x

«زي النهارده».. إدانة باتريك ماجي بتفجيرات «المحافظين» البريطاني 10 يونيو 1986

الإثنين 10-06-2019 03:17 | كتب: ماهر حسن |
باتريك ماجي - صورة أرشيفية باتريك ماجي - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

كان باتريك ماجى عضوا في الجيش الجمهورى الأيرلندى، الذي كان يقوم بتفجيرات ضد أهداف بريطانية للمطالبة باستقلال أيرلندا الشمالية عن بريطانيا، وكان باتريك زرع قنبلة في حمام إحدى الغرف في الطابق السادس للمبنى الذي كان يستضيف مؤتمر حزب المحافظين، وضبط توقيت تفجيرها على آخر يوم من المؤتمر لضمان وقوع أكبر عدد من القتلى في حكومة مارجريت تاتشر، كان هذا في عام ١٩٨٤، وأسفر الانفجار عن مقتل خمسة أعضاء من حزب المحافظين، بينهم عضو مجلس العموم سير أنتونى بيرى وإصابة ٣٤ آخرين فيما نجت رئيسة الوزراء.

وأسفرت التحريات عن الوصول إلى ماجى المولود في بلفاست بأيرلندا الشمالية، حيث ترك بصماته على بطاقة التسجيل في الفندق بعد الانفجار، وسجل نفسه لدى الفندق باسم مستعار هو «روى والش» وعنوان مختلق، و«زي النهارده» في ١٠ يونيو ١٩٨٦ أدانت هيئة المحلفين في إحدى المحاكم البريطانية باتريك ماجى بضلوعه في التفجير هذا هو الجانب التقليدى في الحكاية.

أما بقيتها فليست تقليدية، فالسيدة البريطانية جو بيرى، ابنة أنتونى بيرى، أحد الضحايا، قامت برحلة طويلة وهى على ثقة بأنها ستصل إلى قاتل أبيها، إلى أن نجحت في ٢٠٠٠ في الوصول إليه وعرفت أنه على وشك الخروج من السجن بعد انقضاء عقوبته، فانتظرته على بوابة الخروج وشعرت بالتردد والخوف، وبعد دقائق انفتح باب السجن وخرج منه باتريك ماجى، قاتل والدها، وظلا يتبادلان النظرات إلى أن وجدت نفسها تمد يدها إليه وتصافحه، فصافحها وجلسا معا يدردشان، ومضت ثلاث ساعات دون أن يشعرا.

وفى آخر اللقاء قال باتريك: «لم أقابل في حياتى شخصا مثلك إننى أحيط بألمك»، ثم تكررت اللقاءات بينهما وأدركت «جو» لماذا أصبح قاتلا، وباتريك أحس بألم «جو» وانتبه إلى الأرواح البريئة التي أزهقت في تلك الحرب وقررا أن يفعلا شيئاً ذا قيمة فقاما برحلة حول العالم يشرحان خلالها قصتهما، وما الذي جمعهما معا وكيف على الإنسان أن يتقبل أخاه الإنسان.

وتمّ تأليف مسرحية تحت عنوان «القنبلة» عن قصتهما وكانت تعرض في كل مكان يذهبان إليه، وبعد العرض كانا يلتقيان بالجمهور، خصوصا من الأطفال والشباب، الآن تضخم مشروعهما، وصار يتضمن سلسلة محاضرات يقدمان من خلالها أهمية التسامح أملا في مستقبل أكثر أمنا وسلاما.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية