x

القيادي بحزب النهضة عبدالفتاح مورو: لسنا حركة «إخوانية» دعوية.. ونحترم مدنية الدولة (حوار)

السبت 14-09-2019 23:43 | كتب: خالد الشامي |
عبدالفتاح مورو عبدالفتاح مورو تصوير : اخبار

قال المرشح الرئاسى التونسى عبدالفتاح مورو، القيادى بحزب «النهضة» (الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس)، رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) بالإنابة، إن قرار ترشحه لانتخابات الرئاسة التونسية، جاء استجابة لقرار مجلس شورى الحزب وبتزكية رئيس الحركة، راشد الغنوشى.

وأضاف مورور، في حوار لـ «المصرى اليوم»، أن حركة النهضة حزب مدنى وليست حركة إخوانية دعوية، مشيرا إلى أنه تربطه علاقة صداقة مع الرئيس التونسى الراحل الباجى قايد السبسى، رغم وجود خلافات سياسية.

وأكد مورو أن مصر دولة عظيمة، تعلم التونسيون من حضارتها وثقافتها ولا وجود للمنطقة بدونها.

وإلى نص الحوار:

■ لماذا ترشحت للانتخابات الرئاسية؟

- قرار الترشح للانتخابات الرئاسية جاء لأول مرة في تاريخ حركة النهضة، كما أنه جاء انطلاقا واستجابة لرغبة حزب حركة «النهضة» التي أنتمى إليها، وذلك بتأييد واسع من قبل أعضاء مجلس شورى الحركة وفى مقدمتهم راشد الغنوشى، وهذا واجب لا أستطيع أن أرفضه، كما أننى ملتزم بالصلاحيات التي يكفلها الدستور والقانون، وأهمها الحفاظ على مكانة الدولة وأمنها الداخلى والخارجى، وكذلك العلاقات الخارجية والدبلوماسية مع كافة دول العالم، والتأكيد على قاعدة أن كافة المواطنين سواء بدون تقييد على أي فصيل سياسى، والعمل على تنحية الخلافات والأيدولوجيات السياسية جانبا من أجل وطن جامع لجميع التونسيين، فضلا عن التأكيد على السلم والأمن الاجتماعى، فيجب علينا جميعا ألا نترك الفقراء الذي يقتاتون «فتات الطعام» أن يظلوا هكذا، فهؤلاء هم أهلنا وجنودنا، فلا دولة قوية ولا أمن أو أمان في دولة فيها «جياع».

■ وما أبرز ملامح برنامجك الانتخابى؟

- برنامجى في ملف العلاقات الخارجية قائم على نهج الرئيس التونسى الأسبق الحبيب بورقيبة، ويقوم على احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والعمل على مساعدة الدول التي تدور فيها الصراعات والنزاعات السياسية للخروج منها، وفق قواعد القانون الدولى والمواثيق والعهود الدولية.

■ حركة «النهضة» ذات مرجعية إخوانية ودائما ما تتحدثون عن فصل الدعوة عن السياسة.. ما الضمانات؟

- تونس ليست كأى دولة، فهى بلد يحترم جميع الأديان السماوية، وبالتالى حزب حركة «النهضة» ملتزم برؤية تونس في هذا الملف، وهنا نحن نقدر أهمية فصل العمل السياسى عن العمل الدعوى، فهناك ضرورة لعدم الربط بينهما، والضمانات تتمثل في وجود مؤسسات رسمية في الدولة وفى مقدمتها مجلس نواب الشعب وهو منوط بإصدار التشريعات التي تهم المواطنين، وحزب النهضة ليس الوحيد الممثل في البرلمان، وبالتالى هناك منافسة سياسية تصب في مصلحة الوطن، والنهضة تحترم أهمية عدم المزج بين السياسة والدعوة.

■ وماذا عن التخوف سواء من داخل أو خارج تونس من أن تكرر «النهضة» تجربة جماعة الإخوان في مصر؟

- نحن حزب مدنى ذو مرجعية إسلامية، يحترم الدستور والقانون، ونصوصهما واضحة، وهناك أحزاب في تونس من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وهناك أيضا رقابة من قبل البرلمان والصحافة، لذلك فإن كل بلد له حالته الخاصة، وهنا أطمئن الجميع بأننى كما خدمت الشعب طوال فترة عملى، فأنا خادم له إذا أصبحت رئيسا ولا فرق عندى بين مواطن ينتمى للنهضة أو غيرها، فالجميع أمام القانون سواء.

وأؤكد أن حزب النهضة حصل على ترخيص، واللجنة التي منحته الموافقة على تأسيس الحزب فحصت برنامجه السياسى وتأكدت أنه حزب يمارس السياسة وفق المفهوم المدنى، وتونس دولة مدنية تحكمها قواعدها المعروفة، فالتزامها الثقافى والحضارى والعربى وكذلك الإسلامى جميعا نحترمه ونقدره ولا نسعى لتغيير تلك المواقف والمفاهيم، فلا خوف من حكم الإخوان على تونس، فالشعب هو الرقيب وصاحب القرار.

■ ما أول قرار ستتخذه حال فوزك؟

- سأجمع كل فقهاء الدستور والقانون والاقتصاديين، كل في مجاله، من أجل تقييم المراحل الماضية لنستفيد من كافة التجارب لتحقيق ما هو أفضل للفقراء والمهمشين، فما يهمنى هو إحداث نقلة اقتصادية سريعة حتى ينعم الشعب بالحرية والديمقراطية مع وضع اقتصادى أفضل.

■ هل نجحت الثورة التونسية؟

- نجحت بفضل تماسك ووعى وثقافة الشعب التونسى، فهو المسؤول الأول عن نجاحها أو فشلها، لكن أي بلد قامت فيه ثورة تحتاج إلى مواصلة التطوير والإصلاح بكافة أنواعه سواء إداريا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا، والأمة التي تقف في مكانها بدون تطوير تحكم على نفسها بالموت، وهذا ما لا نتمناه لبلادنا، فالثورة التي قام بها الشعب التونسى وراح ضحيتها الكثير، يجب الحفاظ على مقدراتها بل والتطوير والتنمية المستمرة، وفى حالة فوزى سأسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمواد والاحتياجات التي يتطلبها الشعب التونسى حتى لا نعتمد على الآخرين.

■ كيف تنظر إلى مسألة المساواة في المواريث بين الرجل والمرأة؟

- هناك مشروع قانون خاص بالمساواة في المواريث بين الرجل والمرأة، وكان قد تقدم به الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، ولا يزال مشروع القانون أمام مجلس نواب الشعب وهو صاحب قرار البت فيه وإقراره من عدمه، وأنا شخصيا ملتزم وأحترم ما قام به أسلافنا، ومنهم الرئيس التونسى الراحل الباجى قايد السبسى،، فنحن نسير على نهجهم، فسواء أقر البرلمان القانون من عدمه، فأنا ملتزم أمام الشعب ورغبته.

■ كيف كانت علاقتك بالرئيس الراحل الباجى قايد السبسى؟

- نفذت وصية الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى بالسير في جنازته، وربطتنى به علاقة وطيدة، سواء في العمل الحقوقى أو السياسى، ففى فترة حكم الرئيس الأسبق زين العابدى بن على، لمدة 23 سنة لم أغادر تونس، وظللنا نناضل سياسيا من أجل نهضة البلاد والدفع بديمقراطيتها، وفى هذا التوقيت عملت محاميا بعدما تركت القضاء، وتعلمت من الرئيس السبسى الذي تعرفت عليه عام 1971، أثناء مرافعاته أمام المحاكم، ووقتها كنت قاضيا صغيرا، فأشهد أننى استفدت منها جميعا، كما أننى تابعت مساره وتاريخه السياسى والقانونى وصارت بيننا صداقة عميقة، وكنا نتصارع سياسيًا، لكن لم تؤثر السياسة على علاقة الصداقة.

■ ماذا تمثل لك مصر؟

- مصر دولة عظيمة وهى قلب العروبة، ونحن تأثرنا بحضارتها وتاريخها وثقافتها وفنها وأدبها، فالأدب المصرى نابع من العمق الإنسانى، ولا يمكن أن تعيش المنطقة العربية والإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط جميعها بدون مصر، لذلك يجب على الجميع ألا يتدخل في شؤونها الداخلية، وأبناؤها كفيلون بها، لذلك أرفض أي مساس بأمنها أو سياستها الداخلية أو الخارجية، وهذا هو الحال بالنسبة لبلدنا، فما أرتضيه لبلدى أرتضيه لمصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية