تشارلز ديكنز روائي بريطاني رائد أثر في الكثير ممن صاروا رموزا للأدب في أوروبا كلها ومازال عموم قراء الأدب العالمي يذكرون من أعماله الروائية «بين مدينتين» و«أوقات عصيبة» و«أوليفر تويست» و«ديفيد كوبر فيلد» و«أنشودة عيد الميلاد» و«آمال كبرى».
ومن الملامح المميزة لرواياته تصوير الواقع بشكل جذاب للقارئ، ونحت ملامح شخصياته بدقة من الداخل والخارج وتشارلز ديكنز مولود في ٧ فبراير ١٨١٢فى بورتسموث في هامبشاير بإنجلترا، ونشأ في عائلة كبيرة لكنها فقيرة،وكان الابن الثانى من بين ثمانية إخوة وكان والده يعمل كاتبا بالبحرية، التحق تشارلز بمدرسة صغيرة في بورتسموث لفترة قصيرة ثم انتقلت أسرته إلى لندن التي كانت مصدرا لإلهامه؛ حيث أثرت التضاربات والطبقات الاجتماعية، بالإضافة لطفولته البائسة، في تكوين زخم درامى تحول بموهبته الكتابية إلى روايات عاطفية وساخرة أحيانا.
وقد بدأ ديكنز عمله المهنى مراسلا صحفيا في البرلمان، وقد بدأت شهرته الأدبية مع نشر انطباعاته عن لندن في مجلات دورية وقد كتب ديكنز ١٤ رواية، وفى ١٨٥٠ أصدر مجلة (كلمات عائلية)، ومن أعماله الأخرى أوراق بيكويك، ومغامرات السيد بيكويك، ونيكولاس نيكلبي.
وقد تأثر ديكنز بالروائى بلزاك، وميجيل دى سيرفانتس، وفيكتور هوجو، وويليام شكسبير،وقد ظهرت بعض روايات ديكنزفى الدوريات والمجلات بصيغة مسلسلة أولاً، وكان ذلك الشكل المفضل للأدب وقتها، في حين كان مؤلفيون آخرون ينهون رواياتهم بالكامل قبل نشرهامسلسلة؛ مما حقق إيقاعا خاصا لأعمال ديكنز يتميز بتتابع المواقف المثيرة الصغيرة واحداً وراء الآخر ليبقى الجمهورفى انتظار الجزء الجديد، إلى أن توفى «زى النهارد»فى ٩ يونيو ١٨٧٠.