أعلن المجلس العسكرى الحاكم فى السودان، الجمعة، القبض على 9 عناصر من قوات الدعم السريع، على خلفية مقتل 4 طلاب بالرصاص خلال مظاهرات، فيما تواصلت المفاوضات مع قادة الاحتجاج لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية فى المرحلة الانتقالية.
وجاء الإعلان عن اعتقال عناصر من قوات الدعم السريع، التى يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتى)، غداة مقتل 4 متظاهرين بالرصاص خلال مسيرة فى أم درمان قرب الخرطوم، خلال مظاهرات شارك فيها الآلاف تنديدًا بمقتل 6 متظاهرين، بينهم 4 طلاب، الإثنين الماضى، فى الأُبيّض، وسط السودان.
وأعلن المتحدث باسم المجلس العسكرى، الفريق الركن شمس الدين كباشى، فى مؤتمر صحفى، الجمعة، أنه تم «يوم الخميس اعتقال 7 أفراد من الدعم السريع وتم رفدهم على الفور من الخدمة العسكرية، وتسليمهم إلى السلطات القضائية».
وقال: «بالأمس أيضًا تم اعتقال اثنين من العسكريين الذين يتبعون الدعم السريع واتخذ فى مواجهتهم نفس الإجراءات».
وأوضح أن قوات الدعم السريع شكلت لجنة عسكرية للتحقيق مع قائد القوات فى مدينة الأُبيّض، وأن المجلس العسكرى اتخذ العديد من التدابير لمنع تكرار ما حدث فى الأبيض.
من جانبه، قال وسيط الاتحاد الإفريقى محمد السحن لبات إن قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى الانتقالى اتفقا على تقييم الحوادث الأليمة التى شهدتها مدينة الأبيض، وتعهدا بتفادى أى مسلك يعرّض حياة السودانيين للخطر.
على صعيد المفاوضات، وصف الوسيط الإفريقى إلى السودان الاجتماع بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى بأنه «كان ناجحا بكل المقاييس». وقال المفاوض فى حركة الاحتجاج، إبراهيم الأمين، فى المؤتمر الصحفى ذاته: «توصلنا إلى توافق تام لمعظم ما ورد فى هذه الوثيقة» الدستورية التى تحوى نقاطا خلافية.
وأضاف أنه ستكون هناك «أخبار سارة» بعد مواصلة المفاوضات، مساء الجمعة.
ومن المفترض أن تسمح هذه المفاوضات بحل المسائل العالقة فى «الإعلان السياسى» الذى وقعه قادة الجيش وقادة تحالف الحرية والتغيير فى 17 يوليو، وينص على تشكيل مجلس عسكرى مدنى مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرًا. وتتضمن المباحثات «الحصانة المطلقة» التى يطالب بها جنرالات الجيش و«صلاحيات مجلس السيادة» المشترك و«مظاهر الانتشار العسكرى» فى مختلف مدن البلاد.
ونزل آلاف السودانيين إلى الشوارع، الخميس، للتنديد بالعنف وتحت شعار «القصاص العادل» لمقتل المتظاهرين الستة فى الأبيض، بينهم 4 طلاب، كانوا يحتجون على النقص فى الخبز والوقود.