كشفت جولة «المصرى اليوم» فى منطقة سوق الحميدية والمسجد الأموى ومرقد السيدة رقية بنت الحسين، عن روح التحدى لدى السوريين وإصرارهم على النجاح والتأكيد على استقرار العاصمة من خلال ازدحام إحدى أهم أسواق العاصمة، وعرض منتجات الملابس والأدوات الموسيقية الشرقية والغربية بأسعار رخيصة رغم أجواء الحرب التى لاتزال تسود المشهد السياسى فى الأراضى السورية.
وكان لافتا أن أطياف السوريين بمختلف طوائفهم ينتشرون فى أروقة المسجد الأموى ومرقد السيدة رقية المجاور للجامع الأموى، بالإضافة إلى قبر صلاح الدين الأيوبى (توفى 1193م) الذى يربط بين المسجدين، وسط ازدحام الزائرين خاصة فى مسجد السيدة رقية، وزيارة قبر الإمام محمد البوطى، إمام الجامع الأموى، الذى استشهد مع عدد من تلاميذه فى مسجد الإيمان بدمشق فى 21 مارس 2013.
ودارت تساؤلات فى ذهنى خلال زيارة المواقع الثلاثة حول تأثير الطائفية على المشهد السياسى فى دمشق، بينما أدرك أحد العاملين فى مرقد السيدة رقية ما يدور فى ذهنى فبادرنى بقوله: «نحن سوريون مولعون بالوطن قبل الطائفية، وهذا هو مفتاح الأمل فى تجاوز آلام الحرب الدائرة حاليا، لأن الوطنية تحطم الطائفية وترسخ لمستقبل يجتمع عليه كل الأطياف».
ومن سوق الحميدية رصدت «المصرى اليوم» مشاهد تكشف أذواقا مشتركة بين المصريين والسوريين فى إقبالهم على شراء التمر هندى والآيس كريم «يطلق عليه السوريون البوظة»، وإن كانت البوظة السورية «الآيس كريم» من محال «بكداش» الشهيرة فى السوق التاريخية تتميز بالحجم الأكبر واحتوائها على المكسرات الفاخرة من الكاجو والفستق الحلبى ومذاقه الخاص ورخص ثمنه الذى لا يتجاوز نصف دولار.
ومن أهم الأسواق المجاورة للجامع الأموى سوق العطور ومستحضرات التجميل، التى تقع فى الطريق المؤدى إلى مرقد السيدة رقية حيث تنتشر محال بيع صابون الغار الشهير أو ما يسمى الصابون الحلبى، لذلك يسمى الصابون السحرى والذى تتم صناعته بشكل أساسى من زيت الزيتون، وتشتهر بصناعته مدينة حلب، حيث يُصنع من شجرة اسمها الغار المنتشرة فى منطقة الساحل السورى، خاصة محافظة اللاذقية، وهو من أنواع الصابون الذى يتكون من مجموعة من الزيوت، أهمها زيت الزيتون، بالإضافة إلى زيت الحبة السوداء وزيت النخيل وزيت جوز الهند وبذور القطن.
ويؤكد السوريون أن صابون الغار لا يحتوى على أى من المواد العطرية أو الصبغات المصنعة، ولا يوجد فيه أى من المواد الكيميائية أو الصناعية التى تؤذى البشرة والشعر، فزيوته طبيعية 100%، لما له من فوائد عظيمة للبشرة والشعر أيضاً.