عطار بقى لى سنة قاعد في دكانى
ما اعرفش أهل الهوى ليه نسيوا عنوانى
فاتت صبية على خدودها قمر خوّاف
نطقت دموع السهر برموشها قالت لى عواف
قلت الله يعافيكِ أهلاً مرحب بيكِ
كل الدكان ليكِ عايزة يا حلوة بكام
قالت ألف وقية صبر يكون هدية
للنار اللى بىَّ بس السعر كام؟
قلت لها: تمنه مش غالى
وعشانك يرخص الغالى
زعلت ومشيت وقالت:
السوق جرى له إيه؟
ظلم الحبايب غلى
والصبر يرخص ليه
رجعت تانى قعدت ف ظل دكانى
وعرفت أهل الهوى ليه
نسيوا عنوانى.
تلك الكلمات التي تغنى بها الراحل الفنان سيد مكاوى من تأليف الشاعر حسين السيد، ظلت عالقة على مدى عدة سنوات طويلة في وجدان المصريين، وتعد من الأغانى القليلة المتعلقة بمهنة العطارة التي نالت إعجاب الملايين من عشاق التراث الغنائى الشعبى.
ومهنة العطارة ذات جذور تاريخية كبيرة في مصر، ويتعلق بها الملايين يبحث كل منهم عن ضالته سواء كانت تداوى بالأعشاب أو الغربة في الحصول على وصفات خاصة لمنح مظهر أفضل، أو للحصول على قوام جميل، أو تلبية احتياجات المطبخ، إلى جانب الأغراض التجميلية.
حيث تتفنن محال العطارة في عرض الأعشاب التي تستخدم في أغراض متعددة، حتى إن العطار في بعض المناطق يتعامل معه البعض على أنه «حكيم».
وقديما كان العطار يدعى- حسب صفحة «حماة ناشونال جيوغرافيك»- «الحوّاج» لأنه كان يحوّج الأعشاب المختلفة ويجمعها لصنع خلطة عشبية أو «تحويجة» لعلاج مختلف الأمراض. ومهنة العطارة يتوارثها الأبناء عن الأجداد رغم أنها مهنة تدرج اليوم تحت مسمى الطب البديل،
والعطار كان على مدى عدة عصور الطبيب والصيدلى في آن واحد إذ كان في تطبيبه يحدد المرض ويصف الدواء.
ومعروف أن معظم أصول العطارة وموادها شرقية هندية صينية أو إيرانية فارسية ومنها ما هو مصرى أو مغربى أو يمنى، ولعل تركزها في هذه المناطق يعود لطبيعة العمق التجريبى عند شعوب الشرق من جهة، ولِما أعطى الله تلك البلاد من خيرات الأرض من بذور وبهارات وأعشاب.
عدسة «المصرى اليوم» قامت بجولة بمحال العطارة في منطقة الحسين بالقاهرة ورصدت بالصور معروضات العطارة وأسعارها، كما رصدت محال بيع وتركيب العطور ومحال الأنتيكات والبازارات، التي تشهد في مثل هذا الوقت من كل عام إقبالا كبيرا لشراء الهدايا، إلى جانب رصد الحركة في محال العطارة التي تحولت من كثرة الزحام عليها إلى «كامل العدد» حيث توجد عدة محال محددة لا تستطيع حتى أن تطأها قدماك بسبب كثرة الزبائن.