x

«السرنباك» فاكهة البحر لأهالى القصير والغردقة فى الأعياد

الأحد 11-08-2019 00:58 | كتب: محمد السيد سليمان |
حبات «السرنباك» داخل أطباق الفوم هدايا قبل الأعياد حبات «السرنباك» داخل أطباق الفوم هدايا قبل الأعياد تصوير : آخرون

عادات وتقاليد متوارثة كانت منتشرة لدى أهالى مدن البحر الأحمر وخاصة مجتمع الصيادين بمدينتى القصير والغردقة، وذلك منذ مئات السنين خلال الاحتفال بالأعياد والأفراح ومازالت مستمرة حتى الآن، بالرغم من وجود قوانين حديثة منعت وجرمت هذه العادات ومن بينها جمع المحار والصدف من قاع البحر، حيث تنتشر على سواحل البحر الأحمر مهنة جمع المحار والاستفادة غذائيا وماديا بما يحتويه تجويف المحار.

ويعتبر السرنباك الوجبة المفضلة بسبب قيمتها الغذائية العالية، وهى جميعا لحوم بحرية تستخرج من صدف البحر وتقدم مملحة ومجففة. وعرف الأهالى منذ القدم مهنة جمع المحار واستفادوا منها صحياً دون دراية منهم واقتصادياً فى بيع المحار والصدف للأفراد والشركات أو المطاعم والذى يوفر للجسم البشرى العديد من العناصر الغذائية والمعادن الفريدة من نوعها، وتعد القيمة الغذائية للسرنباك بها مستويات عالية من البروتين، وفيتامين D وفيتامين B12، الحديد، النحاس، والسيلينيوم. ومصدر هائل من الكوليسترول المفيد، ومضادات الأكسدة، أحماض أوميجا 3 الدهنية، وتعزيز الأداء الجنسى لدى الرجال.

وصفى تمير حسين، أحد مؤرخى التراث بمدينة القصير، أكد أن «السرنباك» أحد أصناف المحار الشهيرة، وخلال السنوات الماضية مع الصيد الجائر له انخفض عدد المحار بشكل كبير، وقد تسبب هذا الانخفاض فى التدهور البيئى وزيادة سعره بشكل كبير.

وأضاف تمير أن «السرنباك» هو حيوان رخوى ينمو فى الشعاب المرجانية التى تنتشر على سواحل البحر الأحمر والمحيط الهندى فى البحار الدفيئة والحارة، ويكون الحيوان فوقه قوقعة تنمو مع نموه ويطلق عليها بين سكان البحر الأحمر «جمل» وهى القوقعة التى تستخدم كطفايات لأعقاب السجائر وبعد إخراج الحيوان من بيته أو القوقعة يقوم الصيادون بسلقه لإنضاجه ثم يوضع فى مكان مشمس لمدة طويلة فيتحول لونه مع التيبس من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر أو العسلى ويصبح صعبا تقطيعه وذا مذاق طيب، ومع تجريم جهاز شؤون البيئة عملية جمع المحار ومنها محار السرنباك واعتبارها ضبطية جنائية لمسؤولى البيئة يعمد الصيادون إلى طريقة أخرى للحصول على السرنباك وهى التخلص من المحار أو القوقعة بضرب الجملين ببعضهما لتنكسر القوقعة والحصول على اللحم أو الحيوان بداخلها، ويعد السرنباك نوعا من الترفيه والتسالى والفاكهة البحرية ولا يؤكل لسد الجوع إنما لطعمه المتميز، وبالكاد يستطيع الفرد أن يقاوم أكل واحدة لصلابتها، ومن يشكو من ضعف أسنانه فليس له نصيب فى تذوق السرنباك. وتابع تمير أن السرنباك يتم بيعه فى أسواق مدينتى القصير والغردقة بعد تجفيفه إلى من يشتاقون إلى أكله وتذوقه من المحافظات الأخرى وثمن القطعة منه وتسمى قرن سرنباك من ١٥ إلى ٢٥ جنيها، وهذا يعود إلى قلة تواجده أو تعمد الكثير من الصيادين عدم جلبه لخطورة تواجده معهم أمام نقاط التفتيش، وقديما كان السرنباك يطلب كهدايا للأقارب والأصدقاء فى محافظات أخرى دأبوا على طلبه من ذويهم، خاصة مع قرب موعد زواجهم للاستفادة من قيمته الغذائية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية