x

ميدان محطة مصر.. شاهد أول سكة حديد في أفريقيا

الثلاثاء 16-07-2019 05:56 | كتب: ناصر الشرقاوي |
محطة مصر محطة مصر تصوير : اخبار

يعد ميدان محطة مصر وسط الإسكندرية هو أشهر ميادين الثغر بسبب موقعه المتوسط الذى تتفرع منه معظم الطرق إلى كافة أنحاء المدينة كما أن عراقة الميدان تعود إلى تاريخ إنشاء محطة سكك حديد الإسكندرية أول سكة حديد فى القارة الإفريقية والشرق الأوسط وثانى سكة حديد بعد سكك حديد إنجلترا.

يقول الأثرى المخضرم أحمد عبدالفتاح، مستشار وزير الآثار الأسبق، إن ميدان محطة مصر يعد أكبر ميادين الوجه البحرى بعد ميادين القاهرة ويعود السبب فى إنشائه إلى إنشاء محطة السكة الحديد بصورتها الحالية بعد أن كانت تشغل الميدان بالكامل وتمتد حتى مبنى السنترال والتلغراف الحالى، وفى عهد الملك فؤاد 1927 تم إنشاء الميدان فى الفراغ الذى خلفه حوش السكة الحديد فى هذه المنطقة وتبلغ مساحته الإجمالية بالشوارع الممتدة منه حوالى 18 فدانا.

ويضيف «عبدالفتاح» أن الميدان له موقع فريد حيث لا يوجد ميدان فى مصر تشغل أحد أطرافه منطقة أثرية هى كوم الدكة وشارع الأمير محمد عبدالمنعم ابن الخديو عباس حلمى والذى عُيّن بعد ثورة 1952 وصيًا على عرش مصر بعد رحيل فاروق، وهذا الشارع يؤدى إلى ميناء الإسكندرية ثم شارع شريف أو الخديو المؤدى إلى ميناء البصل وغرب مصر حتى طريق السلوم، ومن الناحية القبلية للميدان يقع أعرق أحياء المدينة وهو حى محرم بك الذى كانت تسكنه الطبقة الراقية، وأما من الناحية الشرقية فيقع استاد الإسكندرية ومن الناحية البحرية يؤدى الميدان إلى المسرح الرومانى ويتوسط الميدان محطة سكة حديد مصر والتى أنشئت بطراز ينافس محطتى سكة حديد روما وباريس.

يروى «عبدالفتاح» فكرة إنشاء الميدان حيث بدأت عام 1951 عندما عهد الملك فاروق إلى الفنان فتحى محمود تصميم الميدان فى هذه المنطقة المتسعة واستغلال الفراغ الذى خلفه حوش السكة الحديد، وكان التصميم عبارة عن قاعدة جرانيتية ضخمة تتزين بلوحات وأكاليل من البرونز المطروق تمثل الحضارة المصرية الحديثة والنباتات الموجودة فى بر مصر ثم وضع تمثال للملك فؤاد أعلى القاعدة ولكن مع قيام ثورة 1952 تم توقف المشروع بعد رحيل فاروق عن مصر وإهمال القاعدة إلى أن جاءت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 وتم تحويل الميدان إلى نصب تذكارى للجندى للمجهول، وتم تعديل التصميم ووضع شعلة ضخمة أعلى القاعدة لإحياء ذكرى شهداء مصر من القوات المسلحة.

ويقول أحمد عبدالفتاح إن الميدان طالته يد الإهمال فى أزمات عديدة حتى جاء عهد اللواء عبدالسلام المحجوب، محافظ الإسكندرية، والذى أعاد تخطيط الميدان على غرار الميادين الكبرى فى دول البحر المتوسط وتم تخطيطه وتجميله إلا أنه تعرض مرة أخرى لهجمة شرسة من العناصر الطفيلية والباعة الجائلين الذين شوهوا صورته.

ويرى الأثرى المخضرم أن الميدان فى حاجة ماسة إلى إعادة تخطيط بالكامل وخاصة من الجهة القبلية التى تمثل ثلوثًا بصريًا غير مسبوق، وإبراز معالم عريقة ترجع إلى القرن الأول قبل الميلاد محجوبة عن الشعب المصرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية