x

مسجد «العطارين».. طوره الأمير الجيوشى ويضم جدارية فرنسية

الإثنين 07-01-2019 20:05 | كتب: ناصر الشرقاوي |
مسجد العطارين بالإسكندرية،  
 - صورة أرشيفية مسجد العطارين بالإسكندرية، - صورة أرشيفية تصوير : محمود طه

يعد مسجد «العطارين» أحد أشهر مساجد الإسكندرية وأقدمها، ويرجع تاريخه إلى بداية الفتح الإسلامى للمدينة، واكتسب اسمه من محلات العطارة المنتشرة حوله، كما عرف باسم جامع الجيوشى، نسبة إلى أمير الجيوش بدرالدين الجمالى، الذى طوره واستهدف توسعته فى عام 477 هـ، وشُيد المسجد فى جزء مثلث، وتضم أوقافه مبانى أخرى، ويٌحدُّ هذا المثلث، غربا، شارع سيزوستريس، وجنوبا شارع سيدى المتولى، وشرقا وشمالا شارع مسجد العطارين.

ويقول إسلام عاصم، مدرس التاريخ، الباحث فى شؤون الآثار: «المسجد يتكون من طابقين، خصص الطابق الأرضى لصلاة الرجال، والطابق الأول للنساء، ويوجد بالطرف الشرقى لواجهة المسجد مدخل آخر يؤدى إلى القبة الضريحية، وكتب أعلى هذا المدخل هذا ضريح سيدى محمد بن سليمان بن خالد بن الوليد، وجدد عام 1319هـ».

ويوضح أن المسجد شُيد على طراز «النيومملوك»، بعد هجرة المصريين الطرز العثمانى، المعروفة فى بناء المساجد، واتجهوا إلى طرز جديدة تؤكد على الهوية المصرية، وتمثل ذلك فى عقود مدخل الضريح والمدخل الرئيسى المطل على مدخل سيدى المتولى، ما يطلق عليه «عقود مدائنية» وكذا الأمر بشأن منارة المسجد، التى بنيت على الطراز المستحدث وقتها.

والمسجد يعود إلى ما قبل العصر الفاطمى، ويوجد داخله لوحة أثرية تثبت أن بدر الدين الجمالى، الوزير الفاطمى العظيم، الذى رمم المسجد، ما يعنى وجود المسجد قبل تلك الفترة، أما لوحات الحملة الفرنسية؛ فتخبرنا بأن تخطيط المسجد لم يكن كما هو الآن، بل كان عبارة عن صحن مكشوف تحيط به الأروقة من جميع الجهات.

ولإن الإسكندرية، منذ نشأتها، ارتبطت بالأساطير، خاصة فيما يتعلق بقبر الإسكندر الإكبر، فقد تم العثور على تابوت حجرى داخل المسجد، وكان الناس يقدسونه، ونقله الإنجليز إلى إنجلترا بحسب رواية « فورستر»، على اعتقاد أنه التابوت الذى دفن فيه «الإسكندر المقدونى»، وهو موجود حاليا فى المتحف البريطانى، وربما كان يستخدم حوضا للوضوء، واعتقد الناس أنه تابوت الإسكندر؛ نظرا لاعتقاد قديم أن المسجد بنى على قبر الإسكندر، وبعد دراسة التابوت تبين أنه للفرعون «نختانبو»، آخر فراعين مصر.

وأما عن قبر الإسكندر يوضح إسلام عاصم أنه لم يثبت أنه تحت المسجد، ولم يُكتشف سوى تمثال بدون رأس، يعتقد أنه للامبراطور الرومانى دقلديانوس وهو أكبر تمثال فى العالم من حجر «البروفير»، وموجود حاليا فى حديقة مقابر كوم الشقافة لحين عودته إلى بيته فى المتحف اليونانى، وتم تجديد المسجد الحالى من الداخل، إلا أن الواجهة والمئذنة والضريح والقبة من عصر الخديو عباس حلمى الثانى حيث جدد المسجد عام 1902.

كما أن الضريح الذى كتب أعلى بابه أنه لمحمد بن سليمان بن خالد بن الوليد، ليس سوى أحد أئمة المسجد، ولا صلة له بالصحابى الجليل، إنما أضيف اسم خالد بن الوليد لإضفاء أهمية على المكان، ليفتتحه الخديو.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية