاب الديني السمح الرشيد».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية