x

مصر تسعى لتحقيق تعاون مع شطرى السودان

الأربعاء 06-07-2011 19:28 | كتب: جمعة حمد الله |
تصوير : محمد معروف

يشهد العالم بعد غد ميلاد أحدث دولة فى العالم وهى دولة «جنوب السودان»، وذلك بعد أن صوت أبناء جنوب السودان لخيار الانفصال عن شمال السودان فى الاستفتاء حول تقرير المصير الذى أقرته اتفاقية «نيفاشا».

ومن المقرر أن يشارك وفد مصرى رفيع المستوى برئاسة د. يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، ومحمد العرابى، وزير الخارجية، وحسن يونس، وزير الكهرباء، فى الاحتفالات التى تقيمها حكومة جنوب السودان بإعلان قيام الدولة.

وعلى الرغم من إعلان مصر على لسان الوزير العرابى، أن القاهرة ستكون ثانى عاصمة فى العالم بعد الخرطوم فى الاعتراف بالدولة الجديدة ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسى المصرى فى جوبا من قنصلية إلى سفارة، إلا أن العديد من التساؤلات يثار حول مدى قدرة القاهرة على تحقيق التوازن فى علاقاتها مع الخرطوم وجوبا كل على حدة، وذلك بالنظر إلى حجم المشاكل التى لا تزال عالقة بين شمال وجنوب السودان وعلى رأسها مشكلة أبيى وجنوب كردفان وقضية ترسيم الحدود، وغيرها من القضايا التى يخشى البعض من أن تكون سببا فى حرب جديدة بين الدولتين.

ويبدو أن «مياه النيل» قد تكون كلمة السر، التى من خلالها تتمكن القاهرة من تحقيق هذا التوازن فى علاقاتها مع الخرطوم وجوبا، وذلك بالنظر إلى المحاولات المصرية لاستمرار الموقف الموحد بين مصر والسودان الرافض للاتفاقية الإطارية الجديدة لدول حوض النيل التى وقعتها 6 دول من دول المنابع، وإذا كان عدد من دول حوض النيل على رأسها إثيوبيا وأوغندا أعلنت تجميد التصديق على الاتفاقية، فإنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة محاولات مصرية لضمان تأييد جنوب السودان للموقفين المصرى والسودانى من الاتفاقية، فى حال تصاعد هذه القضية من جديد.

وقال السفير محمد مرسى، مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان لـ«المصرى اليوم»: إن مصر ستشارك بقوة فى الاحتفالات بوفد رفيع المستوى يترأسة الوزير محمد العرابى.

وأكد «مرسى» أن مصر ستكون أول أو ثانى دولة فى العالم تعترف بالدولة الجديدة فى جنوب السودان، وأنه سيتم تحويل القنصلية المصرية فى جوبا إلى سفارة وسيعلن اسم السفير المصرى هناك قريبا.

وشدد «مرسى» على دعم مصر لكل من جنوب وشمال السودان لحل القضايا العالقة فيما بينهما، وقال: إن إقامة علاقات طبيعية بين الخرطوم وجوبا لا تخدم الدولتين فحسب، وإنما هى مصلحة مصرية، وقال: «سنسعى فى المستقبل لتعاون وتكامل ثلاثى بين القاهرة والعاصمتين».

وفى رده على سؤال حول كيفية قيام مصر بتحقيق التوازن فى علاقاتها بين الدولتين، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان: «إذا كان شمال السودان يحرص على إقامة علاقات طبيعية مع الجنوب، فنحن نحرص أيضا على أن يكون لنا العلاقات نفسها مع الدولة الجديدة».

وأوضح ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان فى مصر والشرق الأوسط نصر الدين كوشيب، أن نجاح مصر فى تحقيق التوازن فى علاقاتها مع جنوب وشمال السودان تحكمه المصالح والعلاقات التاريخية الوطيدة، التى تربط القاهرة مع كل من الخرطوم وجوبا.

وردا على سؤال حول مدى قبول أبناء جنوب السودان لوساطة مصر لحل المشاكل العالقة بين الخرطوم وجوبا، قال «كوشيب»: إن مصر حاولت فى السابق تقريب وجهات النظر بين حزب المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية عن طريق ورشتى عمل عقدتا فى القاهرة، ونحن نعتقد بأن على مصر مواصلة هذا الجهد فى المستقبل فهى قادرة على القيام بهذا الدور.

وعلق هانئ رسلان، مدير وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات، قائلاً إنه من الناحية النظرية تستطيع مصر تحقيق التوازن فى علاقاتها مع شمال وجنوب السودان، ولكن من الناحية العملية سيكون هناك الكثير من المواقف والمشاكل والعقبات المتكررة. وأوضح «رسلان» أنه دائما علاقات مصر تاريخيا مع جنوب السودان جيدة، ولكن الجنوبيين فى نهاية المطاف ينظرون إلى مصر على أنها دولة عربية وتعاطفها الأساسى مع الشمال، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بشمال السودان فإنهم ينظرون إلى علاقات مصر مع جنوب السودان بحساسية، ويعتقدون أن الموقف المصرى فى التعاون مع الجنوب أو الحياد سيعبر عن نوع من «الخذلان» لشمال السودان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية