كشف الدكتور محمد عبدالمجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة، عن أنه تم عمل خطة عاجلة، وتم عرضها على الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة، لمكافحة دودة الحشد الخريفية، تعتمد على عدة محاور رئيسية لاستخدام كافة وسائل المكافحة الحيوية والميكانيكية، موضحا أنه سيتم اللجوء للمبيدات الكيماوية عند الضرورة القصوى، شريطة أن تكون هذه المبيدات «آمنة»، ويتم ذلك بالتنسيق بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة الـ«فاو».
أخبار متعلقة
وأضاف «عبدالمجيد»، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر إدارة دودة الحشد الخريفية الذي نظمته شركة «كورتيفا» الأمريكية العملاقة في مجال إنتاج المبيدات والبذور، أنه «تم وضع خطة تعتمد على الفكر المستنير وهو أن المبيدات هي الورقة الأخيرة في عملية المكافحة، وعندما تفشل كل الوسائل المتاحة في تحقيق مكافحة فعالة وناجحة نبدأ باستخدام المبيدات الكيماوية وفقا للمواصفات التي حددتها اللجنة».
وأوضح أنه «تم تحديد المبيد الذي سيتم استخدامه ضد دودة الحشد الخريفية أهمها الأمان ثم الأمان ثم الأمان، من خلال الاعتماد على بعض المبيدات التي تتمتع بالأمان النسبي، وتم البدء في مرحلة بعض التجارب لبعض المركبات الآمنة»، مشيرا إلى أنه تم وضع خطة ومشروع طوارئ بالاتفاق مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» سيتم توقيعها خلال الأيام القادمة، موضحا أنها تعتمد على تطوير معامل الأعداء الحيوية في مصر للاستفادة منها في أعمال المكافحة.
وأشار رئيس لجنة المبيدات إلى أنه «يوجد لدينا 16 معملا من هذه المعامل سيتم تطوير 5 من هذه المعامل تم تحديدها بالفعل، بالإضافة إلى تحديد الإمكانيات المطلوبة لتطوير كل معمل وسيتم تنفيذ الخطة في القريب العاجل»، مشددا على أن مصر تسير وفق منهجية واضحة لتطوير هذه المعامل حتى تمكنها من تجنب الأضرار الناتجة عن وجود دودة الحشد في البلاد.
ولفت إلى أن الأجهزة الفنية التابعة للوزارة، ممثلة في الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، في مصر نجحت في محاصر الآفة في الأقصر وأسوان وقنا، حيث لم تتعد الحشرة حتى الآن جنوب محافظة قنا بفضل الجهود المخلصة للخبراء والفنيين بالوزارة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، رغم أن مصر تحتاج إلى دعم محلي لمواجهة هذه الحشرة الخطيرة التي تهدد الإنتاج الزراعي وهي حشرة عديدة التزاوج وعديدة العوائل، حيث تتخطى هذه العوائل التي تصيبها 100 عائل، وهو ما مكنها من الدخول في قارة أفريقيا، حيث انتشرت في 46 دولة في أفريقيا خلال هذه المدة.
وشدد رئيس لجنة المبيدات على «أننا نتعامل مع حشرة شديدة الشراسة وشديدة الضراوة ونعمل على التحكم فيها، ونأمل ألا تتخطى حدود محافظة قنا بفضل الجهود الدولية والمحلية لتحقيق هذه الأهداف، لأننا لا نعمل بمعزل عن الآخرين ولابد أن يكون لدينا دعم داخلي وخارجي»، مشيرا إلى أن خطة مصر هي العمل على حصار هذه الحشرة حصارا تاما وسوف يتم هذا بفضل جهود وزارة الزراعة.
وأشار إلى أن «مصر لديها فنيون وخبراء محترفون في إدارة الحشرة وقد تفوق خبراتهم العديد من الخبراء الموجودين في العالم وهذا يسهل علينا مهمة حصار هذه الحشرة ونعمل بهدوء على أرضية صلبة، وهو ما دفع مصر على مدار العامين الماضين لتشكيل لجنة للإجراءات الاحترازية لمواجهة دودة الحشد الخريفية قبل وصولها إلى مصر من السودان، ثم واصلت عملها عقب وصولها إلى جنوب البلاد، حيث تم البدء بالمصايد الفرمونية في الكشف عن الدودة الخريفية من خلال الاستعانة بخبرات شركتين متخصصتين من إنجلترا وكوستاريكا وقدمتا الشركتان دعما بمصايد الفرمونات ثم أتبعها استخدام الكبسولات في المكافحة وإن كان تأثيرها محدود ما دفعنا إلى التوجه نحو المبيدات الآمنة للسيطرة على الحشرة الخطيرة ومنع انتشارها».
